لبنان: أول جلسة محاسبة برلمانية للحكومة والحريري يستعرض الإنجازات

فرعون لـ «الشرق الأوسط» : لا قواسم مشتركة على قانون الانتخابات

لبنان: أول جلسة محاسبة برلمانية للحكومة والحريري يستعرض الإنجازات
TT

لبنان: أول جلسة محاسبة برلمانية للحكومة والحريري يستعرض الإنجازات

لبنان: أول جلسة محاسبة برلمانية للحكومة والحريري يستعرض الإنجازات

بدأ البرلمان اللبناني مناقشة حكومة الرئيس سعد الحريري، في أدائها للأشهر الثلاثة الماضية، وهي أول جلسة محاسبة للحكومة، التي دافع رئيسها عن أدائها، وعدد الإنجازات التي حققتها في فترة قصيرة جداً. ورغم تعدد الملفات المطروحة، فقد بقي قانون الانتخابات الأكثر حضوراً، لكن كلّ فريق أدلى برأيه المناقض للآراء الأخرى. وقد أكد الحريري أن «الحكومة ملتزمة بإجراء الانتخابات النيابية، وفق قانون جديد». واعتبر أن «الإنجاز الأهم الذي تحقق في عهد هذه الحكومة، هو تصحيح العلاقات مع الدول العربية الشقيقة»، مسجلاً لرئيس الجمهورية ميشال عون زياراته إلى المملكة العربية السعودية وقطر ومصر ومشاركة لبنان في القمة العربية.
وإذا كانت الجلسة البرلمانية لم تحمل جديداً على صعيد المحاسبة، أو التشريع رغم تناولها كل الملفات، فإن الأنظار تتجه إلى جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في القصر الجمهوري في بعبدا يوم الاثنين المقبل، للبحث في صيغة قانون الانتخاب المقدمة من وزير الخارجية جبران باسيل، لكن وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، بدا غير متفائل حيال نتائجها.
وأكد فرعون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا قواسم مشتركة بشأن قانون الانتخابات رغم ما يشاع عن تقارب في وجهات النظر». وقال: «حتى الآن لا أرى بوادر اتفاق، لأن الصيغة المقدمة من وزير الخارجية تحظى بمعارضة أطراف أساسية، وبالتالي لا توجد مشروعات أخرى مقبولة من الكلّ». ولم يستبعد فرعون «طرح الأمر على التصويت إذا لم يُؤمّن التوافق»، لكنه سأل: «هل ينال أكثرية ثلثي أعضاء الحكومة؟ هذا احتمال مستبعد». ورغم الضبابية القائمة، فقد ذكّر وزير التخطيط بأن «مجلس النواب هو صاحب القرار في قانون الانتخابات وهو من يحسم الجدل في نهاية المطاف».
ورأى الحريري في كلمة ألقاها في مستهلّ الجلسة البرلمانية، أن الحكومة «ولدت مع ولادة عهد جديد، أعطى أملا للبنانيين في إعادة الاعتبار إلى الدولة وللمؤسسات الشرعية». وقال: «بعد ثلاثة أشهر على نيل الحكومة الثقة نعود إلى المجلس النيابي بكم من الأعمال والإنجازات... التزام الحكومة بالبيان الوزاري خلال الفترة القصيرة هو التزام واضح يعكس صورة التضامن الحكومي والجهد المبذول من أجل معالجة كثير من المطالب المزمنة».
وذكّر رئيس الحكومة بأن «البيان الوزاري التزم بقانون جديد للانتخابات وبإجراء الانتخابات النيابية وفقا لهذا القانون، ومسألة القانون الجديد عمرها سنوات، وهي مسألة تم وضعها بعهدة القوى السياسية الممثلة جميعها في مجلس النواب وأكثريتها موجودة في الحكومة». وأكد أنه «لا مفر من قانون جديد، ونحن في سباق مع المهل الدستورية، ومسؤولية القانون الجديد هي مسؤولية وطنية مثلما هي مسؤولية حكومية، ونحن في الحكومة راهنّا على توافق سياسي تتم ترجمته في مجلس الوزراء... والرهان مستمر، ولكن إذا كان المطلوب نقل النقاش والتفاوض إلى طاولة مجلس الوزراء فنحن على استعداد لهذا الأمر».
وجدد الحريري التزام الحكومة «بإجراء انتخابات نيابية وبرفض الفراغ في السلطة التشريعية، لكن المدخل إلى هذا الأمر هو إنجاز قانون جديد، وأنا سوف أحرص في مجلس الوزراء على أن نعرض مشروع قانون قريبا إن شاء الله، يوم الاثنين المقبل سوف نعقد جلسة، وعندما نقره نرسله إلى المجلس النيابي الكريم». وتابع: «لقد وضعت الحكومة رؤية جديدة من أجل مواجهة النزوح السوري، تقوم على تثبيت الاستقرار الاقتصادي والتنمية وهذه الرؤية طرحتها باللقاءات الكثيرة العربية والدولية ومع الوزراء المعنيين، طرحناها على مؤتمر بروكسل، ونحن نطلب من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته».
وتطرق رئيس مجلس الوزراء اللبناني، إلى «أهمية ما أنجز على صعيد تصحيح العلاقات مع الدول العربية الشقيقة». وقال: «سأسجل في هذا المجال مبادرات فخامة الرئيس (ميشال عون) وزياراته إلى المملكة العربية السعودية وقطر ومصر ومشاركة لبنان في القمة العربية وكلمة فخامة الرئيس التي خاطبت كل وجدان عربي». وأشار إلى أن «لبنان جزء لن يتجزأ من العالم العربي، ووجود لبنان تحت سقف التضامن العربي التزام أخوي نؤكد عليه ومصلحة لبنان في التعاون مع أشقائه وليس بالتنكر لدورهم بدعمنا والوقوف معنا».
وبعد كلمة الحريري أعطي الكلام للنواب، فتحدث عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، الذي دعا إلى أن «يكون التوافق هو العنوان للاتفاق على قانون الانتخاب، لأن التصويت يؤدي للانقسام». فيما سجّل النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله، للحكومة إنجاز الموازنة بانتظار مناقشتها في لجنة المال. وسأل: «كيف تنفق الدولة وهي مديونة وتعاني من عجز في ميزانيتها؟».
أما رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، فدعا الحكومة إلى «تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، والسعي الجدي لهذا الموضوع قبل الانتهاء من المهل الدستورية». وطالب باسترداد القانون الانتخابي الذي أرسلته حكومته لإعادة دراسته أو إرسال قانون بديل.
وشدد عضو كتلة «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، على «التوافق فيما يخص قانون الانتخاب». وأكد أن «الهدف من قانون الانتخاب هو تصحيح تمثيل مختل دام لأكثر من 27 عاما». وقال: «نطمح ألا تمثل الأحزاب حصريا طوائفها، والمطلوب استعادة الثقة بهذا النظام وتغيير الحياة السياسية في لبنان».
بدوره، أعلن عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، أن «إنجازاً لافتاً حققته الحكومة على صعيد الموازنة، ولكن السؤال هل من حق كل موظف أن يعلن رأيه في الموازنة قبل مناقشتها في مجلس النواب؟»، معتبرا أنه «من الخطأ أن تقر موازنة من دون أرقام السلسلة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».