«المؤتمر الوطني» يتجه للفوز في انتخابات جنوب أفريقيا

الرئيس زوما: النتيجة ستكون جيدة لنا.. وآمل أن يجري الاقتراع في هدوء

سكان ينتظرون للتصويت في دي دورنز بمقاطعة كيب الغربية في جنوب أفريقيا أمس (أ.ب)
سكان ينتظرون للتصويت في دي دورنز بمقاطعة كيب الغربية في جنوب أفريقيا أمس (أ.ب)
TT

«المؤتمر الوطني» يتجه للفوز في انتخابات جنوب أفريقيا

سكان ينتظرون للتصويت في دي دورنز بمقاطعة كيب الغربية في جنوب أفريقيا أمس (أ.ب)
سكان ينتظرون للتصويت في دي دورنز بمقاطعة كيب الغربية في جنوب أفريقيا أمس (أ.ب)

توجه الناخبون في جنوب أفريقيا أمس إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات تشريعية يبدو حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم منذ 1994 الأوفر حظا للفوز بها، رغم الأجواء المتوترة في البلاد وأعمال العنف شبه اليومية في البلدات الأكثر فقرا. ودعي أكثر من 25 مليون ناخب لاختيار 400 نائب سينتخبون بدورهم الرئيس المقبل في 21 مايو (أيار) الحالي.
ويتوقع أن يفوز جاكوب زوما (72 سنة)، الذي يحكم البلاد منذ 2009، بولاية ثانية من خمس سنوات. وأعرب زوما لدى إدلائه بصوته في مسقط رأسه نكادلا في ريف شرق البلاد عن تفاؤله بفوز حزبه المؤتمر الوطني الأفريقي في الانتخابات، وقال «أعتقد أن النتيجة ستكون جيدة جدا». وأضاف زوما، الذي اعتقل من 1963 إلى 1973 في عهد نظام التمييز العنصري في سجن جزيرة روبن آيلاند مع نيلسون مانديلا «آمل أن يتمكن جميع الناخبين من التصويت دون مشاكل لأنه حق كافحنا من أجله. أتمنى أن تجرى الانتخابات في مختلف أنحاء البلاد في هدوء».
واشتهر اسم نكادلا (شرق) خلال الأشهر الأخيرة في البلاد على خلفية امتلاك جاكوب منزلا هناك دفع لترميمه نحو 16 مليون يورو من خزينة الدولة بحجة تحصينه. واستغلت المعارضة الفضيحة، لكن ذلك على ما يبدو لم يغير من نوايا الناخبين، إذ إن آخر الاستطلاعات توقعت فوز «المؤتمر الوطني الأفريقي» بما لا يقل عن ستين في المائة من الأصوات. وأضاف زوما أن «الحملة كانت قصيرة لكنها كانت حامية».
وحسب الباحثة السياسية ليزيت لانكاستر، من معهد الدراسات الأمنية، فإن انتخابات أمس تعد «من بين الأكثر إثارة للجدل في السنوات الـ20 الأخيرة»، مشيرة إلى احتمال تراجع حزب المؤتمر الوطني. وتوقعت الاستطلاعات أن يفوز المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يترأسه زوما بنحو 60 في المائة من الأصوات، مقارنة بـ65.9 في المائة قبل خمس سنوات، الأمر الذي يصب في مصلحة حزب التحالف الديمقراطي المعارض الذي يتوقع أن يحصل على 20 في المائة.
ومن الجانب الآخر من الساحة السياسية، تتركز الأنظار على نتيجة حزب «مكافحة الحرية الاقتصادية» الذي يتزعمه القيادي الشاب الشعبوي جوليوس ماليما، والذي توقعت الاستطلاعات حصوله على ما بين أربعة إلى خمسة في المائة من الأصوات. ويطالب ماليما بإعادة توزيع الثروات وتأميم المناجم والمصارف ومصادرة الأراضي التي يستغلها المزارعون البيض. وفعلا، تحقق تقدم كبير خلال السنوات العشرين الأخيرة، إذ أصبح 96 في المائة من العائلات تستمتع بماء الشرب مقابل 62 في المائة سنة 1994، و87 في المائة منها بالكهرباء مقابل 58 في المائة، في حين انخفضت نسبة الجرائم وتقلص عدد الأحياء الفقيرة وانبثقت طبقة متوسطة من السود. لكن جنوب أفريقيا ما بعد العنصرية لا تزال بلدا يعاني من انعدام المساواة، حيث يكسب البيض معدل ستة أضعاف ما يكسبه السود، ويتعرضون أقل منهم إلى البطالة (أقل من 7 في المائة مقابل أكثر من 28 في المائة للسود)، وما زالوا يتمتعون بأوفر حظوظ في التربية التي تعتبر سيئة بالنسبة للغالبية.
واقترنت ولاية الرئيس زوما الأولى بعدة فضائح، تمثلت آخرها في عملية تجديد منزله العائلي على حساب الدولة في نكادلا (شرق)، كما أنه يتحمل مسؤولية مقتل 34 من عمال المناجم المضربين في مريكانا (شمال) بأيدي الشرطة في أغسطس (آب) 2012.
لكن يبقى المؤتمر الوطني الأفريقي في نظر العديد من السود الجنوب أفريقيين، الذين يشكلون 80 في المائة من السكان، الحزب الذي حررهم من نظام الفصل العنصري.



عشرات القتلى في هجمات إرهابية لـ«القاعدة» في مالي

السكان المحليون تظاهروا طلباً للحماية من الإرهاب (صحافة محلية)
السكان المحليون تظاهروا طلباً للحماية من الإرهاب (صحافة محلية)
TT

عشرات القتلى في هجمات إرهابية لـ«القاعدة» في مالي

السكان المحليون تظاهروا طلباً للحماية من الإرهاب (صحافة محلية)
السكان المحليون تظاهروا طلباً للحماية من الإرهاب (صحافة محلية)

قتل خمسة جنود من الجيش المالي، وجرح عشرة آخرون في هجوم إرهابي شنته كتيبة تتبع لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» ضد ثكنة للجيش في منطقة قريبة من الحدود مع موريتانيا، ولكن هجوما آخر استهدف قرية وسط البلاد قتل فيه حوالي عشرين مدنياً.

عشرات القتلى في هجمات إرهابية لـ«القاعدة» في مالي

وبينما وصفت الهجمات الإرهابية بأنها عنيفة ودامية، فإن الجيش المالي أصدر بياناً أمس (الاثنين)، قال فيه إنه ألحق بالإرهابيين «خسائر فادحة» خلال المواجهات المباشرة التي وقعت أثناء مهاجمة الثكنة العسكرية.

وأضاف الجيش أنه نجح في «تحييد عدد كبير من إرهابيي جبهة تحرير ماسينا (كتيبة موالية لتنظيم القاعدة) في منطقة نارا»، وهي منطقة تقعُ غربي مالي، على الحدود مع موريتانيا، وتتمركز فيها منذ قرابة عشر سنوات مجموعات مسلحة من قبائل «الفلاني»، موالية لتنظيم «القاعدة».

وجاء في بيان صادر عن قيادة الأركان العامة للجيش المالي أن الجيش «حقق الانتصار»، إلا أن ذلك الانتصار «عكر صفوه مأساة فقدان خمسة جنود، وإصابة حوالي عشرة آخرين»، وأوضح أن الهجوم استهدف قاعدة تابعة للجيش في قرية موريديا، وبدأ في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد (العطلة الأسبوعية في مالي)، واستمر لعدة ساعات.

تفخيخ السيارات

قتلى «القاعدة» خلال مواجهات مع الجيش المالي (صحافة محلية)

وبحسب رواية الجيش فإن الهجوم بدأ بانفجار سيارتين مفخختين في الثكنة العسكرية، قبل أن يتبعه قصف بالمدفعية الثقيلة، ثم حاول مئات المقاتلين اقتحام الثكنة العسكرية، لتبدأ مواجهات مباشرة، مع الجنود الماليين المدعومين بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية.

وتشير رواية الجيش إلى أن المواجهات أسفرت عن «تحييد عدد كبير من الإرهابيين، بينما أُصيب العشرات منهم»، كما قال الجيش إنه استعاد معدات حربية سبق أن استحوذ عليها الإرهابيون في عمليات سابقة ضد الجيش.

ولكن في المقابل، تشير مصادر محلية إلى أن الثكنة العسكرية لحقت بها أضرار كبيرة، وأحرقت كثير من آليات الجيش ومدرعاته، ما يؤكد قوة الهجوم وشراسته، فيما تحدثت المصادر عن قتال عنيف استمر لعدة ساعات.

استهداف السكان

قبل ذلك بساعات، قتل مسلحون 19 مزارعاً في إقليم بانكاس، وسط مالي، وأصيب في الهجوم ثلاثة مزارعين آخرين، بينما اختفى مزارع آخر، يعتقد أنه مخطوف من طرف المجموعة الإرهابية التي تنشط في المنطقة.

أسلحة صادرها الجيش من مقاتلي «القاعدة» بعد هزيمتهم (صحافة محلية)

وفي حادث منفصل، أطلق مسلحون من الضفة الأخرى لنهر النيجر، الذي يعبر من وسط مالي، صواريخ على مدينة ديري في منطقة تومبكتو، ما أدى إلى مقتل مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين. كما هاجم مسلحون قرية تابانغو، وسط مالي، وهددوا السكان بالعودة لقتلهم إذا تعاونوا مع الجيش والسلطات، كما صادروا دراجة نارية ثلاثية العجلات، ما تسبب في موجة رعب واسعة في أوساط السكان المحليين.

كل هذه الهجمات التي تتركز في منطقة وسط مالي، دفعت السكان إلى النزوح نحو المدن الكبيرة، وترك حقولهم مع اقتراب موسم الحصاد، فيما فضل آخرون البقاء في أماكنهم، ومطالبة السلطات بحمايتهم.

وخرجت أمس الاثنين احتجاجات في قرية بوني، التابعة لمحافظة دوينتزا، كان يطلب المشاركون فيها من السلطات حمايتهم، ورفع حصار تفرضه الجماعات المسلحة على القرية منذ عدة أشهر. وقال ألجومة تامبورا، وهو ناشط محلي نصبه السكان متحدثا باسمهم، إنه «لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذا الوضع».

صراع وسط الصراع

قبل عامين أطلق الجيش المالي عملية عسكرية واسعة كان هدفها الأول استعادة السيطرة على جميع أراضي مالي، وتجري هذه العملية العسكرية تحت إشراف ودعم مئات المقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

ومع أن هذه العملية العسكرية مكنت دولة مالي من استعادة السيطرة على مناطق مهمة في البلاد، فإنها لم تنجح حتى الآن في القضاء على الجماعات الإرهابية، وخاصة جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تشكل العمود الفقري لنفوذ تنظيم «القاعدة» في منطقة الساحل.

من جهة أخرى، يعود إلى الواجهة الصراع المسلح ما بين «القاعدة» و«داعش»، حيث يحاول التنظيمان السيطرة على المنطقة الغنية والمعروفة باسم «دلتا نهر النيجر»، وهي منطقة خصيبة تكثر فيها المزارع ومناجم الذهب الأهلية.

وتحدثت تقارير مؤخراً عن عودة المواجهات المسلحة إلى المنطقة، ما بين مقاتلين من تنظيم «القاعدة» وآخرين من تنظيم «داعش»، بعد فترة من هدنة غير معلنة.