الحمدالله: الخصومات ضمن تقشف عام ولم نمس الراتب الأساسي

مستشار عباس دعا سكان غزة إلى «إنهاء حكم حماس للتخلص من الظلم»

مناصرون لحركة «الجهاد الاسلامي» في غزة في مظاهرة منددة بالحصار ضد القطاع (أ ف ب)
مناصرون لحركة «الجهاد الاسلامي» في غزة في مظاهرة منددة بالحصار ضد القطاع (أ ف ب)
TT

الحمدالله: الخصومات ضمن تقشف عام ولم نمس الراتب الأساسي

مناصرون لحركة «الجهاد الاسلامي» في غزة في مظاهرة منددة بالحصار ضد القطاع (أ ف ب)
مناصرون لحركة «الجهاد الاسلامي» في غزة في مظاهرة منددة بالحصار ضد القطاع (أ ف ب)

دافع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله عن قرار حسم نحو 30 في المائة من رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة، بقوله إن ذلك جاء ضمن حالة تقشف عامة بسبب الأزمة المالية التي تمر بها السلطة.
وبعد يومين من الغضب والاحتجاجات في قطاع غزة على حسم الرواتب المفاجئ، قال الحمدالله في مؤتر صحافي من تونس التي غادرها أمس عائدا إلى الضفة الغربية: «الحكومة بدأت التقشف في المصروفات منذ العام الماضي في الضفة الغربية وكان القطاع الأول الذي تم البدء به هو قطاع الأمن، حيث تم تخفيض نفقاته بمقدار 25 في المائة، بالإضافة إلى تخفيض ميزانيات كثير من القطاعات، نظرا لانخفاض نسبة المساعدات الخارجية بنسبة 70 في المائة... نحن نعاني أزمة مالية كبيرة». وأضاف: «أما رواتب موظفي قطاع غزة، فالراتب الأساسي لم يمس، وإنما تم خفض بعض العلاوات، وتم إبقاء بعض العلاوات، حتى نستطيع إدارة الأزمة المالية التي نعاني منها».
وأعاد الحمدالله اتهام حماس بالسيطرة على مقدرات غزة، مضيفا: «نطالب حماس بتسليم قطاع غزة للقيادة الشرعية، فحماس تجبي جميع الإيرادات ولا تنفقها إلا على نفسها، ونحن نقوم بواجباتنا بالكامل تجاه أهلنا في القطاع، لقد تم صرف ما يقارب 17 مليار دولار في السنوات العشر الأخيرة على قطاع غزة، ونؤكد تصميم القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس على أنه لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة».
وكانت السلطة حسمت نحو 30 في المائة من رواتب موظفيها في قطاع غزة ما خلف عاصفة من الغضب والانتقادات.
ولليوم الثالث على التوالي، واصل موظفو السلطة في قطاع غزة الاعتصام في الشوارع والميادين العامة، وانضم المئات من الموظفين إلى آخرين في ساحة الجندي المجهول في غزة، وتعهدوا بالبقاء في المكان حتى تراجع الحكومة، وهو الشرط الذي وضعه مسؤولون في حركة فتح في غزة مقابل عدم استقالتهم من مواقعهم الحركية.
وفي رام الله، قرر ناشطون وحقوقيون ومنظمات أهلية أن ينضموا لفعاليات غزة، وأعلنوا عن مظاهرة أمام مقر مجلس الوزراء في رام الله، الاثنين المقبل، احتجاجًا على حسم الرواتب.
وقرر مشاركون في اجتماع دعا له الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان)، التحرك الشعبي والقانوني ضد الحكومة.
وينتظر الموظفون في غزة تدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعلم بالقرار قبل صدوره. ويفترض أن يلتقي عباس، اليوم السبت، أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح من أجل بحث الأمر. وتعهد مسؤولون في «المركزية» بتسوية الأمر وعلاجه، لكن تصريحات الحمدالله أثارت كثيرا من الشكوك حول إمكانية التراجع عن القرار الذي خلف عاصفة انتقادات وغضب. وحاول مستشارون للرئيس الفلسطيني ربط القرار بتشكيل حركة حماس حكومة جديدة في قطاع غزة.
واختار مستشار الرئيس للشؤون الدينية محمود الهباش في خطبة الجمعة أمس التي حضرها عباس التركيز على تشكيل حماس إدارة جديدة لقطاع غزة.
وقال الهباش إن ما تمارسه حماس هو «أخطر أنواع الظلم»، متهما الحركة بتوجيه طعنة لخاصرة الشعب الفلسطيني بتشكيلها إدارة جديدة لحكم غزة، فيما كانت السلطة تحث الخطى وتطرق الأبواب من أجل جمع كلمة واحدة.
وأضاف الهباش في خطبة الجمعة بمسجد التشريفات بالمقاطعة: «رغم موافقتهم المسبقة على حكومة التوافق فما معنى أن تشكل حماس حكومة جديدة تسميها لجنة أو حكومة أو إمبراطورية، العبرة في الجوهر، إنها حكومة انشقاق... انفصال... حكومة فرقة وحرام».
وتابع محذرا حماس: «عليهم أن يعلموا وعلى الذين يقفون من ورائهم من أعداء هذا الشعب أننا لا يمكن أن نسمح بتمرير هذه المؤامرة. الشعب الفلسطيني واحد، غزة ليست جزءا منفصلا عن فلسطين، غزة في القلب، في قلوبنا جميعا، في قلب القيادة وعقلها ووجدانها وضميرها».
ولمح الهباش إلى ضرورة أن ينهي أهل غزة حكم حماس عبر ثورة شعبية بقوله: «معاناة أهلنا في غزة يجب أن تنتهي مرة واحدة للأبد. كفى عبثا بمصير الشعب الفلسطيني يا حماس. علينا ألا نخجل وأن نضع النقاط على الحروف... يجب ألا نسكت على الفرقة والحرام الذي تمارسه حركة حماس منذ 10 سنوات».
ومضى يقول: «إلى متى يستمر ذلك، الجواب عند الشعب الفلسطيني عندنا جميعا، وبالأخص عند إخواننا أهل قطاع غزة. الجواب عندكم والفعل عندكم والقرار قراركم».
وأردف: «علينا أن نضع حدا وأن نأخذ على يد الظالم وأن نضرب على يده وأن نمنعه من الاستمرار في تمزيق الشعب الفلسطيني».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.