آخر «دفعات التهجير» من حي الوعر تتأهب للمغادرة تمهيداً لدخول قوات النظام السوري

آخر «دفعات التهجير» من حي الوعر تتأهب  للمغادرة تمهيداً لدخول قوات النظام السوري
TT

آخر «دفعات التهجير» من حي الوعر تتأهب للمغادرة تمهيداً لدخول قوات النظام السوري

آخر «دفعات التهجير» من حي الوعر تتأهب  للمغادرة تمهيداً لدخول قوات النظام السوري

بدأت آخر ثلاث دفعات تتأهب لمغادرة حي الوعر في مدينة حمص السورية، وفقاً للاتفاق القسري الذي وقع بين ممثلين من النظام والمعارضة على أن ينتهي تنفيذه في منتصف الشهر الحالي كحد أقصى، لتدخل بعد ذلك قوات النظام إلى الحي. وبحسب «شبكة شام المعارضة»، من المتوقع أن تتوجه دفعة نحو محافظة إدلب وأخرى نحو مدينة جرابلس الحدودية، بينما يتوقع أن تتوزع الدفعة الثالثة على المناطق الثلاث، إضافة إلى ريف محافظة حمص الشمالي، وهي المناطق نفسها التي توجهت إليها الدفعات السابقة.
وقع كل من ممثلي المعارضة والنظام على الاتفاق القسري في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، ونص على وقف إطلاق النار وإخراج المقاتلين وعائلاتهم والرافضين لـ«المصالحة» على دفعات أسبوعية على أن يبقى من يوافق على ما وصف بـ«تسوية أمنية» لدى أجهزة النظام الأمنية وتحفظ الشرطة العسكرية الروسية أمن الباقين فيه.
ويُذكر أنه بدأت عملية الإخلاء من آخر معاقل المعارضة في حمص يوم 18 مارس الماضي بدفعة كان عدد الخارجين منها 2500 شخص، ليجري بعدها تأمين خروج دفعاتٍ أسبوعية وصلت لثمان دُفعات بعددٍ قارب الـ15 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفق «شبكة شام» المعارضة. وللعلم، يجري نقل المهجرين إلى مخيمات في مناطق الشمال السوري، وخصوصاً إلى مخيم زوغرة في محيط جرابلس الذي يحتوي الآن أكثر من 4500 عائلة من أهالي حي الوعر ومخيم ساعد في إدلب. وهو مخيم مؤقت لاستقبال المهجرين قبل نقلهم للبيوت الطينية التي جهزت سابقاً.
وبينما كانت المعارضة السورية قد توقعت خروج أكثر من 80 في المائة من أهل الحي وما يقدّر عددهم بنحو 20 ألفاً، يشير ناشطون إلى أن عدداً من الذين كانوا قد قرروا المغادرة تراجعوا عن قرارهم نتيجة المعاملة السيئة التي يتلقاها الخارجون، وتعذر حصولهم على مكان ومأوى يلجأون إليه.
وكان تقرير لـ«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» قد أعلن عن توثيق ما لا يقل عن 891 مدنياً، بينهم 58 طفلاً، و56 سيدة في حي الوعر كما سجل التقرير ارتكاب قوات النظام السوري ما لا يقل عن 10 مجازر، إضافة إلى توثيق ما لا يقل عن 31 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.
وأشار التقرير إلى أن ما لا يقل عن 647 شخصاً، بينهم 9 أطفال، و11 سيدة (أنثى بالغة)، من سكان حي الوعر بحمص، ما زالوا قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.
أيضاً، أكد التقرير أن الانتهاكات المُمنهجة والواسعة النطاق، أوصلت الحي إلى مرحلة استنزاف كامل، مما اضطر أهله لقبول التسوية القسرية التي اقترحتها السلطات السورية بإشراف السلطات الروسية على فصائل المعارضة المسلحة. ومن ثم، وقع الاتفاق في 13 مارس 2017، ونصّت بنوده على خروج دفعات من مقاتلي المعارضة المسلحة وعائلاتهم وبعض المدنيين إلى ريفي محافظتي حلب وإدلب وإجراء تسوية لمن يرغب من المدنيين والمقاتلين البقاءَ في الحي، في حين ألغيت جميع البنود المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين، واكتفى الجانب الروسي بالتَّعهد بعدم اعتقال النظام السوري لأشخاص جدد من حي الوعر بعد تسوية أوضاعهم وعدم اعتقال الذين لديهم صلات قربى مع أفراد في فصائل المعارضة المسلحة.



أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
TT

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)

استمراراً للحملة التي يقودها منذ قرابة عام للحد من قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن، أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة أخرى للقيادة والسيطرة في صنعاء، ليل السبت - الأحد، قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته منذ بدء الحملة، بنيران صديقة ونجاة الطيارين.

وتشن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إلى جانب الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وأفاد سكان صنعاء، حيث العاصمة اليمنية المختطفة، بدوي انفجارات ضخمة جراء الغارات التي ضربت منطقة عطان التي يعتقد أنها لا تزال تضم مستودعات للصواريخ الحوثية، وكذا معسكر الحفا الواقع بالقرب من جبل نقم شرق المدينة.

وأقرت الجماعة الحوثية بتلقي الضربات في صنعاء، وبتلقي غارة أخرى ضربت موقعاً في جبل الجدع التابع لمديرية الحديدة شمال محافظة الحديدة الساحلية، دون الحديث عن آثار هذه الضربات.

ومع وجود تكهنات باستهداف عناصر حوثيين في منشأة السيطرة والتحكم التي قصفتها واشنطن في صنعاء، أفادت القيادة المركزية الأميركية بأن قواتها نفذت غارات جوية وصفتها بـ«الدقيقة» ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وسيطرة تديرها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في صنعاء.

وأوضح البيان الأميركي أن القوات نفذت ضرباتها في صنعاء بهدف تعطيل وتقليص عمليات الحوثيين، مثل الهجمات ضد السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

إسقاط صاروخ ومسيّرات

خلال العملية نفسها، قالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها أسقطت كثيراً من الطائرات الحوثية من دون طيار الهجومية أحادية الاتجاه وصاروخ كروز المضاد للسفن فوق البحر الأحمر، وأشارت إلى أن العملية شاركت فيها قوات جوية وبحرية، بما في ذلك طائرات من طراز «إف 18».

وتعكس الضربة - بحسب البيان - التزام القيادة المركزية الأميركية المستمر بحماية أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف والشركاء الإقليميين والشحن الدولي.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وفي وقت لاحق، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه تم إسقاط إحدى مقاتلاتها من طراز «إف 18» فوق البحر الأحمر، صباح الأحد (بتوقيت اليمن)، عن طريق الخطأ، ما أجبر طياريها على القفز بالمظلة.

في غضون ذلك زعم الحوثيون أنهم أفشلوا الهجوم الأميركي واستهدفوا حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» وعدداً من المدمرات التابعة لها باستخدام 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيّرة. وبحسب ادعاء المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أسفرت العملية عن إسقاط طائرة «إف 18» أثناء محاولة المدمرات التصدي للمسيّرات والصواريخ، كما زعم المتحدث الحوثي أن حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» انسحبت بعد استهدافها من موقعها السابق نحو شمال البحر الأحمر، بعد تعرضها لأكثر من هجوم من قبل القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجو المسيّر التابع للجماعة.

وإذ تعد هذه أولى مقاتلة تخسرها الولايات المتحدة منذ بدء غاراتها على الحوثيين في 12 يناير (كانون الثاني) 2024، أكدت القيادة المركزية أنه تم إنقاذ الطيارين الاثنين، وأصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد «حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو»، ولا يزال ذلك قيد التحقيق.

سفينة مدمرة في موقع ضربته القوات الإسرائيلية بميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون (أ.ف.ب)

وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز «إف إيه 18 هورنت» كانت تحلق فوق حاملة الطائرات «هاري إس ترومان»، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي جيتيسبيرغ، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.

وكانت واشنطن أنشأت ما سمته تحالف «حارس الازدهار» في ديسمبر (كانون الأول) 2023 للتصدي لهجمات الحوثيين البحرية، وإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن، لكن ذلك لم يحل دون إيقاف هذه الهجمات التي ظلت في التصاعد، وأدت إلى إصابة عشرات السفن وغرق اثنتين وقرصنة ثالثة، إلى جانب مقتل 3 بحارة.

ومع تصاعد الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، وكان آخرها صاروخ انفجر في تل أبيب، وأدى إلى إصابة 23 شخصاً، يتخوف اليمنيون من ردود انتقامية أكثر قسوة من الضربات السابقة التي كانت استهدفت مواني الحديدة ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة (الخميس الماضي) استهدفت إلى جانب المواني محطتي كهرباء في صنعاء.

وفي أحدث خطبه، الخميس الماضي، قال زعيم الحوثيين إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1147 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً وطائرة مسيَّرة، فضلاً عن الزوارق المسيّرة المفخخة.

كما تبنى الحوثي مهاجمة 211 سفينة مرتبطة بمن وصفهم بـ«الأعداء»، وقال إن عمليات جماعته أدّت إلى منع الملاحة البحرية لإسرائيل في البحر الأحمر، وباب المندب، والبحر العربي، وعطّلت ميناء إيلات.