جامع «الخرقة الشريفة» يستقبل الآلاف لرؤية بردة النبي في رمضان

أحضرها السلطان سليم الأول وأقيم لها جامع خاص بإسطنبول

يتوافد الزوار على جامع الخرقة الشريفة في رمضان - جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
يتوافد الزوار على جامع الخرقة الشريفة في رمضان - جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
TT

جامع «الخرقة الشريفة» يستقبل الآلاف لرؤية بردة النبي في رمضان

يتوافد الزوار على جامع الخرقة الشريفة في رمضان - جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
يتوافد الزوار على جامع الخرقة الشريفة في رمضان - جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول

كما هي العادة في شهر رمضان المبارك كل عام يفتح جامع «الخرقة الشريفة» في إسطنبول أبوابه أمام الزوار الذين يتوافدون لرؤية بردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي ارتداها في رحلة الإسراء والمعراج والمحفوظة داخل الجامع.
واعتبارا من بعد غد الجمعة سيتمكن المسلمون في تركيا ومن جميع أنحاء العالم من مشاهدة بردة النبي صلي الله عليه وسلم التي كان أوصى بها، بحسب الروايات، إلى التابعي اليمني أويس القرني، والموجودة في الجامع الذي سمي باسمها والذي يقع في حي الفاتح أعرق أحياء إسطنبول، حيث سميت المنطقة التي يقع بها الجامع بالاسم نفسه «الخرقة الشريفة».
ويقوم على رعاية البردة، التي أحضرها السلطان سليم الأول إلى إسطنبول عام 1516 واحتفظ بها في مكان خاص في المدينة، حفيد أويس من الجيل التاسع والخمسين باريش سامر، الذي يتولى مهمة الحفاظ على البردة، ويقول إنه يتم الحفاظ على البردة التي ارتداها النبي ليلة الإسراء والمعراج، منذ زمن النبي إلى الوقت الحاضر، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوصى بها لجده.
وأضاف أن البردة انتقلت للصحابي أويس القرني عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الخليفتين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، حيث التزما بوصية النبي في هذا الخصوص ونفذاها.
وتابع أن جده أويس القرني، ذهب إلى المدينة من أجل رؤية نبينا عليه الصلاة والسلام، إلا أنه لم يستطع رؤيته لأنه كان في معركة تبوك، وعاد أدراجه إلى اليمن مضطرا من أجل أمه المريضة التي كان قد وعدها بالعودة.
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى في مقابل ذلك بإعطاء بردته التي ارتداها خلال رحلته ليلة الإسراء والمعراج إلى جده والتزم سيدنا عمر وسيدنا علي بالوصية، وانتقل أويس القرني فيما بعد إلى شمالي العراق، واستشهد في معركة صفين عام 657 بجانب علي بن أبي طالب.
وأوضح أن البردة انتقلت بعدها لشقيق أويس، ومنذ ذلك الحين وصلت إلى يومنا الحاضر عن طريق 59 جيلا من أحفاد التابعي أويس القرني.
وأوضح سامر أنه يتم الحفاظ على البردة داخل الغرفة التي تحفظ فيها في جو خاص، ولا يتم إخراجها منها منذ افتتاح الجامع قبل أكثر من 160 عاما، لافتا إلى أن البردة الشريفة مصنوعة من الكتان والقطن والحرير.
وقال إن البردة الشريفة يتم الاحتفاظ بها داخل قسم زجاجي معزول عن الهواء، ويتم الحفاظ على نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة بداخله بشكل يتناسب مع مناخ الجامع وتولت بلدية إسطنبول منذ 3 سنوات رعاية الحفاظ على البردة الشريفة.
وأضاف أنه يتم فتح غرفة البردة النبوية بجامع الخرقة الشريفة للزوار في السادس من رمضان اعتبارا من الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء وفي نهاية الأسبوع (السبت والأحد) من الساعة التاسعة صباحا حتى السادسة مساء، وذلك حتى اليوم الأخير من رمضان.
وأشار إلى أن عدد زوار البردة بشكل عام يتجاوز المليون شخص سنويا، وأكثر الأيام ازدحاما هو ليلة القدر، حيث يسمح بزيارتها في تلك الليلة حتى أذان الفجر.
كما يتمكن الزوار من مشاهدة شعرات من لحية النبي إلى جانب قميص داخلي له، بالإضافة إلى أستار الكعبة وعمامة وحزام يخصان التابعي أويس القرني.
ويقع جامع «الخرقة الشريفة» في حي الفاتح، أحد أشهر وأقدم أحياء مدينة إسطنبول التاريخية. واكتسب الجامع هذا الاسم لاحتضانه بردة النبي صلى الله عليه وسلم، والتي أحضرها السلطان سليم الأول إلى إسطنبول عام 1516 واحتفظ بها في مكان خاص في المدينة.
ورأت الدولة العثمانية عام 1851 أن تُنشئ جامعا للحفاظ على هذه الأمانة النبوية الشريفة، ويعد طراز بناء الجامع حديثاً، ويظهر عليه التأثر بالطراز العربي، مبتعداً قليلاً عن الطراز العثماني الكلاسيكي، فالمسجد مزين بالخطوط العربية من الداخل، وتتوسطه قبة واسعة.
ومنذ إنشاء الجامع، حُفِظت هذه الأمانة النبوية في صندوق خاص مغلق في المسجد، حُظر فتحه على عامة الشعب، إلى أن تولى السلطان عبد الحميد الثاني الحكم، فأمر بفتحه خلال شهر رمضان المبارك لكي يتمكن الناس من مشاهدة بردة الرسول، والتي تمثل معاني دينية عظيمة بالنسبة للمسلمين كافة.
وتعد زيارة الجامع وإلقاء نظرة على بردة الرسول صلى الله عليه وسلم التي أهداها إلى التابعي اليمني أويس القرني (كما تقول الروايات)، من أشهر العادات الرمضانية عند الأتراك، ففي كل عام يتوافد الآلاف من الأتراك من جميع أنحاء البلاد لرؤيتها والتبرك بها كما يتوافد المسلمون من أنحاء العالم لمشاهدة البردة.
ويصاحب فترة زيارة جامع الخرقة الشريفة، إقامة أسواق تباع فيها الكتب الدينية والملابس والحلويات والمسابح وأغطية الرأس والعطور.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.