أسرى {فتح} يعلنون إضراباً في السجون الإسرائيلية

أسرى {فتح} يعلنون إضراباً في السجون الإسرائيلية
TT

أسرى {فتح} يعلنون إضراباً في السجون الإسرائيلية

أسرى {فتح} يعلنون إضراباً في السجون الإسرائيلية

أصدرت حركة فتح في السجون الإسرائيلية، بيانا أعلنت فيه، بشكل رسمي، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام في السابع عشر من الشهر الحالي، للمطالبة بتحسين ظروف الاعتقال. وجاء في البيان، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «قررنا خوض معركة الحرية والكرامة حفاظا على كرامتنا من أجل حقوقنا الإنسانية البسيطة. ولذا نهيب بكم التعبير عن كل معاني التضامن والمساندة للإضراب التاريخي الذي ستقوده الحركة الأسيرة بتاريخ 17 - 4 - 2017. وإننا نتطلع إليكم وندعوكم لتنظيم أوسع حركة شعبية للتضامن مع الأسرى من خلال تنظيم المظاهرات والاعتصامات والمهرجانات».
واختار أسرى فتح يوم 17 الحالي، لأنه يصادف اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون كل عام يوم «الأسير الفلسطيني».
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أن «الإضراب يهدف إلى تحقيق عدد من حقوق الأسرى أبرزها: إنهاء سياسة العزل، وسياسة الاعتقال الإداري، والتواصل مع ذويهم، وعدد من المطالب الخاصة في علاجهم ومطالب أخرى».
وقال بيان الأسرى، إن «ما نطالب به بعد مضي عشرات السنين من الأسر والاعتقال والتحقيق والتعذيب والعزل الانفرادي والجماعي والمعاناة اليومية، هو تطبيق اتفاقيات جنيف على الأسرى، ونقلهم إلى الأراضي المحتلة عام 1967، ومنحهم حق التواصل مع ذويهم، من خلال تركيب هاتف عمومي وتأمين الزيارات مرتين في الشهر وليس مرة واحدة، بعد القرار المجحف الذي اتخذه الصليب الأحمر قبل عام، بتقليص الزيارات لواحدة في الشهر، والسماح لجميع أفراد الأسرة بزيارة ذويهم في السجون، ناهيك بالإهانات المتعمدة من قبل جنود الاحتلال على الحواجز العسكرية لذوي الأسرى وامتهان كرامة الأهالي».
ووجه الأسرى رسالة إلى الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وقيادة م.ت.ف والحكومة وقيادة الفصائل الوطنية والإسلامية، دعتهم «إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل الجاد والصادق للإفراج عن الأسرى، والتوقف عن حالة التجاهل والتقصير، ودعم ومساندة إضرابهم ونضالهم». كما دعت الأجهزة الأمنية لمساندة كل أشكال الحراك الشعبي والفعاليات الجماهيرية المتضامنة مع الأسرى.
ويوجد 6 آلاف و500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، موزعين على 22 سجنا بين سجون مركزية ومراكز تحقيق وتوقيف. وفي إحصائية جديدة لنادي الأسير، فإن من بين المعتقلين «62 أسيرة، بينهن 14 فتاة قاصر، ونحو 300 طفل».
وقال النادي، إن «عدد الأسرى المعتقلين إداريا بلع نحو 500 أسير، وإن هناك 29 أسيرا معتقلين قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو (للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل)». وأضاف النادي في بيانه، أن إسرائيل «نفذت منذ بداية العام الحالي، ألفا و597 حالة اعتقال، لـ311 طفلا و46 امرأة».
وحتى الآن، لم تبدأ إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أي حوار مع أسرى فتح، كما أنهم لم يعقبوا عليه. ويتوقع أن يشارك ألف أسير على الأقل في الإضراب على أن يرتفع هذا العدد تدريجيا.
وكان مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أعلن عن الإضراب بداية، وقال إنه سيخوضه مع باقي أسرى الحركة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».