البشير يتعهد بمزيد من الانفتاح... ويدعو الأحزاب للاستعداد للانتخابات

السودان يفتح ممراً ثالثاً لنقل الإغاثة لضحايا المجاعة بالجنوب

البشير يتعهد بمزيد من الانفتاح... ويدعو الأحزاب للاستعداد للانتخابات
TT

البشير يتعهد بمزيد من الانفتاح... ويدعو الأحزاب للاستعداد للانتخابات

البشير يتعهد بمزيد من الانفتاح... ويدعو الأحزاب للاستعداد للانتخابات

دعا الرئيس السوداني عمر البشير القوى السياسية للاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة عام 2020. وتعهد بأن تشهد الفترة المتبقية من دورته الرئاسية الحالية «مزيداً» من الانفتاح السياسي، وذلك عقب اكتمال تشكيل اللجان القومية، وقرب إعلان الحكومة الجديدة.
في غضون ذلك، رحبت «أوتشا» بإعلان السودان فتح ممر إضافي ثالث لنقل الإغاثة من مدينة الأبيض إلى مدينة أويل بجنوب السودان لنقل أطنان من المواد الإغاثية لمواجهة المجاعة في جنوب السودان.
وقال الرئيس البشير مخاطبا مجلس شورى حزبه «المؤتمر الوطني» إن السودان مقبل على مرحلة جديدة من الانفتاح، مبرزا أن اللجان الاتحادية والولاية المعنية اكتمل تكوينها، وذلك تمهيداً لإعلان حكومة الوحدة الوطنية الجديدة.
وتعهد البشير في كلمته لقادة حزبه بإتاحة الفرصة لحراك واسع للشعب، وحوار مفتوح حول «الوثيقة الوطنية»، وبأن تشهد المرحلة المقبلة من عمر البلاد مزيدا من الانفتاح في علاقاتها الخارجية بعد أن تجاوزت كثيرا من العقبات.
وفي الوقت ذاته، دعا البشير القوى السياسية بالبلاد للاستعداد لانتخابات 2020، مشيراً إلى تحسن علاقات البلاد العربية والأفريقية والآسيوية واللاتينية، بقوله إن «علاقات السودان في أحسن حالاتها».
وذكر البشير معاونيه بأن الحوار الوطني الذي نقل البلاد إلى هذه المرحلة، هو مبادرة من حزبه فاجأ بها الناس، وتمت حمايته حتى أوصل البلاد إلى وفاق سوداني، وشاركت فيه جل مؤسسات المجتمع السوداني، وقال بهذا الخصوص: «لم يتأخر عن هذا الإجماع إلا ما تبقى من الحركات المسلحة وبعض اليسار والإمام الصادق المهدي»، وتعهد باتخاذ إجراءات تتصل بالانتقال للمرحلة الجديدة، والدفع بها لأجهزة حزبه لإجازتها، وتجديد برامجه وقياداته.
يذكر أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي يترأسه الرئيس البشير، سيعقد مؤتمره «التنشيطي الرابع» اليوم بالخرطوم، وذلك لتنشيط عضويته وحثها نحو التعامل مع المرحلة المقبلة.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة السودانية عن فتح ممر إنساني ثالث لإيصال الإغاثة لدولة جنوب السودان التي تضرب بعض مناطقها مجاعة طاحنة، ويمتد من مدينة الأبيض وسط البلاد إلى منطقة أويل بجنوب السودان.
ورحب منسق الأمم المتحدة المقيم، ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان مارتا رويداس أمس بقرار الحكومة السودانية بفتح الممر الإنساني الثالث من نوعه في غضون أشهر، من أجل نقل المعونة من السودان إلى دولة جنوب السودان.
ونقل بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوشا» حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس، أن الممر الإضافي الذي يبدأ من مدينة الأبيض بوسط البلاد (حاضرة ولاية شمال كردفان)، إلى مدينة أويل بولاية بحر الغزال التابعة لدولة جنوب السودان، يتيح لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، نقل 7 آلاف طن متري من الذرة، لإغاثة أكثر من نصف مليون شخص، بحاجة عاجلة إلى المساعدات الغذائية.
ووفقاً للبيان، فقد قدم أكثر من 70 ألف طن متري من مختلف المواد الغذائية إلى دولة جنوب السودان من السودان خلال العام الحالي، وتتضمن 11 ألف طن متري من الذرة الرفيعة، في عملية كان البرنامج قد بدأها في الشهر الماضي من الأبيض إلى بانتيو في ولاية الوحدة، إثر فتح حكومة السودان ممرا إنسانيا ثانيا، إلى جانب الممر الأول عبر ولاية النيل الأبيض في السودان شمال شرقي دولة جنوب السودان.
وأوضح البيان أن الممرات الإنسانية تقلل من تكلفة نقل الغذاء بالاعتماد على العمليات الجوية، وتابع موضحا أن «هذه الممرات الإنسانية لا تسمح بتسليم المعونة الغذائية في الوقت المناسب فحسب، لكنها تساعد أيضاً في تقليل الاعتماد على العمليات الجوية، التي تكلف ما بين 6 و7 أضعاف تكلفة نقل الغذاء عن طريق النقل النهري والبري».
ومنذ نشوب الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر (كانون الأول) 2013، فإن أعداداً كبيرة من مواطني جنوب السودان فروا إلى السودان، وازداد العدد بوتائر سريعة بعد إعلان المجاعة في بعض مناطقه، ووفقاً لبيان «أوتشا»، فإن ما يقارب 400 ألف لاجئ يعيشون في السودان، لكن تقديرات حكومية سودانية تقول إن عدد اللاجئين قارب المليون بإضافة الذين لم يغادروا البلاد منذ انفصال جنوب السودان 2011، وإن أعدادهم في ازدياد مضطرد.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.