تل أبيب تتوقع بحث التسوية خلال زيارة ماتيس

أعضاء فرقة كشافة فلسطينية كاثوليكية يحيون عيد الفصح في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)
أعضاء فرقة كشافة فلسطينية كاثوليكية يحيون عيد الفصح في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)
TT

تل أبيب تتوقع بحث التسوية خلال زيارة ماتيس

أعضاء فرقة كشافة فلسطينية كاثوليكية يحيون عيد الفصح في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)
أعضاء فرقة كشافة فلسطينية كاثوليكية يحيون عيد الفصح في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)

تتوقع إسرائيل أن يطرح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ملف تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، خلال جولته الرسمية الأولى في المنطقة التي تبدأ غداً، وتشمل الدولة العبرية.
ورأت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن جولة ماتيس «تأتي بغرض تعزيز التوجه الجديد الذي يتبعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتشدد في مواجهة سوريا وإيران، وكيفية تطوير هذا الموقف بالتعاون مع حلفاء واشنطن في المنطقة».
وقالت المصادر، إن البنتاغون بقيادة ماتيس «يحاول دفع سياسة جديدة يكون فيها الفرز واضحاً بين الأصدقاء والأعداء، والتفتيش عن حلول للمشكلات التي تعوق تعاون الحلفاء فيما بينهم حتى الآن، ومنها البحث عن صيغة تتيح إنهاء الصراعات الإسرائيلية - العربية، وفي مقدمتها الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني».
ولفتت إلى أن الوزير الأميركي سيصل إلى تل أبيب الخميس المقبل، ويجرى له استقبال رسمي في مقر وزارة الدفاع، ثم يجتمع بنظيره أفيغدور ليبرمان. وفي اليوم التالي سيلتقي ماتيس مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومع الرئيس رؤوبين ريفلين. ثم سيزور «متحف الكارثة» الذي يخلد أحداث معسكرات الإبادة التي أقامها النازيون لليهود في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية.
وسيكون موضوع البحث المركزي «تطوير الشراكة الأميركية - الإسرائيلية في مواجهة الأخطار الأمنية»، بحسب المصادر. وسيسعى الإسرائيليون إلى الحصول على وعود إضافية لدعم أمن إسرائيل وتعزيز قدراتها العسكرية وضمان تفوقها النوعي على جميع دول المنطقة.
وكان ليبرمان قد زار الولايات المتحدة والتقى ماتيس الشهر الماضي. وشدد الطرفان على العلاقة الوثيقة بين الطرفين بعد اتفاق المساعدات الأمنية الأميركية.
وحسب المصادر السياسية في تل أبيب، فإن زيارة ماتيس تأتي «في وقت تناقش إسرائيل والولايات المتحدة مسألة استئناف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية»، علما بأن ماتيس يعتبر المستوطنات عقبة أمام حل الدولتين.
ويبدأ ماتيس جولته في السعودية غداً بهدف «تعزيز الالتزام بالتحالف الأمني الأميركي - السعودي»، بحسب البيت الأبيض. ثم يسافر إلى مصر حيث يشارك في مراسم إحياء ذكرى قتلى الجيش. وفي اليوم التالي يصل إلى إسرائيل، ومنها إلى قطر، ومن ثم إلى جيبوتي. وقال: «البنتاغون» إن «هدف الرحلة تعزيز الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة، والتحدث إلى الشركاء الاستراتيجيين في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومناقشة الجهود المبذولة للحفاظ على الاستقرار وهزيمة التنظيمات الإرهابية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».