الشرطة الصومالية تتسلم أول طائرات أميركية لمكافحة التفجيرات

رئيس الحكومة يتعهد بانتظام صرف رواتب قوات الجيش الوطني

عناصر من الشرطة الصومالية يتابعون مدرباً أميركياً أثناء جولة تدريبية على كيفية توجيه طائرة {درون} في مقديشو (رويترز)
عناصر من الشرطة الصومالية يتابعون مدرباً أميركياً أثناء جولة تدريبية على كيفية توجيه طائرة {درون} في مقديشو (رويترز)
TT

الشرطة الصومالية تتسلم أول طائرات أميركية لمكافحة التفجيرات

عناصر من الشرطة الصومالية يتابعون مدرباً أميركياً أثناء جولة تدريبية على كيفية توجيه طائرة {درون} في مقديشو (رويترز)
عناصر من الشرطة الصومالية يتابعون مدرباً أميركياً أثناء جولة تدريبية على كيفية توجيه طائرة {درون} في مقديشو (رويترز)

أعلن رئيس الحكومة الصومالية حسن علي خيري عن توحيد المرتبات الشهرية وصرفها بصورة منتظمة إلى أفراد الجيش الوطني، في حين كشفت أمس تقارير صحافية عن تلقي الشرطة الصومالية أول طائرات أميركية للاستطلاع من دون طيار بهدف مساعدتها في التصدي للعدد المتزايد من التفجيرات الدموية التي ينفذها متشددون يرتبطون بـ«القاعدة».
وقال خيري إن حكومته تعتزم صرف الرواتب الشهرية لقوات الجيش الذي يخوض معارك ضد ميليشيات «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم القاعدة بشكل منتظم، مضيفا في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية: «نعتزم صرف المستحقات الشهرية إلى القوات المسلحة وقوى الأمن بصورة منتظمة من أجل رفع كفاءة الجيش». وبعدما لفت إلى أن الحكومة تعزز قدرات الجيش من خلال مده بالمعدات العسكرية والأدوات اللازمة، أشاد خيري بجهود قوات الجيش، التي قال إنها تعمل على دحر الإرهابيين الذين يشكلون خطرا على الأمن القومي للبلاد. من جهة أخرى، تلقى الصوماليون خمس طائرات من دون طيار، بعضها مزود بإمكانات للرؤية الليلية من بريت فيليكوفيتش، الذي تُعرض تجربته مع الخدمة في الجيش الأميركي في كتاب يحمل اسم (درون ووريار) وينشر الشهر المقبل، كما تحول شركة بارامونت بكتشرز قصة حياته فيلما سينمائيا.
وقال فيليكوفيتش على سطح بناية تطل على العاصمة مقديشو خلال تدريب للشرطة على الطائرات يستمر أربعة أيام لوكالة «رويترز»: «هناك زيادة حقيقية في الهجمات المعقدة»، موضحا أن «بعض المهام التي ستستطيع هذه الطائرات القيام بها ستكون المراقبة... والبحث عن أعضاء محتملين في (حركة الشباب) ربما يكونون على أسطح بنايات».
وتأتي المنحة، في حين يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى زيادة التواجد العسكري الأميركي في المنطقة، بعد مقتل فرد من القوات الخاصة بالبحرية الأميركية في الصومال في الشهر الحالي خلال غارة ليصبح أول قتيل أميركي يسقط في القتال بالصومال منذ عام 1993.
وأرسلت بانكروفت، وهي منظمة مقرها واشنطن متعاقدة مع الخارجية الأميركية لتدريب الشرطة الصومالية، فيليكوفيتش إلى مقديشو لتعريف الضباط كيفية استخدام الطائرات من دون طيار في البحث عن تهديدات محتملة أو فحص مواقع التفجيرات. وقال فيليكوفيتش، الذي عمل في برامج مشابهة في العراق وأفغانستان ويخطط لبرنامج ضد الصيد البري غير القانوني في كينيا: «عملت في استخدام كثير من الطائرات المختلفة من دون طيار في الجيش الأميركي والآن نرى التكنولوجيا من النوع نفسه متاحة في الأسواق»، وتابع قائلا: «لكن السؤال هو كيف نستخدم هذه (التكنولوجيا) لحماية الشعب الصومالي؟».
وصنعت الطائرات شركة دجي الصينية، وتمزج بين نموذجي مافيك وإنسباير المتاحين تجاريا، وأكبر مدى لهذه الطائرات هو سبعة كيلومترات.
من جانبه، قال قائد الشرطة الصومالية عبد الحكيم طاهر سعيد: «علينا استخدام الطائرات من دون طيار عندما نكون في عمليات خطيرة أو عندما يهاجم العدو بعض الأماكن أو الأبرياء».
وتحدثت الشرطة عن أحد الأمثلة عندما نصب مسلحون كمينا لرجالها وهم يتعاملون مع سيارة ملغومة على أحد الشواطئ في مقديشو العام الماضي. ولم تتمكن الشرطة من العثور على آخر المهاجمين بعد أن تحصن في مطعم لساعات.
وقال فيليكوفيتش إنه ربما لو كانت هناك طائرة من دون طيار لتمكنت من العثور عليه خلال دقائق. وتأتي المنحة بعد اتفاق في لندن هذا الشهر بين الحكومة الصومالية وحلفائها الغربيين على تعزيز القوات الأمنية ومحاولة دمج الفصائل المحلية. لكن مشكلات كبيرة تواجه الرئيس الجديد محمد عبد الله محمد، الذي انتخبه البرلمان في فبراير (شباط)، وأصيبت قوات الأمن الصومالية بالشلل بسبب الفساد على مدى سنوات. وملأ كبار الضباط جداول الرواتب بأسماء أقاربهم وباعوا الأسلحة والأغذية المخصصة للجنود. وكثيرا ما عملت قوات الشرطة والجيش لشهور دون صرف رواتبها، وهو ما شجع أفرادا منها على اغتصاب الأموال من المدنيين الغاضبين.
وتخسر «حركة الشباب» الصومالية مدنا وبلدات في البلد الواقع بمنطقة القرن الأفريقي منذ انسحابها من مقديشو عام 2011، لكنها ترد بتفجيرات يزداد حجمها وتعقيدها.
وقتل 723 شخصا وأصيب 1116 في انفجارات بالصومال العام الماضي، وفقا لبيانات مركز ساهان ريسيرش البحثي في نيروبي، وتلجأ الحركة لتفجير عدة قنابل أو الجمع بين التفجيرات والمسلحين لمهاجمة قوات الأمن.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.