هادي يدعو اليمنيين إلى {الالتحام بالجيش} لاستكمال التحرير

قال في خطاب أمام وجهاء القبائل إن الحوثي وصالح ونجله قادوا الانقلاب ومولوه

الرئيس هادي لدى إلقاء خطابه في الرياض (سبأ)
الرئيس هادي لدى إلقاء خطابه في الرياض (سبأ)
TT

هادي يدعو اليمنيين إلى {الالتحام بالجيش} لاستكمال التحرير

الرئيس هادي لدى إلقاء خطابه في الرياض (سبأ)
الرئيس هادي لدى إلقاء خطابه في الرياض (سبأ)

دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليمنيين إلى الهبة والالتحام بقوات الجيش الوطني والمقاومة من أجل تحرير المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية المدعومة من إيران. وتطرق هادي، في لقاء موسع برجالات السياسية ووجهاء القبائل ونخب يمنية متعددة، إلى تاريخ اليمن وما قدمه اليمن من مدد لجيوش الإسلام، وعرج على استمرار الميليشيات في السيطرة على عدد من المناطق. وقال الرئيس هادي، في اللقاء الذي عقد في الرياض وحضره أيضاً نائب الرئيس الفريق علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وأعضاء مجلسي النواب والشورى، إن «اليمن، الذي لا يمكن أن يكون بيد إيران أو أدواتها، لا يمكن أن يسمح باستهداف قبلة المسلمين ولا المساس بأرض الحرمين الشريفين من على ترابه الطاهر»، معتبراً أن الحضور الكثيف لتلك الشخصيات القادمة من الجبهات، يعبر «عن تماسك الشعب اليمني ويجسد وحدته الوطنية في مواجهة الانقلاب وعن عزمه الأكيد لاستعادة الدولة الضامنة لحقوق كل اليمنيين في إطار من المواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة، التي عبرت عنها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أصدق تعبير من خلال الدولة الاتحادية العادلة».
وتحدث هادي، مطولا، عن أهداف الانقلاب التي حصرها في عدة نقاط أبرزها: «انقلاب على الشعب اليمني من قبل عصابة باعت نفسها للمشروع الإيراني الذي يريد التحكم في اليمن واستهداف المنطقة كاملاً»، و«انقلاب على نضال الحراك الجنوبي السلمي، والثورة الشبابية السلمية التي قوضت المشروع العائلي وأنهت أحلام صالح وأبنائه في تملك اليمن، وكشفت الاستحواذ والإقصاء والتهميش، ووضعت بناء اليمن الاتحادي الجديد يمن العدالة والمساواة والشراكة بالسلطة والثروة هدفها.. فهو انقلاب للانتقام من الشعب اليمني الحر الذي لفظ الاستبداد والاستعباد»، إضافة إلى أنه «انقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أجمع اليمنيون عليها ووجدوا فيها حل كافة مشاكلهم المتراكمة منذ ستين عاما وتطلعاتهم لمستقبل آمن ومستقر»، وكذا «انقلاب على مسودة الدستور التي عكست مخرجات الحوار، ولعل أهم المضامين التي دفعتهم للانقلاب عليها هي إلغاء المركزية والاستحواذ على السلطة والثروة، وإنهاء مرحلة الإقصاء والتهميش، واعتماد التوزيع العادل للسلطة والثروة وإقامة الدولة الاتحادية التي لا يبقى فيها ظالم ولا مظلوم وإرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة وقيم المساواة والعدالة والمواطنة»، مؤكدا أن «هذا هو الهدف الحقيقي للانقلاب الذي قاده ثلاثي الشر على اليمن وأهلها، المتمثل في عبد الملك الحوثي وعلي صالح وأحمد علي عبد الله صالح الذي قاد عملية تمويل الانقلاب والترويج له».
ووجه الرئيس هادي عددا من الرسائل، الأولى «إلى أبناء شعبنا الصابر والمرابط، إلى كافة أبناء شعبنا من صعدة إلى المهرة، إلى كل الذين يعانون اليوم من شبح الانقلاب (...) ندرك جيدا حجم المعاناة التي تعيشونها، في وضع اقتصادي صعب وظروف معيشية قاسية وخدمات شبه منهارة، لكن لدينا ثقة كاملة بأننا سنتجاوز هذه المِحنة، والحكومة اليوم والسلطات المحلية تبذل جهودا دؤوبة ومخلصة لتطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات والمرتبات لكل المناطق حتى تلك التي ما زالت تقبع تحت قبضة الانقلاب».
وطالب الرئيس اليمني اليمنيين بـ«وحدة الصف ونبذ كل ما يفرق أو يشتت الجهد، وتذكر أن حزبنا ومذهبنا الأكبر هو اليمن الذي يجمعنا جميعا بكل ألوانا وأطيافنا، وغريمنا واحد هو الانقلاب وميليشياته وأشخاصه ومن وراءهم، الالتحام بالجيش والوطني في الجبهات، فليس لدينا ميليشيات. بل جيش وطني، استعادة الدولة بمؤسساتها وتقويتها هدفنا جميعا وعلينا مساعدة الحكومة والسلطات المحلية وتمكينها من القيام بأدوارها وعدم تعطيلها أو مواجهاتها في حال تعارضها مع مصالحنا الشخصية أو الجهوية أو الحزبية، اليمن والدولة هي قبيلتنا الكبيرة وشاهدنا جميعا ما حل بِنَا عدم أسقطت الدولة»، مؤكدا أن «عليكم أن تتكافلوا اجتماعيا وألا تتركوا مسكينا أو ضعيفا بينكم دون رعاية، وأن ترعوا حتى الأسرى وتحسنوا معاملتهم». وأضاف: «لا أتوقع من أي شيخ أو وجاهة اجتماعية أو حتى مواطن عادي أن ينام وهناك قطعة أرض في اليمن ما زالت ترزح تحت الميليشيات فما بالكم لو كانت قريتك أو مديريتك، هبوا هبة رجل واحد وخلصوا الوطن من هذا الوباء»، مشددا على أن حديثه لا يهدف إلى «إلغاء أو إقصاء أي مكون في اليمن، فأنتم أعلم الناس بما قدمناه حتى لا نستثني أحدا، لكننا لن نقبل بأي ميليشيات مسلحة تفرض إرادتها وخياراتها الطائفية أو المناطقية على اليمنيين، كما لن نقبل بعودة من لفظه الشعب بثورة عارمة في 2011».
وقال الرئيس هادي مخاطبا الشعب اليمني: «لقد قلت لكم سابقا وأكرر أمامكم، إننا اليوم لا نقاوم لأجل سلطة نريد البقاء فيها أو الحرص عليها، ولا لأجل تركة نورثها من بعدنا، ولا لأجل مشاريع ضيقة نؤمن بها، بل نقاوم لأجل عزتنا وكرامتنا، من أجل المساواة والعدالة والشراكة الحقيقية بالسلطة والثروة بين جميع أطياف شعبنا اليمني العظيم من أقصى الجنوب حتى أقصى الشمال، نقاوم اليوم بمختلف مناطقنا وتوجهاتنا ومذاهبنا لأجل اليمن الاتحادي الجديد، نقاوم اليوم لأجل أن لا يدنس منبع العروبة وألا يكون مصدر تهديد وقلق للجيران والعالم».
ووجه هادي الرسالة الثانية إلى دول التحالف، قائلاً: «إلى التحالف العربي الأصيل، إلى تحالف العز والكرامة والنصرة، بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم وإخوته قادة دول التحالف، لقد قدمتم أغلى ما تملكون، وهم خيرة شبابكم واختلطت دماؤهم بدماء خيرة شبابنا لأجل الحفاظ على منبع واصل العروبة، ولا يمكن أن ينسى الشعب اليمني ذلك، كما لا يمكن أن ينسى الكلمات الصادقة والمخلصة التي قالها أمير الشباب العربي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمام جمع من مشايخ وأعيان اليمن، وجسد فيها عمق الترابط ووحدة المصير والإصرار على تحقيق أهداف الحزم والأمل بألا يكون اليمن فريسة لإيران وأدواتها، وأقول له شكرا لك على أفعالك قبل كلماتك، فلقد أثبت أننا أمام جيل عربي أصيل قادر على أن يدافع عن كل شبر من أرض العرب».
وفي رسالته الثالثة، خاطب الرئيس هادي أسر «الشهداء» والجرحى، وجدد تعهده بعدم خيانة الدماء والتضحيات، فيما رسالته الرابعة كانت موجهة إلى المجتمع الدولي كاملا، وجدد فيها التأكيد لـ«أحرار العالم جميعا رغبتنا الصادقة للسلام، ورغبتنا في إيقاف الحرب، وإنهاء الانقلاب، المستند إلى المرجعيات الثلاث التي أجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم أجمع، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216، دون زيادة أو نقصان، دون التفاف».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.