إسرائيل تؤجل توسيع الاستيطان حتى انتهاء زيارة ترمب

طالبت بإلغاء قرار يدين بناء وحدات سكنية في المستوطنات

إسرائيل تؤجل توسيع الاستيطان حتى انتهاء زيارة ترمب
TT

إسرائيل تؤجل توسيع الاستيطان حتى انتهاء زيارة ترمب

إسرائيل تؤجل توسيع الاستيطان حتى انتهاء زيارة ترمب

في الوقت الذي كانت فيه حكومة إسرائيل تستعد لتمرير مجموعة من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، تقرر تأجيل جلسة كانت مقررة لتدارس سبل توسيع الاستيطان حتى انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، فيما تقدمت الحكومة بسلسلة مطالب إلى نيكي هيلي، المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة، لتعمل على إلغاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2334» الذي يدين الاستيطان.
وكشف النقاب في تل أبيب أمس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت اختبار مدى جدية المندوبة هيلي في دعم إسرائيل، ووعودها بإحداث تغيير جوهري في سياسة الأمم المتحدة تجاه تل أبيب. وبناء عليه فقد توجه مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى هيلي مباشرة بمجموعة من المطالب، واتفق معها على إجراء بحث معمق حول هذا الموضوع عندما تحضر إلى إسرائيل الشهر المقبل.
ومن بين أهم مطالب إسرائيل أن تحاول المندوبة الأميركية إبطال قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2334» الذي يدين الاستيطان، وأن تسعى لتخفيض عدد التقارير التي يتم إصدارها في كل سنة ضد إسرائيل في مختلف هيئات وتنظيمات الأمم المتحدة، وخفض عدد جلسات مجلس الأمن الدولي التي تتعلق بإسرائيل، والتي تعقد حاليا بمعدل مرة في الشهر، بالإضافة إلى تقليص نشاط الهيئات التابعة للأمم المتحدة المتخصصة في الشؤون الفلسطينية وتقليص ميزانياتها. كما تتضمن قائمة وزارة الخارجية إلى هيلي طلب تعيين مسؤول إسرائيلي في أحد المناصب العليا في الأمم المتحدة.
وقد تم هذا التوجه بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتولى أيضا حقيبة الخارجية في حكومته. وقال في تصريح عممه مكتبه إن نشاط الخارجية في العالم يحقق «مكاسب مدهشة»، كان آخرها «الانتصار في معركة أخرى دارت في إطار الحرب التي تشن على مكانة إسرائيل الدولية، حيث أحبطنا محاولة للمس بمكانة إسرائيل في (فيفا)»، في إشارة إلى قرار مجلس «فيفا» ألا يبحث الطلب الفلسطيني بمعاقبة إسرائيل، لأنها تدوس القانون الدولي من خلال إقامة فرق لكرة القدم للمستوطنين اليهود. وقال نتنياهو إن «هذا هو إنجاز مهم، وسنواصل الدفاع عن دولة إسرائيل، كما سنواصل تعزيز مكانتنا الدولية».
وكان نتنياهو قد أصدر أوامره بتأجيل جلسة «لجنة التخطيط العليا التابعة للإدارة المدنية في الجيش الإسرائيلي» التي كانت من المفترض أن تلتئم هذا الأسبوع، لتصادق على مخططات بناء واسعة تقدر بآلاف الوحدات السكنية في المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية.
وصرح موظف إسرائيلي رفيع الشأن بأن مكتب نتنياهو طالب بتأجيل المداولات إلى ما بعد زيارة الرئيس ترمب إلى إسرائيل، والمتوقعة في 22 من مايو (أيار) الجاري. وأشار الموظف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب الحساسية الدبلوماسية، إلى أن هذا التأجيل يهدف إلى منع حدوث حالة يثار فيها توتر أو يحدث خلاف في الرأي بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة البناء في المستوطنات قبل وقت قصير من قدوم ترمب إلى إسرائيل، لأن مثل هذه المواجهة قد تتسبب في إفشال الزيارة بأسرها. كما أن تحويل موضوع المستوطنات إلى قضية رئيسية في المحادثات، يعني منح الفلسطينيين سلاحا يستخدمونه في تعزيز مكانتهم أثناء زيارة ترمب إلى بيت لحم ولقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت مصادر أخرى، إن أوامر نتنياهو كانت صارمة، «لأنه لا يرغب في القدس تكرار الأزمة التي اندلعت مع الإدارة الأميركية السابقة»، حيث صادقت الحكومة أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مارس (آذار) 2010 على بناء ألف و600 وحدة سكنية في حي رمات شلومو في القدس الشرقية المحتلة، خارج الخط الأخضر.
وصرح الموظف، رفيع الشأن، بأنه سيتم تأجيل اجتماع اللجنة لبضعة أسابيع، ومن المرجح أن يجرى في يونيو (حزيران) المقبل، وأضاف موضحا: «لم نرغب في إجراء مداولات حول الاستيطان في موعد قريب من موعد زيارة ترمب. وهذا التأجيل هو أمر اضطراري نقوم به بضغط من الواقع».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.