وزير الخارجية اليمني: لدينا وثائق لجرائم ارتكبتها إيران

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة تعد للقاء مسؤولين أميركيين بالرياض

وزير الخارجية اليمني:  لدينا وثائق لجرائم ارتكبتها إيران
TT

وزير الخارجية اليمني: لدينا وثائق لجرائم ارتكبتها إيران

وزير الخارجية اليمني:  لدينا وثائق لجرائم ارتكبتها إيران

قال عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، إن بلاده تملك وثائق لجرائم إيران، لافتاً إلى عزم الحكومة اليمنية ترتيب لقاء جانبي مع مسؤولين أميركيين في العاصمة السعودية الرياض، خلال القمة العربية والإسلامية للتباحث في الملف اليمني.
وأكد المخلافي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن قضية اليمن وما يدور فيها سيكون محوراً أساسياً في القمة العربية الإسلامية، من خلال مشاركة الرئيس عبد ربه منصور هادي في القمة العربية الإسلامية، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بناء على دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
واعتبر أن هذا التجمع فرصة مهمة بالنسبة لليمن لطرح القضايا العربية، لافتاً إلى أن التحالف العربي، بقيادة السعودية، الداعم للشرعية، لديه في هذه المرحلة رسالة يريد أن يوصلها بشكل واضح حول التدخلات الإيرانية في اليمن، التي تسببت في اندلاع الحرب بدعمها المباشر للحوثي وصالح، وأدت للاستيلاء على السلطة في اليمن وإدخال البلاد في حرب طويلة مدمرة، وتحويل جزء من اليمن إلى قاعدة للاعتداء على الأشقاء في السعودية.
واستطرد وزير الخارجية اليمني، أن الحكومة ستندب وفداً رفيع المستوى لزيارة الولايات المتحدة للقاء عدد من المسؤولين، خصوصاً أن هناك تفهماً أميركياً واسعاً لما يدور في اليمن مع وجود الإدارة الجديدة، الذي نتج عنه تواصل مستمر وتنسيق مع مسؤولين أميركيين، أثمر دعم موقف الحكومة الشرعية، والتحالف العربي في مواجهة الانقلاب، إضافة إلى أن إدارة ترمب تؤكد بصورة أفضل أنها لا توافق على التدخل الإيراني الذي يعتبر سبباً أساسياً في عرقلة السلام، وكذلك التنسيق مع الحكومة الأميركية في ملف مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن وزارته عملت في الآونة الأخيرة على توضيح الصورة، من خلال لقاء العديد من وزراء دول العالم، ومنها دول الاتحاد الأوروبي، الحريصين على السلام ووقف الحرب في اليمن، التي كانت تتمحور حول مسببات الحرب وكيفية اندلاعها، كما تبين للوزراء من هو المعطل للسلام.
وحول تجميع وثائق تدل على تورط طهران في اليمن، ذكر المخلافي أن الحكومة اليمنية تمتلك كثيراً من الوثائق والأدلة لكل الجرائم التي ارتكبتها إيران، وستتحرك لتقديم هذه الأدلة في المحافل الدولية، سواء كان ذلك عبر العلاقات الثنائية أو من خلال العمل مع الأمم المتحدة ومنظماتها ومنها «لجنة الجزاءات والعقوبات»، وهناك برنامج واسع للتعاون معها في هذا الجانب.
وعن تسليم الحديدة، قال وزير الخارجية اليمني: «هناك مساعٍ من المجتمع الدولي لتجنب الحرب في الحديدة، من خلال انسحاب الانقلابيين منها دون شروط، لتكون هذه العملية مقدمة فيما بعد للدخول في سلام، يتبعه استكمال عقد جلسات السلام الشاملة، ونعتقد أن أي منطقة تنسحب منها الميليشيات هي خطوة للأمام»، موضحاً أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يعتزم لقاء الانقلابيين إما في مسقط أو صنعاء، طرح مثل هذه الفكرة.
وأكد أن الحكومة اليمنية لم تختَر الدخول في حرب ولا تريد الحرب وسيلةً لاستعادة الدولة، لكن الانقلابيين هم من فرضوا الحرب على الشعب، واحتلوا المدن بما فيها العاصمة. وتابع: «الحكومة ترحب بأي عمل يصب في طريق السلام، وعلى هذا الأساس طرحت بعض الأفكار لتجنيب الساحل الغربي معركة عسكرية، والحكومة ترى استعادة ميناء الحديدة حقاً طبيعياً وشرعياً إذ إنه يستخدم لتهريب السلاح للانقلابيين، وإن كانت هناك نية لأن يكون الميناء وفقاً للقوانين الدولية فالحكومة ترحب بذلك».
وفيما يتعلق باللقاء الذي جمعه مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، أوضح المخلافي أن ولد الشيخ طرح أفكاراً «ولم تعترض الحكومة على أي شيء، وطلبت من المبعوث الدولي أن يضمن الطرف الآخر المعرقل لعملية السلام، وعندما يتقدم الطرف الآخر في اتجاه السلام ستكون الحكومة الشرعية مستجيبة لذلك»، لافتاً إلى أن كل ما يطرح لا يوجد فيه أي ضمانة بأن الطرف الانقلابي سيوافق عليه.
وتطرق إلى أن السلام سيتحقق في اليمن عندما تتوقف طهران عن تدخلاتها ويلتزم الانقلابيون بالسلام وفقاً للمرجعيات الثلاث التي اتفق عليها اليمنيون، والعرب، والمجتمع الدولي، والمتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار «2216»، لأن التزام الانقلابيين بهذه المرجعيات سيؤدي إلى السلام، موضحاً أن الرفض سيكون مهدداً للسلام في المنطقة، والملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وشدد على أن الدعم الذي تتلقاه الحكومة اليمنية من السعودية، وجميع دول الخليج العربي، والتحالف العربي، والدول الإسلامية، «سيكون محطة مهمة في المعركة التي يخوضها الشعب اليمني والتحالف في مواجهة الانقلاب الدموي الذي هدد الشعب وسلامة وأمن المنطقة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.