وزير الخارجية الإيطالي يلتقي السراج لبحث حل الأزمة الليبية

بحثا المصالحة الوطنية ومكافحة الهجرة غير الشرعية

وزير الخارجية الإيطالي يلتقي السراج  لبحث حل الأزمة الليبية
TT

وزير الخارجية الإيطالي يلتقي السراج لبحث حل الأزمة الليبية

وزير الخارجية الإيطالي يلتقي السراج  لبحث حل الأزمة الليبية

قام وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، أمس، بزيارة قصيرة لطرابلس، بحث خلالها مع مسؤولين ليبيين موضوعي المصالحة الوطنية ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
والتقى ألفانو، خصوصا، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، ونائب رئيس الوزراء أحمد معيتيق. وكان مقررا أن يعقد الوزير الإيطالي مؤتمرا صحافيا مع نظيره الليبي محمد طاهر سيالة، لكنه ألغي في اللحظة الأخيرة، من دون إعلان أسباب هذا الإلغاء.
وقالت حكومة الوفاق الليبية إن محادثات ألفانو تناولت خصوصا «جهود المصالحة الوطنية»، وتطبيق الاتفاق السياسي الليبي الذي تم التوصل إليه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2015 في مدينة الصخيرات المغربية، الذي انبثقت عنه حكومة الوفاق.
من جهتها، كتبت وزارة الخارجية الإيطالية على موقع «تويتر» إن ألفانو يزور ليبيا «لتجديد دعم إيطاليا للمصالحة الوطنية والحوار كسبيل وحيد لإرساء الاستقرار» في ليبيا، علما بأن إيطاليا كانت قد رحبت بالاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع بين السراج والرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر.
وأضافت حكومة الوفاق، أن التصدي للهجرة غير الشرعية كان أيضا في صلب مباحثات ألفانو في طرابلس. وكان القضاء الليبي قد علق نهاية مارس (آذار) الماضي اتفاقاً إيطالياً ليبياً وقّع في روما في فبراير (شباط) الماضي؛ بهدف تعزيز مكافحة الهجرة الشرعية، انطلاقا من ليبيا ودول شمال أفريقيا في اتجاه إيطاليا.
وفي سياق الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا، يقوم رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج بغد غد (الثلاثاء) بزيارة عمل للجزائر يلتقي خلالها عددا من المسؤولين في الجزائر. وفي غضون ذلك، زار وزير الشؤون المغاربية الجزائري عبد القادر مساهل، أمس، جنوب ليبيا.
وأفاد بيان بثته أمس وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية بأن السراج سيجري الثلاثاء مباحثات مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال «في إطار التشاور الدائم بين البلدين»، علما بأن الجزائر تستضيف غدا (الاثنين) اجتماعا لدول الجوار الليبي.
وزار عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والعربية والأفريقية، أمس مدينة غات في جنوب ليبيا، المحطة الأولى في جولة له بمنطقة فزان.
وكان مساهل زار في أبريل (نيسان) الماضي شرق ليبيا وغربها، وذلك في إطار دعم الجزائر للجهود الدولية الرامية إلى تقريب مواقف أطراف النزاع الليبي. وتواجه حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المدعومة من المجتمع الدولي، معارضة حكومة موازية في شرق ليبيا، الذي تسيطر على قسمه الأكبر قوات المشير خليفة حفتر. ومنذ الإطاحة بنظام الراحل معمر القذافي في 2011، غرقت ليبيا في أزمة انتقال سياسي وسط تدهور أمني واقتصاد منهار ونزاعات سياسية.
من جهة ثانية، أفاد مكتب الإعلام والثقافة التابع للقوات البحرية الليبية بتمكن جرّافة ليبية خاصة من إنقاذ 129 مهاجرا غير شرعي، بينهم 27 امرأة وطفلان، أغلبهم من دولتي جامبيا ونيجيريا، كانوا على متن قارب مطّاطي على بعد 6 أميال شمال مدينة زوارة في أقصى الغرب الليبي.
وأفاد المكتب في بيان نشره على صفحته الخاصة بموقع «فيسبوك» بأن العملية تمت مساء أول من أمس بتنسيق مع أفراد من نقطة زوارة لحرس السواحل، وذلك بعد تلقي بلاغ من أحد الصيادين يفيد بوجود مركب «دون محرك» تتقاذفه أمواج البحر.
وبعد عملية الإنقاذ، قام حرس السواحل بإيصال المهاجرين إلى ميناء زوارة وتسليمهم لجهاز مباحث الجوازات، بعد تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لهم بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر.
ونقل البيان إفادة بعض المهاجرين الذين قالوا «إنهم خرجوا من منطقة صبراتة، غرب طرابلس، قبيل فجر الجمعة، وعند الساعة العاشرة صباحاً هاجمتهم مجموعة مسلحة على متن قارب سريع، وقامت بسلب ممتلكاتهم الشخصية، ونزعت محرك القارب، وتركتهم تحت رحمة الأمواج، إلى حين وصول النجدة».
يذكر أن الشواطئ الليبية البالغة نحو 1900 كيلومتر، تعتبر المعبر الأمثل في نظر المهاجرين الأفارقة الطامحين للوصول إلى أوروبا بطرق غير شرعية، عن طريق عبور البحر الأبيض المتوسط باتجاه جزيرة لامبيدوزا التابعة لإيطاليا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.