منع سفينة بعلم هندي وإدارة قطرية من دخول الدمام

مدير الميناء: على الناقلين إيجاد البدائل

منع سفينة بعلم هندي وإدارة قطرية  من دخول الدمام
TT

منع سفينة بعلم هندي وإدارة قطرية من دخول الدمام

منع سفينة بعلم هندي وإدارة قطرية  من دخول الدمام

منعت الجهات المعنية في السعودية سفينة تجارية تحمل علم دولة الهند، وتديرها شركة قطرية، من دخول ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وذلك تطبيقا لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية الذي اتخذته السعودية، ومنع استقبال أو نقل شحنات من قطر إلى السعودية والعكس.
وقال نعيم النعيم مدير ميناء الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «كانت سفينة ستصل وفق جدول الرحلات إلى الميناء اليوم (أمس)، تحمل العلم الهندي، وتشغل من قبل شركة قطرية. ووفقا للتوجيهات الصادرة في هذا الشأن لعموم الموانئ السعودية، أبلغت السفينة قبل وصولها بعدم السماح لها للدخول إلى الميناء والقيام بأعمال التفريغ أو التحميل».
وأضاف النعيم أن إدارة الميناء منعت جميع السفن التي تديرها شركات قطرية أو تلك المستأجرة من دخول الميناء، وبذلك فإنه لا يوجد الآن أي سفينة تدار أو عليها علم قطري في ميناء الملك عبد العزيز.
واستطرد مدير ميناء الملك عبد العزيز أن الموانئ السعودية أخذت قراراً بتوجيه من المقام السامي بعدم استقبال أي سفن تحمل العلم القطري، أو تابعة لأفراد وشركات قطرية، وكذلك عدم استقبال البضائع الواردة من قطر وعدم تحميل أي بضائع من الموانئ السعودية إلى قطر، لافتاً إلى أن على السفن ذات الرحلات المجدولة إلى ميناء الملك عبد العزيز وتتبع قطر أن تغير مسارها قبل مغادرتها من ميناء التصدير.
وشدد النعيم على أن السفن التي تدار من قبل الشركات القطرية استفادت كثيراً من المميزات التي يقدمها ميناء الملك عبد العزيز، أحد أكبر الموانئ في المنطقة الذي لديه القدرة والطاقة الاستيعابية والخدمات اللوجيستية التي تبحث عنها شركات النقل البحري الكبرى، لافتاً إلى أن اقتصاد قطر يعتمد بنسبة 85 في المائة على الاقتصاد السعودي.
وحول آلية رصد المخالفة ومعاقبتها، قال النعيم: «في حال وجود أي مخالفة لنظام منع دخول السفن أو البضائع القطرية سيتم محاسبتها في حينه وبحسب المخالفة، والأمر في ذلك واضح بمنع أي محاولة باستقبال البضائع من قطر، أو أن تصل بضائع في حاويات إلى الموانئ السعودية»، موضحا أن تنسيقا مباشرا يجري مع الجمارك في إجراءات رصد المخالفات.
إلى ذلك، قال عماد عبد الجواد الخبير في شؤون الملاحة البحرية، إن الموانئ السعودية كانت متصلة ومنفتحة على الموانئ القطرية وهذه من أبرز المميزات التي استفادت منها قطر، إذ إن السفن الكبيرة تقوم بعملية تنزيل البضائع في ميناء الدمام، ثم تنقل السفن الصغيرة هذه البضائع إلى قطر، وهذه العملية كانت توفر مبالغ كبيرة لقطر، لافتا إلى أن هذه التكاليف ستظهر الآن وبشكل مباشر بعد أن تستقبل الموانئ القطرية مثل هذه السفن الكبيرة التي تحتاج إلى عمليات تفريغ أكبر لزيادة حجم الحاويات التي تحملها عن السفن المتوسطة.
وتوقع عبد الجواد، أن يلغي عدد من شركات الملاحة الكبرى خلال الأيام المقبلة عقودها في تنزيل البضائع بمختلف أشكالها في الموانئ القطرية، وستبحث عن موانئ أخرى تغطي احتياجها، وذلك بسب منع نقل البضائع من قطر إلى السعودية، والإمارات، والبحرين، وهذا سيفقد الموانئ القطرية قيمتها وسيكون لها أثر تدريجي مع ارتفاع فاتورة التكاليف التي ستتزايد يوما بعد يوم، خصوصاً أن قطر كانت تعتمد على نقل بضائعها من السعودية عبر الموانئ البحرية والمنافذ البرية، وهذا أصبح غير ممكن في الوقت الراهن.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.