أعلنت الشرطة البريطانية، أمس، أنها ألقت القبض على المشبه فيه رقم 14 فيما يتصل بالتفجير الانتحاري في مانشستر. واعتقلت عناصر الشرطة الشاب بتهمة الإرهاب في أولد ترافورد إلى الشرق من المدينة. وتقوم بتفتيش منزل في جنوب المدينة. وقالت شرطة منطقة مانشستر في بيان نشر، أمس: إن الرجل البالغ من العمر 25 عاما اعتقل في جنوب غربي مانشستر «للاشتباه في ارتكابه جرائم مخالفة لقانون الإرهاب». وألقي القبض على 14 شخصا حتى الآن فيما يتصل بالهجوم الذي أودى بحياة 22 شخصا. وأفرجت السلطات عن شخصين دون توجيه اتهامات ولا يزال 12 رجلا رهن الاحتجاز للاستجواب.
من جهتها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر راد، أمس: إن من المحتمل أن أعضاء في شبكة سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر ما زالوا طلقاء، وذلك بعد خفض مستوى التهديد الأمني بالبلاد في ضوء إحراز تقدم كبير في التحقيق. وذكرت الشرطة، أنها ألقت القبض على جزء كبير من الشبكة التي تقف وراء التفجير الذي أودى بحياة 22 شخصا في قاعة احتفالات، وأنها اعتقلت رجلين آخرين أمس فيما تواصل ملاحقتها للمجموعة. وردا على سؤال حول عدد المتشددين المحتملين الذين تشعر الحكومة بقلق منهم، قالت وزيرة الداخلية البريطانية راد: إن أجهزة الأمن تحقق بشأن 500 مخطط محتمل، وتشمل هذه المخططات ثلاثة آلاف شخص على قائمة «أخطر» المتشددين. بينما يبلغ عدد المتشددين دون ذلك 20 ألف شخص، وقالت: «هذه كلها طبقات مختلفة ودرجات مختلفة، قد يكون الأمر مجرد علامة استفهام حول أحدهم، أو شيء خطير يتعلق بالقائمة الرئيسية». وكانت الحكومة تشكو من قبل من أن شركات التكنولوجيا لا تبذل جهدا كافيا لمعالجة استخدام شبكاتها، سواء فيما يتعلق بالترويج للفكر المتطرف، أو فيما يتعلق بالاتصالات بين من يشتبه أنهم متشددون عبر رسائل مشفرة».
وردا على سؤال لتلفزيون هيئة «بي بي سي» عما إذا كان بعض أفراد المجموعة ما زالوا طلقاء قالت راد «ربما إنها عملية مستمرة. هناك 11 محتجزا. العملية لا تزال مستمرة بأقصى سرعة في الوقت الحالي». وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن تطورات التحقيق في التفجير جعلت خبراء المخابرات يقررون خفض مستوى التهديد من أعلى مستوياته، وهي «حرج»، وتعني أن هجوما قد يكون وشيكا إلى «حاد». وكشفت الشرطة عن صورة العبيدي المولود في بريطانيا لأبوين ليبيين التقطت له ليل الاثنين قبل أن يفجر نفسه وقالت: إنها تعتقد أنه صنع القنبلة في شقة بوسط المدينة.
وأكد مسؤولون بريطانيون، أن العبيدي (22 عاما) عاد مؤخرا من ليبيا. وقال ضباط: إن الشرطة تسعى لجمع معلومات عن تحركاته اعتبارا من يوم 18 مايو (أيار)، وهو يوم عودته لبريطانيا وأوضحت الحكومة البريطانية أن العبيدي كان معروفا لأجهزة الأمن في البلاد قبل التفجير، لكن راد أحجمت عن التعليق على المعلومات التي كانت معروفة عنه على وجه التحديد. وقالت وسائل إعلام إن أناسا يعرفون العبيدي عبروا عن مخاوف بشأنه وبشأن آرائه قبل ما يصل إلى خمس سنوات من تنفيذه لهجوم مانشستر.
وقالت راد «ما زالت أجهزة المخابرات تجمع المعلومات عنه، لكنني لن أستبق النتائج، مثلما تفعلون على ما يبدو، وأقول إنها ربما أغفلت شيئا».
وردا على سؤال حول عدد المتشددين المحتملين الذين تشعر الحكومة بقلق منهم، قالت راد إن أجهزة الأمن تحقق بشأن 500 مخطط محتمل، وتشمل هذه المخططات ثلاثة آلاف شخص على قائمة «أخطر» المتشددين بينما يبلغ عدد المتشددين دون ذلك 20 ألف شخص.
وقالت: «هذه كلها طبقات مختلفة ودرجات مختلفة، قد يكون الأمر مجرد علامة استفهام حول أحدهم، أو شيء خطير يتعلق بالقائمة الرئيسية».
وكانت الحكومة تشكو من قبل من أن شركات التكنولوجيا لا تبذل جهدا كافيا لمعالجة استخدام شبكاتها سواء فيما يتعلق بالترويج للفكر المتطرف أو فيما يتعلق بالاتصالات بين من يشتبه أنهم متشددون عبر رسائل مشفرة.
وقالت راد إن بريطانيا تحرز تقدما جيدا مع شركات التكنولوجيا بهذا الشأن، لكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهد. وتقول شركات تكنولوجيا مثل «واتساب»: إنها لا تستطيع اختراق التشفير التام بين طرفي الرسالة».
وقالت راد «أعتقد أننا نستطيع أن نجعلهم أكثر نجاحا في العمل معنا لإيجاد طريقة للحصول على بعض هذه المعلومات». وأضافت: «أكثر ما يشغلني هو شركات الإنترنت التي تواصل نشر منشورات تحض على الكراهية. تساهم مواد الكراهية في تحول الناس للتطرف في بلادنا».
وقال وزير الأمن بن والاس لـ«بي بي سي» أيضا: إن الحكومة تدرس خيارات عدة لزيادة الضغوط على شركات الإنترنت لحذف المواد الخاصة بالمتطرفين، وتغيير الخوارزميات التي تستخدمها؛ وذلك لوقف الربط بين تدوينات المتطرفين ومواد أخرى مماثلة على الإنترنت. ودعت السلطات البريطانية أول من أمس كل من رأى منفذ اعتداء مانشستر في الأيام التي سبقت الهجوم بأن يدلي بشهادته للشرطة، وقامت بنشر صورتين له، وفق ما تضمن بيان مشترك للشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب. وواصلت الشرطة البريطانية الأحد تحقيقاتها حول اعتداء مانشستر أمس، مع توجيه نداء إلى شهود ونشر صور المنفذ، في حين تنظم المدينة سباق نصف الماراثون السنوي وسط إجراءات أمنية مشددة. ونشرت الشرطة مساء أول من أمس صورا التقطتها كاميرات المراقبة للانتحاري سلمان العبيدي ووجهت نداء إلى شهود لمحاولة معرفة تحركاته في الأيام التي سبقت الاعتداء. وتظهر الصورتان اللتان التقطتهما كاميرات مراقبة العبيدي (22 عاما) ليلة وقوع الاعتداء. ويضع البريطاني الليبي الأصل قبعة ويحمل حقيبة ظهر، وهو يرتدي سترة سوداء وسروالا جينز وينتعل حذاءً رياضيا.
وفجّر العبيدي نفسه مساء الاثنين في ختام حفلة موسيقية لمغنية البوب الأميركية أريانا غراندي، كان يحضره الكثير من الأطفال والمراهقين. وأدى الاعتداء إلى سقوط 22 قتيلا و116 جريحا. وتبنى تنظيم داعش الاعتداء الذي يأتي بينما يضاعف الجهاديون هجماتهم في أوروبا وفي وقت يخسرون مناطق تحت سيطرتهم في سوريا والعراق. ويسعى المحققون إلى جمع كل المعلومات عن التحركات التي قام بها الانتحاري منذ 18 مايو، يوم «عودته» إلى بريطانيا. وقال مصدر قريب من العائلة لوكالة الصحافة الفرنسية: إن العبيدي كان في ليبيا قبل أيام من تنفيذ الاعتداء. وذكرت الشرطة الألمانية، أنه توقف في دوسلدورف. واستأجر العبيدي شقة في وسط مانشستر، انطلق منها إلى الصالة التي نفذ فيها الاعتداء. وتثير هذه الشقة بالتحديد اهتمام المحققين؛ إذ إنهم يعتقدون أنها «قد تكون المكان الذي تم فيه تجميع العبوة» الناسفة التي استخدمت في الاعتداء، كما قال مفوض الشرطة إيان هوبكينز، ومسؤول مكافحة الإرهاب نيل باسو.
وكشفت الشرطة عن تفاصيل متعلقة بكيفية إجراء التحقيق منذ الاثنين. وأوضحت، أنه تم التعرف إلى منفذ الاعتداء خلال «ساعتين» وبعدها قامت بجمع «معلومات مثيرة للاهتمام حول العبيدي وأوساطه، والأمور المالية المتعلقة به، والأماكن التي زارها، وطريقة صنع العبوة الناسفة والمؤامرة الأوسع نطاقا، وتمت تعبئة ألف عنصر بالإجمال لتحليل أكثر من 800 دليل ثبوتي «بينها 205 وثائق رقمية»، وجرت عمليات تفتيش في 18 موقعا مختلفا، وشوهدت نحو 13 ألف ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة. وثمة حاليا 11 شخصا موقوفا في بريطانيا في سياق التحقيق.
وتم اعتقال والد العبيدي وأحد إخوته في ليبيا. وكان والده عضوا في الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا التي كانت ناشطة بشكل كبير في تسعينات القرن الماضي والمعارضة للزعيم الليبي معمر القذافي الذي أطيح به في 2011، كما قال مسؤول أمني في طرابلس لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونتيجة التقدم في التحقيق، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أول من أمس، خفض درجة التحذير الأمني في بريطانيا من «حرجة» إلى «خطرة»؛ ما يعني أن وقوع اعتداء أصبح «محتملا جدا»، لكنه لم يعد «وشيكا». لكنها دعت البريطانيين إلى «لزوم اليقظة»، مشيرة إلى أن الجيش سيبقي على انتشاره حتى نهاية عطلة نهاية الأسبوع التي تستمر ثلاثة أيام؛ إذ إن يوم الاثنين يوم عطلة.
في هذه الأثناء، يعود سكان مانشستر تدريجيا إلى حياتهم الطبيعية متحدين التوتر والخوف من الإرهاب.
وجرى أمس سباق شعبي في شوارع مانشستر، وأكد رئيس البلدية العمالي آندي بورنام مشاركته فيه، داعيا أهل المدينة إلى استئناف حياتهم كالعادة.
ووقف الكثير من السكان على طول مسار السباق لتشجيع المتسابقين وإظهار تعلقهم بمدينتهم، على ما أفادت صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية، في حين تم تعزيز انتشار الشرطة بشكل واضح.
ولزم الجميع دقيقة صمت في تمام الساعة 9.00 (8.00 ت غ) قبل انطلاق سباق نصف الماراثون بمشاركة آلاف الرياضيين، بعضهم يرتدي ملابس شخصيات أبطال أو رجال إطفاء؛ تعبيرا عن امتنانهم لفرق الإغاثة.
وجمع صندوق طارئ أقامته البلدية بمساعدة الصليب الأحمر أكثر من أربعة ملايين جنيه لمساعدة الضحايا».
وبات موضوع الأمن في صلب حملة الانتخابات التشريعية التي تجري في 8 يونيو (حزيران)، التي استؤنفت الجمعة بعد تعليقها غداة الاعتداء. ومن المقرر أن تحتل مكافحة الإرهاب حيزا كبيرا من المناظرات التلفزيونية المرتقبة الأسبوع المقبل.
بريطانيا: بعض أعضاء شبكة مانشستر الإرهابية ما زالوا فارين
اعتقال المشتبه فيه رقم 14... ولندن تحقق في 500 مخطط محتمل... و3 آلاف شخص على قائمة «أخطر المتشددين»
بريطانيا: بعض أعضاء شبكة مانشستر الإرهابية ما زالوا فارين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة