رئيس الصومال يرتدي الزى العسكري ويجري تغييرات في قادة الجيش

رئيس الصومال يرتدي الزى العسكري ويجري تغييرات في قادة الجيش
TT

رئيس الصومال يرتدي الزى العسكري ويجري تغييرات في قادة الجيش

رئيس الصومال يرتدي الزى العسكري ويجري تغييرات في قادة الجيش

للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للصومال ارتدى أمس محمد عبد الله فرماجو الزي العسكري، وأجرى تغييرات مهمة في قادة الجيش وأجهزة الأمن والاستخبارات، بعدما أعلن رسميا الحرب على الجماعات المعادية للسلام والاستقرار؛ بهدف القضاء عليها في جميع أنحاء البلاد.
وترأس فرماجو أمس ما يمكن اعتباره مجلس حرب، خلال جلسة لحكومة رئيس الوزراء الصومالي حسن خيري، تم خلالها تعيين قادة جدد لأجهزة الأمن، وإقليم بنادر الذي يشمل العاصمة مقديشو.
وبحسب مرسوم رئاسي صادر عن مكتبه، استعان فرماجو بجنرالات متقاعدين عدة مجددا لتولي أهم المناصب العسكرية والأمنية، حيث عين عبد الله سنبلولشي قائداً جديداً لأجهزة الأمن والاستخبارات، كما عين اللواء أحمد عِرفيد قائداً للجيش، واللواء عبد الله عانود رئيساً لهيئة أركان الجيش، واللواء عبد الحكيم سعيد قائداً لقوات الشرطة.
كما شملت التعيينات ثابت عبدي محمد محافظاً جديداً لإقليم بنادر، علما بأنه تولى في السابق منصب نائب السفير الصومالي بالعاصمة الأميركية واشنطون، إضافة إلى عمله نائب مدير الرئاسة.
وتأتي هذه التطورات بعدما صعّدت حركة الشباب المتطرفة من وتيرة عملياتها الانتحارية في قلب العاصمة مقديشو على مدى الأيام القليلة الماضية؛ مما أسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الجيش والشرطة، إضافة إلى المدنيين العزل.
ودعا فرماجو في مؤتمر صحافي عقده بالقصر الرئاسي (فيلّا الصومال) بمقديشو، الشعب إلى العمل والتعاون مع القوات الأمنية، من أجل رفع المعاناة التي يفرضها الإرهابيون.
وبعدما تعهد بالنصر وشن ما وصفها «حربا ضروسا»، ضد حركة الشباب، اعتبر فرماجو أن بلاده تخوض بالفعل «حرباً حقيقية وصعبة» ضد عناصر الحركة التي تهدد الأمن، ولفت إلى أن الوضع الأمني في البلاد «يتطلب يقظة وعقلية أمنية لمواجهة الإرهاب»، على حد قوله.
كما أعلن عن عفو عام لكل عناصر الحركة، الذين وصفهم بالمضلَّلين ممن تعرضوا للأفكار المغلوطة التي تتبناها القاعدة، وحثهم على الاستفادة من عفو خلال مدة شهرين، مؤكدا في المقابل أن حكومته التي يترأسها خيري ستركز بشكل كبير على جهود مكافحة الإرهاب والقضاء على ظاهرة الفساد والفقر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.