القوات العراقية تحرر طفلة إيزيدية خطفها «داعش» في 2014

أفراح دخيل سبيت وبيعت وعثر عليها في غرب الموصل

لقطة من تسجيل فيديو للطفلة الإيزيدية أفراح دخيل وهي تتحدث لعنصري أمن بعد تحريرها في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
لقطة من تسجيل فيديو للطفلة الإيزيدية أفراح دخيل وهي تتحدث لعنصري أمن بعد تحريرها في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تحرر طفلة إيزيدية خطفها «داعش» في 2014

لقطة من تسجيل فيديو للطفلة الإيزيدية أفراح دخيل وهي تتحدث لعنصري أمن بعد تحريرها في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
لقطة من تسجيل فيديو للطفلة الإيزيدية أفراح دخيل وهي تتحدث لعنصري أمن بعد تحريرها في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)

حررت القوات العراقية طفلة إيزيدية في أحد أحياء غرب الموصل بعد ثلاثة أعوام من اختطافها وسبيها من قبل تنظيم داعش، حسبما أفاد ضابط عراقي رفيع أمس.
واختطف المتطرفون أفراح دخيل لدى اقتحامهم قرية كوجو الواقعة جنوب بلدة سنجار، المعقل الرئيسي للأقلية الإيزيدية شمال البلاد، مع والدتها وأخواتها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، قوله: «حررنا طفلة إيزيدية كانت مختطفة لدى الدواعش في حي التنك ولم تدل بمعلومات سوى أن اسمها أفراح دخيل وهي في الحادية عشرة من عمرها وأحلناها إلى المحكمة المختصة في حمام العليل لضمان حقوقها وحمايتها».
وبثت قوات الشرطة الاتحادية شريط فيديو قصيرا يظهر الفتاة التي بدا عليها الخوف وهي ترتدي الحجاب، فيما يحاول ضباط الجيش تقديم الطعام لها وطمأنتها، لكنها لم تنطق بكلمة.
وقال اللواء جعفر البطاط رئيس أركان الشرطة الاتحادية: «ليعرف العالم همجية هؤلاء الوحوش الذين يختطفون الأطفال ويبعدونهم عن عائلاتهم».
بدورها، أكدت النائبة الإيزيدية فيان دخيل التي ساعدت في تسليط أنظار العالم على المجازر التي اقترفها المتطرفون أن الطفلة تحررت بعد تزويد القوات الأمنية بمعلومات عنها. وأوضحت: «اختطفها الدواعش مع أمها وأخواتها خلال اجتياح القرية في 15 أغسطس (آب) 2014 وكانت تبلغ ثمانية أعوام، ونقلوهن إلى تلعفر وباعوهن إلى الموصل».
واجتاح المتطرفون في 2014 معقل الإيزيديين في قضاء سنجار على بعد 124 كلم غرب مدينة الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى، وارتكبوا مجازر بحق الرجال وسبوا النساء. واعتبرت منظمة الأمم المتحدة أن الجرائم ترقى إلى مستوى إبادة جماعية بحق هذه الأقلية الدينية. ويعيش مئات آلاف من الأقلية الإيزيدية في شمال العراق، خصوصا في سنجار التي تم استعادتها بعدما دُمرت المدينة بشكل كامل.
وسبى المتطرفون النساء وقاموا ببيعهن جواري داخل المناطق التي أعلنوا فيها إقامة ما يسمى «دولة الخلافة» ولا يزال نحو ثلاثة آلاف منهن محتجزات لديهم. وقالت فيان دخيل إن «داعش قام ببيع اثنين من الشقيقات في الرقة السورية، أما الأم والأختان الأخريان فأنقذن من خلال شرائهن من الدواعش ونقلهن إلى مخيم للاجئين قبل أن يشملهن برنامج إعادة تأهيل الناجيات في ألمانيا». وقرية كوجو مسقط رأس الناشطة في حقوق الإنسان نادية مراد التي منحت جائزة.
ولم يبق من أقارب أفراح دخيل في العراق سوى والدها وهو يعاني من مشكلات صحية، وأحد أبناء عمومتها الذي توجه لتسلمها من القوات الأمنية. وعثرت القوات العراقية على عشرات المقابر الجماعية بعد استعادة السيطرة على سنجار والمناطق المجاورة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.