نجح مانشستر يونايتد في إبهار باقي الأندية المنافسة على صدارة الدوري الإنجليزي بتكتيكاته الرائعة على استاد أولد ترافورد، وبات الآن لزاماً على أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي التوصل إلى سبيل يضمن لفريقه البقاء في الصدارة.
جدير بالذكر أن مانشستر يونايتد بقيادة المدرب جوزيه مورينيو ليس أول فريق يتمكن من إنزال الهزيمة بتشيلسي تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي، بل وتلك ليست الهزيمة الأولى التي يمنى بها تشيلسي بقيادة كونتي منذ تحوله إلى أسلوب لعب 3 - 4 - 3 في أكتوبر (تشرين الأول) وهو التحول الذي نجح في إحداث تحول بمسار الفريق خلال الموسم الحالي.
ومع ذلك، تبقى خصوصية هذه المواجهة متعلقة بحقيقة أن أي من الفرق الأخرى لم يفلح في القضاء على الخطورة الهجومية لتشيلسي بمثل هذه البراعة - في الواقع كانت تلك المرة الأولى منذ عقد لا يصوب خلالها أي من لاعبي تشيلسي كرة واحدة باتجاه مرمى الخصم في إطار مباراة بالدوري الممتاز. وفجأة، بدا أن التنافس على اللقب اشتعل من جديد، والآن أصبح أمام خصوم تشيلسي القادمين نموذجاً يمكنهم محاكاته في خضم محاولاتهم التغلب عليه.
الملاحَظ أن الاستراتيجية الرئيسية التي اعتمد عليها مورينيو تميزت بالبساطة ودارت حول مراقبة إدين هازار، رجل تشيلسي الخطير واللاعب الذي سبق أن دخل معه في مواجهة كبرى الموسم الماضي.
في الواقع، لا يعد ذلك مثيراً للدهشة بالنظر إلى أن مورينيو سبق له استخدام التوجه ذاته خلال مباراة ربع النهائي الأخيرة في إطار بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على استاد ستامفورد بريدج، وانتهت بهزيمته بهدف دون مقابل، وذلك عندما استعان بفيل جونز في هذا الدور، لكن أندير هيريرا تعرض للطرد بسبب مخالفة اقترفها بحق هازار عندما اقتحم اللاعب البلجيكي منطقته. وقد جرى تحميل هيريرا هذه المسؤولية هذه المرة، ونجح في الاضطلاع بالدور الموكل إليه على نحو ممتاز. ولم يفلح أي من لاعبي الدوري الممتاز، سوى لاعب جناح ميدلزبره السريع أداما تراوري، في التفوق على هازار في قدرته على التحكم بالكرة في مواجهة الخصوم خلال هذا الموسم.
ومع ذلك، لم يستطع القيام بمحاولة واحدة من تلك على استاد أولد ترافورد. في الواقع، لقد حرم من فرصة الاستحواذ على الكرة، بجانب حرمانه من مساحة كافية للتحرك. وهنا، يبدو هيريرا جديراً بالثناء ليقظته وحرصه خلال المباراة.
ومع ذلك، بدا من الغريب أن هازار وتشيلسي لم يكن لديهما أية خطة واضحة للتغلب على المراقبة المفروضة عليه، خصوصاً أن مورينيو سبق أن اتبع هذه التكتيكات خلال مواجهتهما ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي. وفي الوقت الذي اشتكى فيه مورينيو من أن طرد هيريرا شكّل نقطة تحول في مسار المباراة السابقة، فإن تشيلسي نجح بالفعل في المنافسة بقوة أمام مانشستر يونايتد قبل حصول اللاعب على البطاقة الحمراء، تحديداً نتيجة تحركات هازار وويليان اللذين تبادلا المراكز ونجحا في إرباك جهود المراقبة التي بذلها لاعبو مانشستر يونايتد.
وعلى ملعب أولد ترافورد، لم يُبدِ هازار قدراً كافياً من الذكاء التكتيكي لجر هيريرا نحو مراكز غير مريحة، الأمر الذي أضرَّ كثيراً بقدرات تشيلسي الهجومية. وجاء قرار كونتي بتبديل ظهيري الجناحين سيزار أزبيليكويتا وفيكتور موزيس بعد قرابة نصف ساعة، حيث وضع الأخير ناحية اليسار، الأمر الذي بدا أنه يكشف عن رغبة في شن المزيد من الهجمات عبر الجانب والسماح لهازار بالتحرك.
ونظراً لاضطلاعه بدور المراقبة، لم يشارك هيريرا سوى بدور ضئيل في الجهود الهجومية لمانشستر يونايتد. وعليه، كان من غير المتوقع أن يلعب التمريرة المحورية التي أثمرت الهدف الأول للفريق. كما اعترض كرة موجهة إلى هازار بذراع ممدودة، قبل أن يوجه كرة رائعة خلف خط دفاع تشيلسي لماركوس راشفورد وينجح في التغلب على الحارس أسمير بيغوفيتش المتقدم.
وقد ظهر مما حدث صواب قرار مورينيو بالبدء براشفورد بدلاً عن إبراهيموفيتش - في إطار مباراة كأس الاتحاد السابقة، مع تعرض النجم السويدي إبراهيموفيتش للإيقاف، ورغم الأداء الفاعل لراشفورد ونجاحه في التفوق على مدافع تشيلسي ديفيد لويز، فإنه خسر الفرصة الكبرى التي لاحت أمامه.
هذه المرة، لعب النجم الصاعد على نحو مشابه، وحظي بدعم أكبر مع تقدم جيسي لينغارد نحو الأمام للاضطلاع بدور مهاجم ثانٍ. كما أكد على إمكاناته كمهاجم فريد من نوعه. في بداية الشوط الثاني، نجح هيريرا في استثمار هجمة وسط الزحام أثمرت الهدف الثاني لمانشستر يونايتد.
وفي أعقاب الهدف الثاني، أدخل كونتي تغييرات، حيث استعان بالإسباني سيسك فابريغاس بديلاً عن موزيس، وكلف الأول باللعب عند قمة وسط الملعب. وقد تسبب ذلك في إرباك مؤقت في صفوف مانشستر يونايتد، مع لعب فابريغاس داخل المنطقة الطبيعية لهيريرا، وفجأة بدا قلقاً إزاء خطر إيقاف هازار وفابريغاس. إلا أنه في غضون خمس دقائق، دفع مورينيو بمايكل كاريك بدلاً عن لينغارد، لينتقل من أسلوب لعب 4 - 4 - 1 - 1 إلى 4 - 1 - 4 - 1، في الوقت الذي ركز كاريك على تحييد خطر فابريغاس.
في بعض اللحظات، بدا أن المباراة بأكملها أصبحت تدور حول الرقابة، مع ظهور مورينيو وهو يصرخ بعصبية تجاه الظهير الأيسر ماثيو دارميان كي يبقى على مراقبة لصيقة لويليان، البديل الآخر، خلال اللحظات الأخيرة من المباراة. في الواقع، تعد مثل هذه المراقبة الصارمة من الظواهر النادرة نسبياً في كرة القدم الحديثة. ومع هذا، فقد اعتمد سير أليكس فيرغسون على جونز في هذا الدور في مواجهة اللاعبين شديدي الخطورة - مثل غاريث بيل ومروان فيلايني وكريستيانو رونالدو - خلال موسمه الأخير.
كما أن استراتيجية لويس فان غال للضغط بوسط الملعب غالباً ما كانت ترتكز على ثلاث مهام للمراقبة. ويبدو مانشستر يونايتد معتاداً، أكثر من أي ناد آخر، على هذا التوجه، وإن كان من المشكوك فيه ما إذا كان يشكل استراتيجية ناجحة على المدى الطويل.
أما التساؤل الأكثر إلحاحاً فهو كيف يمكن لتشيلسي الاستجابة لهذه الهزيمة. لقد سلطت هذه المباراة الضوء على اعتماده على هازار في قيادة الهجوم، مع تركيز دييغو كوستا على الشجار مع ماركوس روخو. كما خضع بيدرو لرقابة لصيقة ولم يتوافر في وسط الملعب سوى قدر ضئيل للغاية من الإبداع قبل الدفع بفابريغاس.
وبإمكان كونتي الإشارة لغياب حارس مرماه كورتوا والظهير الأيسر ماركوس ألونسو كجزء من السبب وراء بطء حركة فريقه، لكن الأندية التي تحصد البطولات من المفترض تمتُّعها بالقدرة على التكيف مع غياب اثنين من لاعبيها الأساسيين. ومن المتوقع أن يواجه هازار خلال الفترة المقبلة مزيداً من المشكلات فيما يتعلق بالرقابة بعد النجاح الذي حققه مورينيو. ويجب على كونتي الذي اشتهر بذكائه التكتيكي خلال هذا الموسم، إيجاد حل لهذا الأمر.
هل تنجح فرق الدوري الممتاز في محاكاة خطة مورينيو أمام تشيلسي؟
بعد أن نجح يونايتد في فرض سيطرته تماماً على صاحب الصدارة وانتزاع فوز مستحق
هل تنجح فرق الدوري الممتاز في محاكاة خطة مورينيو أمام تشيلسي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة