شرطة إسرائيل تقدم عروضاً تحرض على قتل الفلسطينيين

تضمنت عملية إعدام شاب بالرصاص... وتمزيق الكلاب جسد آخر

شرطة إسرائيل تقدم عروضاً تحرض على قتل الفلسطينيين
TT

شرطة إسرائيل تقدم عروضاً تحرض على قتل الفلسطينيين

شرطة إسرائيل تقدم عروضاً تحرض على قتل الفلسطينيين

في الوقت الذي تدير فيه إسرائيل حملة شديدة على الفلسطينيين، بحجة أنهم يربون أولادهم في المدارس على كره إسرائيل وممارسة العنف ضدها، كشف النقاب في تل أبيب أمس عن «عمليات تثقيف» يقوم بها جهاز الشرطة الإسرائيلية رسمياً لتلاميذ المدارس الابتدائية اليهودية.
لكن الغريب في هذه «الحملة التثقيفية» هو الأسلوب المتبع فيها، حيث يتم خلالها عرض تمثيلي لإعدام شاب فلسطيني بإطلاق الرصاص نحوه وهو ملقى على الأرض، أو إطلاق كلاب جائعة على شاب فلسطيني لتمزق جسده. وقد تم هذا العرض أمام مئات طلبة صفوف الخامس من جميع مدارس مدينة رمات هشارون، قرب تل أبيب، وذلك في إطار عرض أجري في إطار «يوم العلاقات بين المجتمع والشرطة». ووصل التلاميذ إلى المتنزه البلدي مع معلميهم، حيث شاهدوا استعراضاً لعمل قوات الإنقاذ والشرطة، وراحوا يصفقون بحرارة تشجيعاً لرجال الشرطة.
وشمل أحد العروض التمثيلية كيفية السيطرة على ما يعتبرونه «مخرباً فلسطينياً»، وقام أحد رجال الشرطة بتحذير التلاميذ من أنهم سيسمعون صوت إطلاق نار في العرض، وطلب منهم عدم الخوف، وبعدها دخل أربعة رجال شرطة من وحدة «يسام» (الوحدة القتالية الخاصة في الشرطة) راكبين دراجات نارية، وبدأوا في إطلاق النار تجاه الـ«مخرب»، وبعد سقوطه على الأرض، ترجل رجال الشرطة عن دراجاتهم النارية، وواصلوا إطلاق النار عليه للتأكد من مقتله، حسبما تم توضيحه للجمهور.
وقالت مصادر إعلامية مطلعة إن هذه ليست المرة الأولى التي ينفذ فيها استعراض للشرطة أمام التلاميذ. فخلال الاحتفالات بتأسيس إسرائيل قبل عشرة أيام، دعا وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان المحتفلين إلى يوم مفتوح تجريه الشرطة في النصب التذكاري لقتلى سلاح حرس الحدود لكي يعاينوا عمل الشرطة. وخلال العرض شاهد الجمهور كلاباً هجومية وهي تقوم بتمزيق «مشبوهين»، إلى جانب السيطرة على حافلة ركاب تعرضت للخطف، وعرض وسائل تفريق المظاهرات التي تستخدمها الشرطة بشكل أساسي ضد مظاهرات المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48). وقد أثار هذا الأمر نقاشاً داخلياً وسط حركات حقوق الإنسان، فيما ردت الشرطة على الموضوع بالقول: «يؤسفنا أن هناك من يختارون بشكل متحيز إظهار هذا الحدث الإيجابي، الذي يعزز علاقة الشرطة بالمجتمع، حيث يتعلم الأطفال حول المواطنة الصالحة وحول دور الشرطة في المجتمع، وكل ذلك قد جرى بالتنسيق مع الطاقم التربوي وإدارة المدرسة، وبطلب منه». كما أضاف بيان الشرطة أنها سعت إلى «استعراض محاكاة أمام التلاميذ لإبراز دور الشرطي أمامهم، حيث تم استعراض وسائل متنوعة يستخدمها رجال الشرطة في عمليات الإنقاذ».
وتجاهلت الشرطة في بيانها الجانب الأخلاقي في الموضوع، وما تحمله مثل هذه العروض من رسائل تثقيف على العنف وعلى كراهية الفلسطينيين والعرب، وجعل قتل العربي بطولة، حتى وهو مستسلم وملقى على الأرض.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.