خسائر جديدة للانقلابيين في معركة «معسكر التشريفات» بتعز

خسائر جديدة للانقلابيين في معركة «معسكر التشريفات» بتعز
TT

خسائر جديدة للانقلابيين في معركة «معسكر التشريفات» بتعز

خسائر جديدة للانقلابيين في معركة «معسكر التشريفات» بتعز

شنت قوات الجيش الوطني هجمات أمس على مواقع لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في الجبهات الشرقية والغربية بتعز. وتمكنت وحدات الجيش من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على عدد من المباني في أطراف معسكر التشريفات ووصولها إلى البوابة الرئيسية للمعسكر، علاوة على قصف مواقع للميليشيات في أطراف المدينة بما فيها تبتا الجعشا والسلال، وإعطاب دبابة في الجعشا، حسب ما ذكرت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».
وبحسب مصدر عسكري ميداني من محور تعز، فإن الميليشيات حاولت مرارا استرجاع المواقع التي خسرتها في معسكر التشريفات، إلا أن الجيش أحبط تلك المحاولات. وسقط العشرات من الانقلابيين بين قتيل وجريح أمام بوابة معسكر التشريفات. وأكد المصدر ذاته لـ«الشرق الأوسط» استكمال تحرير مباني وفلل الضباط الواقعة خارج أسوار معسكر التشريفات، التي جعلت منها الميليشيات ثكنات عسكرية، وقتل في هذه المواجهات خمس من الميليشيات الانقلابية وجرح آخرون.
قال رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد علي المقدشي، إن «النصر في اليمن يكمن بدايته من تعز». وأضاف، خلال اتصاله بقائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، حسب بيان صادر عن مكتب الأخير، أن «الميليشيات في انهيار وتقهقر أمام بسالة وصمود رجال الجيش الوطني الذين يخوضون معركة مصيرية في سبيل إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة».
بدورها، تواصل المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، وعاصمتها الحديدة، عملياتها العسكرية ضد مواقع وتجمعات ونقاط تفتيش تتبع الميليشيات. وقتلت المقاومة الشعبية أحد عناصر الميليشيات عندما كان يستقل دراجته النارية في شارع الستين بمدينة الحديدة، إضافة إلى تنفيذ عملية أخرى مستهدفة عناصر للميليشيات في شارع الحلقة بمديرية الحالي بمدينة الحديدة من خلال استهداف سيارة كانوا يقلونها وعلى متنها أربعة مسلحين حوثيين، مما أسفر عن إصابتهم بجروح مختلفة، حسب ما أفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط».
وفي جبهة مأرب، وبينما تكرر الميليشيات الانقلابية محاولاتها بشن هجماتها على مواقع الجيش الوطني في جبهة صرواح وإحراز أي تقدم، تواصل طائرات التحالف العربي شن غاراتها على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية. واستهدفت طائرات التحالف، أمس، تجمعات ومواقع للميليشيات الانقلابية في صرواح، وأوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوف الانقلابيين، حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من أماكن الانفجارات وسمعت أصوات الانفجار، حسب ما أفاد شهود محليون.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».