كيف دعمت قطر خلق الفوضى في مصر

صورة عرضها التلفزيون المصري لاعتداءات إرهابية في المنيا - أرشيف (أ.ف.ب)
صورة عرضها التلفزيون المصري لاعتداءات إرهابية في المنيا - أرشيف (أ.ف.ب)
TT

كيف دعمت قطر خلق الفوضى في مصر

صورة عرضها التلفزيون المصري لاعتداءات إرهابية في المنيا - أرشيف (أ.ف.ب)
صورة عرضها التلفزيون المصري لاعتداءات إرهابية في المنيا - أرشيف (أ.ف.ب)

قررت مصر اليوم (الاثنين) بجانب 5 دول عربية أخرى هي السعودية والإمارات والبحرين واليمن وليبيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وذلك بعد توجيه اتهامات صريحة لها بدعمها للإرهاب وسعيها لتقويض استقرار المنطقة.
وقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا في وقت مبكر اليوم أعلنت فيه عن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وجاء في البيان أن «حكومة جمهورية مصر العربية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل المحاولات كافة لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم (القاعدة) و(داعش) ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلا عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي، وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية، وفق مخطط مدروس يستهدف وحده الأمة العربية ومصالحها».
وأضاف البيان: «كما تعلن جمهورية مصر العربية، غلق أجوائها وموانئها البحرية أمام وسائل النقل القطرية كافة، حرصا على الأمن القومي المصري، وستتقدم بالإجراءات اللازمة لمخاطبة الدول الصديقة والشقيقة والشركات العربية والدولية للعمل بذات الإجراء الخاص بوسائل نقلهم المتجهة إلى الدوحة».
وأمهلت مصر السفير القطري 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وترجع أصول الأزمة المصرية القطرية إلى عام 2013، وذلك بعد قيام ثورة 30 يونيو (حزيران) التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي صنفتها مصر كجماعة إرهابية، وتصاعدت الأزمة، في يناير (كانون الثاني) 2014. عندما قالت الخارجية القطرية في بيان لها إن «ما جرى ويجري في مصر لا يؤدي إلى الاستقرار»، واعتبرت أن قرار تحويل حركات سياسية شعبية في إشارة منها إلى «جماعة الإخوان المسلمين» إلى منظمات إرهابية، وتحويل التظاهر إلى عمل إرهابي لم يجدِ نفعاً في وقف المظاهرات التي وصفتها بـ«السلمية».
وتحتضن قطر على أراضيها بعض العناصر الإجرامية الخطرة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، حيث أصبحت ملاذا آمناً للجماعة الإرهابية وعلى رأسها الهاربون من الإخوان ورفضت قطر تسليمهم للسلطات المصرية، هذا إلى جانب مساعيها الدائمة لتبرئة ساحة هذه الجماعة من الإرهاب، رغم أن قياداتها الهاربة من مصر قامت بإحياء العمل المسلح، وذلك عبر تشكيل حركات مسلحة في الداخل المصري، تتلقى دعماً خارجياً وتدريباً عسكرياً، ومن أبرز هذه الحركات المسلحة حركة لواء الثورة وحركة حسم، التي أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن تنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية التي استهدفت مسؤولين مصريين ومواقع للجيش والشرطة.
واحتضنت قطر مؤتمرات ومنتديات الإخوان المسلمين واستقبلت رموزهم وقامت بتقديم مختلف أنواع الدعم الإعلامي والسياسي لهم، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الكثير من دول المنطقة عن اعتقالات دورية تطال عناصر الجماعة على خلفية تهم تصب جميعها في تهديد الأمن والاستقرار والتآمر من أجل إسقاط أنظمة الحكم.
بالإضافة إلى ذلك، فقد اتهمت مصر مرارا بعض القنوات الفضائية القطرية بقيادة حملة من التحريض ضدها، مؤكدة أن هذه القنوات تبث الأكاذيب والافتراءات عن الأوضاع في مصر بعد ثورة 30 يونيو.
وقد تأججت الأزمة المصرية القطرية أيضا في عام 2015، إثر خلاف نشب بين البلدين خلال اجتماع للجامعة العربية بسبب الضربة الجوية المصرية التي استهدفت تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا بعد ذبحه 21 قبطيا مصريا، وذلك على خلفية تصريح أدلى به مندوب مصر لدى الجامعة العربية واتهم فيها الدوحة بـ«دعم الإرهاب» وذلك ردا على تحفظ قطر على بند في بيان أصدرته الجامعة يؤكد «حق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها وتوجيه ضربات للمنظمات الإرهابية».
وتعرضت مصر منذ ثورة 30 يونيو إلى كثير من الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الشرطة والجيش على وجه الخصوص، خصوصا في منطقة شمال سيناء التي أصبحت معقلاً لمسلحين متشددين منذ ذلك الوقت.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.