السيسي يدعو خلال لقائه وزير الدفاع الأميركي إلى الحسم مع الدول الداعمة للإرهاب

مقتل 24 مسلحاً في سيناء بينهم قيادي بارز في «داعش»

الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس في القاهرة أمس
الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس في القاهرة أمس
TT

السيسي يدعو خلال لقائه وزير الدفاع الأميركي إلى الحسم مع الدول الداعمة للإرهاب

الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس في القاهرة أمس
الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس في القاهرة أمس

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب وتوجيه رسالة حاسمة إلى الدول التي تدعم الإرهاب بضرورة إيقاف تمويل التنظيمات الإرهابية أو مدّها بالسلاح والمقاتلين. وأكد خلال استقباله جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي، أمس، قوة العلاقات المصرية - الأميركية وصمودها أمام كثير من التحديات الصعبة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى حرص مصر أن تشهد العلاقات الثنائية انطلاقة قوية.
يأتي هذا في وقت أعلن فيه الجيش المصري مقتل قيادي بارز في تنظيم «أنصار بيت المقدس»، و23 آخرين من العناصر المتشددة، ضمن الحملات التي تقوم بها القوات المسلحة في شمال ووسط شبه جزيرة سيناء، للقضاء على باقي البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية.
وسبق أن التقى السيسي نظيره الأميركي دونالد ترمب مطلع أبريل (نيسان) الحالي... وشكلت زيارة السيسي لواشنطن نقطة تحول مهمة، في مسار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، كما زار السيسي مقر وزارة الدفاع الأميركية، والتقى ماتيس الذي أعلن أنه سيزور مصر قريباً.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، إن الرئيس المصري أعرب عن تطلُّعه لاستكمال التباحث مع الوزير الأميركي حول سبل تعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين، وإن وزير الدفاع الأميركي أكد تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات بما يُمكِّن الدولتَيْن من مجابهة التحديات غير المسبوقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأكد ماتيس قوة التعاون العسكري القائم بين البلدين والعلاقات الخاصة التي تربط بين وزارتي الدفاع المصرية والأميركية، مشيراً إلى حرص الولايات المتحدة على تفعيل هذه العلاقات ودفعها نحو آفاق أوسع. كما أوضح الوزير الأميركي خلال اللقاء أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط، مشيداً بجهودها في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن مواقفها بشأن دعم الاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها، مؤكداً دعم الولايات المتحدة الكامل للجهود المصرية في هذا الاتجاه.
ومصر حليف وثيق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، وتتلقى مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 1.3 مليار دولار سنوياً، بموجب اتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل برعاية أميركية.
وذكر السفير يوسف أنه تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين، ومناقشة سبل تعزيزه وتطويره خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية من أجل استعادة الأمن والاستقرار.
وتم أيضاً التباحث حول التحديات الإقليمية والدولية، خصوصاً مكافحة الإرهاب، حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة سواء العسكرية أو الآيديولوجية. وأكد السيسي في هذا الإطار ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب وتوجيه رسالة حاسمة إلى الدول التي تدعم الإرهاب بضرورة إيقاف تمويل التنظيمات الإرهابية أو مدِّها بالسلاح والمقاتلين.
في غضون ذلك، أكد المتحدث العسكري للقوات المسلحة العقيد تامر الرفاعي، أن القوات الجوية تمكنت من استهداف وتدمير عدد من البؤر الإرهابية فضلاً عن تدمير 4 سيارات خاصة بالعناصر التكفيرية، يأتي هذا في إطار مواصلة القوات الجوية دعمها لعناصر إنفاذ القانون لاستهداف أوكار العناصر الإرهابية.
وقُتِل مئات من أفراد الجيش والشرطة في هجمات من تنظيم أنصار بيت المقدس الذي بايع «داعش» في عام 2014 وغير اسمه لـ«ولاية سيناء» ثم «داعش مصر»... وتشن قوات من الجيش والشرطة هجمات يومية على عناصر التنظيم المتشددة. وتفرض السلطات المصرية حالة الطوارئ في بعض المناطق بسيناء منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014.
وأعلن المتحدث العسكري في بيان له عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، أمس، مقتل 19 تكفيرياً شديدي الخطورة منهم «أحد القادة البارزين داخل ما يسمى بتنظيم أنصار بيت المقدس، وهو رئيس اللجنة الشرعية بالتنظيم، المسؤول عن الاستجواب داخل التنظيم».
في السياق ذاته، أكد المتحدث العسكري أيضاً مقتل عنصرين من العناصر التكفيرية، وإصابة 3 آخرين، وتوقيف 3 أشخاص متورطين في دعم العناصر الإرهابية، كاشفاً عن أن عناصر تأمين الجيش الثالث الميداني تمكَّنَت من إحباط محاولتين لتهريب مبالغ مالية كبيرة إلى سيناء لتمويل العناصر الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإرهابية، فضلاً عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة على منطقة سانت كاترين وباقي المزارات السياحية بجنوب سيناء بالتعاون مع الشرطة المدنية... وتبنى تنظيم داعش الإرهابي هجوماً وقع قبل يومين على نقطة تفتيش أمنية بالقرب من دير سانت كاترين جنوب سيناء، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.