الأمن التركي يوقف مئات المشتبهين بالانتماء لتنظيمات إرهابية

إجراءات مشددة على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مسلحين

الأمن التركي يوقف مئات المشتبهين بالانتماء لتنظيمات إرهابية
TT

الأمن التركي يوقف مئات المشتبهين بالانتماء لتنظيمات إرهابية

الأمن التركي يوقف مئات المشتبهين بالانتماء لتنظيمات إرهابية

ألقت قوات الأمن التركية القبض على نحو 1700 من المشتبه بانتمائهم لتنظيمات إرهابية في حملات أمنية في أنحاء البلاد على مدى الأسبوع الماضي. وذكر بيان لوزارة الداخلية التركية أمس (الاثنين) أن قوات الأمن ألقت خلال الأسبوع الماضي القبض على 1686 شخصا للاشتباه في صلتهم بتنظيمات إرهابية. وأضاف البيان أن من بين الموقوفين 77 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي و570 لارتباطهم بالمسلحين الأكراد بينما يشتبه في صلة 963 آخرين بحركة الخدمة التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا والتي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيها وتتهمها بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو (تموز) من العام الماضي. وأعلنت تركيا حالة الطوارئ عقب محاولة الانقلاب وأطلقت حملة اعتقالات موسعة استهدفت موظفي الدولة والجيش والشرطة والمعارضة السياسية أسفرت حتى الآن عن توقيف أكثر من 47 ألف شخص للاشتباه في صلتهم بحركة غولن وأكثر من عشرة آلاف للاشتباه في صلتهم بجماعات كردية مسلحة وتنظيمات يسارية محظورة. وكثفت أجهزة الأمن التركية من عمليتها في إطار الاستعداد للاستفتاء على تعديلات دستورية للانتقال إلى النظام الرئاسي الذي يوسع صلاحيات رئيس الجمهورية والمقرر إجراؤه في 16 أبريل (نيسان) الحالي. واتخذت السلطات التركية تدابير أمنية مشددة على حدودها مع سوريا لمنع تسلل العناصر المسلحة إلى أراضيها عبر الحدود مع سوريا في الفترة التي تستعد فيها للاستفتاء وأغلقت بوابة جليفاجوزو الحدودية (باب الهوى في الجانب السوري) أمام حركة العبور والتجارة لحين انتهاء الاستفتاء.
في سياق متصل، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن سبعة من قياديي حزب العمال الكردستاني قتلوا على أيدي قوات الأمن في محافظة ماردين جنوب شرقي البلاد.
وقال صويلو، في كلمة أمام تجمع مع أعضاء حزب الحركة الوطنية المعارض في مدينة طرابزون شمال شرقي تركيا: «قياديو حزب العمال الكردستاني الذين نفذوا هجمات إرهابية قاتلة في تركيا لقوا حتفهم في منطقة سافور في ماردين». كان الجيش التركي أعلن، السبت، تحييد 36 عنصراً من الحزب في عمليات خلال الأسبوع الماضي جنوب شرقي البلاد. ويستخدم الجيش التركي كلمة «تحييد» للإشارة إلى العناصر التي يتم قتلها أو إصابتها أو أسرها. وقال بيان للجيش إن القوات المسلحة حيّدت هذه العناصر في عمليات استهدفت مخابئ للعمال الكردستاني في المناطق الريفية بولايات ديار بكر، وشرناق، وبطمان، وتونجلي، وهكّاري، وكارص. وفي السياق نفسه، ضبطت قوات الأمن التركية، كميات كبيرة من الذخائر والمتفجرات التابعة للحزب في ولاية شرناق جنوب شرقي البلاد.
وقال بيان لوالي شرناق إن قوات الأمن تلقت بلاغاً حول وجود ذخائر في منطقة تقع بين قريتي «بوغدايلي» و«بستانجي» بقضاء «سيلوبي» في الولاية وتوجهت قوات الأمن إلى الموقع وعثرت على ذخائر ومتفجرات مدفونة تحت التراب بينها 19 عبوة ناسفة مصنعة يدويًا، و22 كيلوغراما من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار. كما ضبطت قوات الأمن في الموقع 9 كيلوغرامات من مادة «A - 4» المتفجرة، ومواد أخرى تستعمل في إعداد المتفجرات، فضلًا عن 462 رصاصة. وفي إطار العمليات المستمرة منذ 23 يوليو 2015 ضد حزب العمال الكردستاني أعلن وزير الدفاع التركي فكري إيشيك أمس أن قوات الأمن التركية تمكنت من تحييد 10 آلاف و91 مسلحا من الحزب منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.