يسعى تنظيم داعش الإرهابي إلى التقليل من حجم الخسارة الثقيلة التي تعرض لها في الموصل بعد أن أوشك على خسارة مواقعه الأخيرة فيها وخاصة في الساحل الأيمن للمدينة، ويسعى كذلك إلى الظهور بمظهر القوة القادرة على المبادرة بهجمات معاكسة على القوات الأمنية في مناطق أخرى خارج الموصل، حيث شن هجومين انتحاريين على مقرات أمنية في محافظتي ديالى وصلاح الدين أمس.
واعتبرت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، أن «داعش» حاول إثبات فاعليته ووجوده في المحافظة عبر القيام بعملية من هذا النوع. وتضاربت الأنباء بشأن الخسائر الناجمة عن الهجوم الذي شنه أربعة انتحاريين على قاعدة كركوش العسكرية في قضاء بلدروز، (45 كم شرق مركز ديالى)، ففي وقت أشار بيان مقتضب لخلية الإعلان الحربي إلى مقتل الانتحاريين الأربعة الذين هاجموا معسكر كركوش، دون الإشارة إلى عدد القتلى والجرحى بين صفوف العسكريين، أعلنت قيادة عمليات دجلة عن مقتل أحد المهاجمين الأربعة ومقتل عنصرين من منتسبي القوى الأمنية وإصابة ثلاثة آخرين. من جهتها، أفادت مصادر أمنية أخرى بمقتل ثمانية جنود وإصابة 10 آخرين في التفجير الانتحاري.
وذكر بيان خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة، أن «عصابات داعش الإرهابية حاولت التعرض فجر اليوم (الاثنين) إلى معسكر كركوش من الجهة الشمالية الشرقية من خلال أربعة انتحاريين يرتدون الزِي العسكري والأحزمة الناسفة واشتبكت معهم قواتنا وتم قتلهم جميعا».
لكن بيان قائد عمليات دجلة، الفريق الركن مزهر العزاوي، قال إن «أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة حاولوا التسلل، فجر الاثنين، إلى محيط إحدى النقاط في قاعدة كركوش العسكرية، وتم التصدي لهم وقتل أحدهم فيما فر الثلاثة الآخرون إلى حواجز إسمنتية وتحصنوا بداخلها»، مؤكدا قيام قواته بمحاصرة الثلاثة الهاربين وقتلهم. وتعد قاعدة كركوش من أكبر المراكز العسكرية في محافظة ديالى وفيه دورات لتدريب عناصر القوى الأمنية المختلفة.
وقام وزير الداخلية قاسم الأعرجي بزيارة محافظة ديالى صباح أمس، وأفاد مصدر في إعلام الداخلية أن الوزير زار قاعدة كركوش للوقوف على تفاصيل الحادث الانتحاري وشدد على أهمية عدم المجاملة على حساب الأمن وأي نزاع مسلح أو تهديد أمني، وكشف عن أن الوزير أمر بتوجيه عقوبة التوبيخ إلى قائد شرطة ديالى على خلفية قطع بعض الطرق في المحافظة بالتزامن مع زيارة الوزير. وكانت القوى الأمنية في محافظة ديالى أغلقت الطريق الدولي شرق مدينة بعقوبة عقب حادث قاعدة كركوش، ثم أعادت افتتاحه بعد ساعات.
وفي إطار الهجمات الانتحارية التي ينفذها عناصر «داعش» ضد القوات الأمنية، أعلنت قيادة عمليات سامراء أمس (الاثنين)، عن مقتل 10 انتحاريين خلال شهر ومن دون خسائر بين القوى الأمنية. وقال قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري في بيان إن «قطعات قيادة عمليات سامراء تمكنت من قتل انتحاريين اثنين حاولا التقرب إلى أحد مراكز الشرطة في منطقة الجلام بعد محاصرتهم في إحدى حظائر الحيوانات».
وأوضح، قائد العمليات أن التنظيم يحاول استهداف القوات الأمنية بعمليات انتحارية منذ أشهر وتم «قتل 10 انتحاريين خلال فترة شهر واحد في سامراء».
وتعاني محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك من خروقات أمنية متكررة، نتيجة عدم التنسيق بين القيادات العسكرية فيها، حيث تعمل فيها أربع عمليات للقيادة، هي قيادة عمليات (دجلة، شرق دجلة، سامراء، صلاح الدين) ويشتكي مراقبون للأوضاع الأمنية في هذه المحافظات من «النهايات السائبة»، غير الخاضعة لسيطرة إحدى القيادات العسكرية والتي تعاني منها المنطقة ويستغلها التنظيم الإرهابي في تنفيذ عملياته الانتحارية بين فترة وأخرى.
من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية في محافظة كركوك لـ«الشرق الأوسط»، إقدام عناصر «داعش» على قتل تسعة أشخاص من قضاء الحويجة غرب كركوك. وقالت المصادر إن عناصر التنظيم الإرهابي «أعدموا خمسة شبان رميا بالرصاص وقاموا بنحر الأربعة الآخرين بتهمة التخابر مع الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي». وأشار المصدر أن «داعش» أقدم على قتل الأشخاص التسعة على خلفية اجتماع لقيادات أمنية في كركوك لغرض بحث مسألة تحرير الحويجة. وأصدر التنظيم الإرهابي شريطا مصورا يوثق عملية نحر الرجال الأربعة على ضفاف نهر الزاب، وإعدام الخمسة الآخرين.
«داعش» يشن هجمات بأحزمة ناسفة... ويعدم 9 في الحويجة
غياب التنسيق وراء تكرار الخروقات الأمنية
«داعش» يشن هجمات بأحزمة ناسفة... ويعدم 9 في الحويجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة