حرم صديق للبيئة للجامعة الأورومتوسطية بفاس المغربية

قرض بـ74 مليون دولار من المصرف الأوروبي لتعزيز حوار الثقافات والتعاون العلمي

حرم صديق للبيئة للجامعة الأورومتوسطية بفاس المغربية
TT

حرم صديق للبيئة للجامعة الأورومتوسطية بفاس المغربية

حرم صديق للبيئة للجامعة الأورومتوسطية بفاس المغربية

وافق المصرف الأوروبي للاستثمار على منح قرض قيمته 70 مليون يورو (74 مليون دولار) للجامعة الأورومتوسطية بفاس المغربية. ويمثل القرض مساهمة كبيرة في تمويل إنشاء حرم الجامعة الأورومتوسطية بفاس الصديق للبيئة؛ حيث سيعزز هذا القرض البعد الإقليمي للجامعة، التي يتمثل دورها الأساسي في بناء الجسور الأكاديمية والعلمية والثقافية بين كلتا ضفتي البحر المتوسط.
ويمول القرض المقدم من المصرف الأوروبي للاستثمار بناء الحرم الجامعي الصديق للبيئة، بما يشمل مرافق التدريس والبحوث، والمنطقة الرياضية، والمكتبة، وتجهيزات ومعدات أخرى. وتأتي هذه المساهمة الكبيرة استكمالاً لمساهمات أخرى قدمها شركاء ماليون دوليون وأوروبيون ومغاربة، حسب بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه الأسبوع الماضي.
وتمثل الجامعة الأورومتوسطية بفاس مشروعاً رئيسياً للأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، وهو مبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، بهدف توفير القدرة على استيعاب أكثر من 6 آلاف طالب يمثلون مختلف جنسيات المنطقة الأورومتوسطية ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويُتوقع استفادة 80 في المائة من الهيئة الطلابية من تجارب القدرة على التنقل دولياً مع حصولهم على دبلومات مزدوجة. وحظي حرم الجامعة الأورومتوسطية بفاس الصديق للبيئة بالتقدير، من خلال الدعم الدولي الذي قدمته اللجنة التوجيهية للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف، باعتباره «حيزاً نموذجياً صديقاً للبيئة، يجمع بين الحياة الأكاديمية والبحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا في بيئة نظيفة، مستخدماً أحدث تكنولوجيات التنمية المستدامة».
ويوجد الآن طلاب من جنسيات مختلفة مسجَّلون ببرامج الجامعة الأورومتوسطية بفاس الأكاديمية والبحثية التي ينصبّ تركيزها على موضوعات مهمة؛ بغية تنمية المنطقة الأورومتوسطية، ودُشنت بالشراكة مع مؤسسات تعليم عالٍ مرموقة كمجموعة المعاهد الوطنية للعلوم التطبيقية، ومدرسة باريس المتعددة التقنيات، وجامعة فلورنسا، والجامعة المتعددة التقنيات بميلانو، والمتعددة التقنيات بتورينو، وجامعة بورتو، وجامعة مدريد المتعددة التقنيات، وجامعة كتالونيا المتعددة التقنيات، والمدرسة الوطنية للفنون الزخرفية، والكونسرفتوار الوطني للفنون والمهن، وجامعة باريس 1 بانثيون - سوربون. ويُتوقع الانتهاء من أعمال إنشاء الجامعة كاملة في تاريخ أقصاه 2019 - 2020.
من جانبه، صرّح البروفسور مصطفى بوسمينة، رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، بقوله: «أود التعبير عن صادق تقديري للدعم المقدم من المصرف الأوروبي للاستثمار للجامعة الأورومتوسطية بفاس، وأشيد بالدور النشط الذي تلعبه الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط في تحقيق هذا الإنجاز».
يذكر أن الجامعة التي اعتمدتها الدول أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط في عام 2012، تبرز كمركز امتياز جديد يساهم في الاستقرار والتكامل الإقليميين، من خلال تشجيع الحوار بين الثقافات والتبادل الثقافي والمعرفي والتعاون في ميادين التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وهي تهدف إلى بناء جيل جديد من الشباب بمواصفات متوسطية فريدة، بحيث يمكنهم لعب دور فاعل في إحداث تحول في المنطقة، انطلاقاً من وظائفهم المستقبلية بطريقة فعالة وتعاونية بين كلتا ضفتي البحر المتوسط.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.