«الحمائية التجارية» الأميركية تقدم فرصا كبيرة لأوروبا

مسؤول أوروبي: «ترمب يبني أسوارا ونحن نبني جسورا»

«الحمائية التجارية» الأميركية  تقدم فرصا كبيرة لأوروبا
TT

«الحمائية التجارية» الأميركية تقدم فرصا كبيرة لأوروبا

«الحمائية التجارية» الأميركية  تقدم فرصا كبيرة لأوروبا

أعرب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الأوروبي المحافظ في البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، عن اعتقاده بأن سياسة الحمائية للرئيس الأميركي دونالد ترمب تقدم «فرصا كبيرة» لأوروبا.
وقال السياسي الألماني في تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية المقرر صدورها اليوم الأحد: «دول مثل المكسيك واليابان وكندا والصين، تبحث عن بدائل في التجارة وشراكات جديدة، ونحن الأوروبيين نريد شركاء: ترمب يبني أسوارا ونحن نبني جسورا».
وذكر فيبر أنه يتعين على أوروبا استغلال الفرص المتاحة مع الصين، وقال: «حتى لو كانت الصين شريكا غير سهل، ولا تشاركنا الكثير من القيم».
وعن قرار ترمب بخروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس الدولية لحماية المناخ، قال فيبر: «القرار بمثابة كارثة على صورة الولايات المتحدة في العالم. لكن لا ينبغي لنا الدخول في تصعيد من التهديدات»، مضيفا أن الولايات المتحدة شريك محوري في السياسة العالمية وستظل كذلك، وقال: «ستظل الولايات المتحدة شريكا في مجالات كثيرة وسوقا مهمة بالنسبة لنا».
وذكر فيبر أنه من المهم الآن «أن نواصل طريقنا بثقة في النفس»، وأضاف: «بإمكاننا تحديد المسار بأنفسنا، ولسنا مضطرين لاتباع توجه الرئيس ترمب».
وفي غضون ذلك، تتوجه أنظار الاتحاد الأوروبي إلى اليابان على أمل التمكن خلال هذا العام من تحديد الخطوط العريضة لاتفاق تجاري طموح بين الطرفين، يعيد التأكيد على تمسك الاتحاد بالتبادل الحر في مواجهة الحمائية الأميركية التي يرفع لواءها ترمب.
والتقى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي جان كلود يونكر ودونالد توسك مؤخرا في بروكسل «لإعادة التأكيد على الالتزام السياسي على أعلى مستوى» بهذه المفاوضات «التي بات إنجازها وشيكا».
ويتناقض هذا التشديد على تجارة «حرة ومفتوحة» مع سياسة ترمب وإدارته المعادية للتعددية التي تمثلها منظمة التجارة العالمية.
فمنذ وصوله إلى السلطة في 20 يناير (كانون الثاني)، أكد ترمب رسميا انسحاب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادي الموقعة مع 11 دولة من منطقة آسيا المحيط الهادي بينها اليابان، ثالث اقتصاد في العالم.
وظهرت خلال الاجتماع الأخير لمجموعة العشرين في ألمانيا، خلافات عميقة مع الولايات المتحدة التي فرضت سحب إدانة «للحمائية» من البيان الختامي.
والاتفاق بين الاتحاد الأوروبي واليابان الذي يجري التفاوض حوله منذ ثلاثة أعوام دون أن يثير اهتماما، قد تكون له تداعيات أكبر من «الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الشاملة» التي أبرمت مؤخرا مع كندا وتواجه معارضة سياسية ومن قبل منظمات غير حكومية.
واليابان هي سادس شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وشكلت 3.6 في المائة من حجم التجارة الأوروبية في 2016. أي ضعف حجم المبادلات مع كندا.
وأظهرت دراسة للمفوضية الأوروبية أن إجمالي الناتج الداخلي الأوروبي يمكن أن يزيد بنسبة 0.76 في المائة على المدى الطويل. ومع أن المفاوضات بلغت مرحلة متقدمة لكنها لا تزال تتعثر في قطاع الزراعة. فالأوروبيون يرون في اليابان سوقا ذات أهمية خاصة فهي تبحث عن منتجات ذات نوعية جيدة، لكن القطاع يبقى حساسا لليابانيين. والعقبة الثانية هي قطاع السيارات الذي تأمل اليابان في تحريره قدر الإمكان في الاتحاد الأوروبي.
ويبدي الأوروبيون استعدادا لفتح أسواقهم بالكامل لكن ليس دون مقابل، فقطاع السيارات لا يزال من أبرز ميزاتهم وسيركزون عليه في المفاوضات.
ولا يزال مثال الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الشاملة التي تأخر توقيعها طويلا بسبب معارضيها في بروكسل، حاضرا في الأذهان. ويقر المفاوضون أنفسهم أن الخطوط العريضة للاتفاق الجديد شبيهة جدا بالاتفاقية الموقعة مع كندا.
كما يمكن أن يتضمن الاتفاق، إذا وافقت اليابان، محكمة دائمة مكلفة النظر في أي خلافات محتملة بين الشركات المتعددة الجنسيات والدول، وهي نقطة أثارت جدلا كبيرا بين معارضي الاتفاقية الشاملة.



الدولار يقترب من أعلى مستوى في 3 أسابيع

حُزم من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي في محل لصرف العملات بالمكسيك (رويترز)
حُزم من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي في محل لصرف العملات بالمكسيك (رويترز)
TT

الدولار يقترب من أعلى مستوى في 3 أسابيع

حُزم من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي في محل لصرف العملات بالمكسيك (رويترز)
حُزم من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي في محل لصرف العملات بالمكسيك (رويترز)

استقر الدولار قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل العملات الرئيسية، يوم الاثنين، وسط توقعات بأن يخفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، هذا الأسبوع، مع إشارات إلى وتيرة معتدلة للتيسير النقدي في عام 2025.

وحصل الدولار على دعم إضافي من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث يثق المتداولون في خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، يوم الأربعاء، مع توقعات بأن يتراجع البنك عن مزيد من الخفض في يناير (كانون الثاني) المقبل، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ورغم تجاوز التضخم هدف البنك المركزي السنوي البالغ 2 في المائة، صرَّح صُناع السياسة في «الاحتياطي الفيدرالي» بأن الارتفاعات الأخيرة في الأسعار تُعدّ جزءاً من المسار الصعب لخفض ضغوط الأسعار، وليست انعكاساً لانخفاض الأسعار. ومع ذلك يحذر المحللون من أن «الفيدرالي» قد يتوخى الحذر من تجدد التضخم مع تولي ترمب منصبه في يناير.

وقال جيمس كنيفوتون، كبير تجار النقد الأجنبي في «كونفيرا»: «أظهر الاقتصاد الأميركي مرونة أمام أسعار الفائدة المرتفعة، مما يعني أن احتمال زيادة التضخم إذا انتعش الاقتصاد سيكون قضية يجب أن يعالجها الاحتياطي الفيدرالي». وأضاف: «هناك قلق من أن السياسات الاقتصادية للإدارة المقبلة قد تكون تضخمية، لكن، كما أشار محافظ بنك كندا، في وقت سابق من هذا الشهر، لا يمكن أن تستند القرارات إلى السياسات الأميركية المحتملة، وربما يتبع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا النهج نفسه».

واستقرّ مؤشر الدولار الأميركي، الذي يتتبع العملة مقابل اليورو والجنيه الاسترليني والين وثلاث عملات رئيسية أخرى، عند 106.80، بحلول الساعة 06:05 (بتوقيت غرينتش)، بعد أن بلغ 107.18، يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وزادت العملة الأميركية بنسبة 0.1 في المائة إلى 153.87 ين، بعد أن سجلت 153.91 ين، في وقت سابق، وهو أعلى مستوى لها منذ 26 نوفمبر. كما ارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.22 في المائة إلى 1.2636 دولار، بعدما سجل أدنى مستوى له منذ 27 نوفمبر عند 1.2607 دولار. في حين ارتفع اليورو بنسبة 0.2 في المائة إلى 1.0518 دولار، بعد أن هبط إلى 1.0453 دولار في نهاية الأسبوع الماضي، وهو أضعف مستوى له منذ 26 نوفمبر، متأثراً بخفض وكالة «موديز» التصنيف الائتماني لفرنسا بشكل غير متوقع، يوم الجمعة.