«غرفة دبي»: مبيعات التجزئة في الإمارات تتجاوز 71 مليار دولار في 2021

خبراء يؤكدون أهمية فهم تأثير التجارة الإلكترونية على القطاع

جانب من جلسات اليوم الأول لفعاليات الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة
جانب من جلسات اليوم الأول لفعاليات الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة
TT

«غرفة دبي»: مبيعات التجزئة في الإمارات تتجاوز 71 مليار دولار في 2021

جانب من جلسات اليوم الأول لفعاليات الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة
جانب من جلسات اليوم الأول لفعاليات الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة

توقعت غرفة تجارة وصناعة دبي توسع سوق التجزئة في الإمارات بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.9 في المائة، حتى عام 2021، لتتجاوز مبيعات التجزئة فيها نحو 261 مليار درهم (71 مليار دولار)، ارتفاعاً من تقديرات حجم سوق التجزئة الحالي في البلاد خلال عام 2016، التي قدرت بنحو 208.3 مليار درهم (56.6 مليار دولار)، وفقاً لبيانات حديثة.
وقالت الغرفة في أحدث تقاريرها إن أداء قطاع التجزئة في الإمارات خلال عام 2016 سجل نشاطاً إيجابياً في حجم الطلب، الذي يعكسه عدد الزوار إلى محلات التجزئة بمراكز التسوق، حيث سجل نمواً بنسبة 5.8 في المائة مقارنةً بعام 2015، في حين شهد العرض حسب إجمالي المساحة القابلة للاستئجار زيادة بنسبة 5 في المائة.
ولفت التقرير الذي صدر على هامش انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة، إلى وجود عوامل تسهم في تعزيز أداء القطاع، وأبرزها النمو المستمر في أعداد السياح، وتعدد فعاليات ومهرجانات المبيعات والتنزيلات، حيث يسهم القطاع حالياً بنحو 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات مما يجعله محركا رئيسيا للنمو في الاقتصاد المحلي.
وقال حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، إن الإمارة تتمتع بمزايا كثيرة تعزز تنافسيتها في سوق التجزئة، معتبراً أن التدفق المستمر للسياح وزيادة الدخل وجاذبية الإمارة للعلامات التجارية والابتكار في الخدمات والمنتجات عوامل تساعد في التوقعات الإيجابية لأداء القطاع.
ولفت التقرير إلى أن تجارة التجزئة في غير المحلات، التي تتمثل بشكل رئيسي في التجارة الإلكترونية، تشكل أقل من نسبة 3 في المائة من كل المبيعات، إلا أنها ظلت تكتسب زخما في الأعوام الأخيرة، ويتوقع أن تستمر في تسجيل نمو من خانتين على المدى المتوسط وذلك بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 21.9 في المائة.
من جهتها، قالت شركة فيزا إن المعاملات التجارية باستخدام البطاقات المصرفية قد ارتفعت بنسبة 5 في المائة خلال مهرجان دبي للتسوق 2016، مقارنة بعام 2015، الأمر الذي يشير إلى نمو الطلب على التجزئة في الإمارات.
وبحسب بيانات من «جيه إل إل» العقارية، فقد تمت إضافة نحو ربع مليون متر مربع في دبي خلال 2016، التي تعتبر أعلى زيادة مساحة تجزئة منذ عام 2010، وبذلك بلغ إجمالي المساحة التي يمكن استئجارها 3.4 مليون متر مربع، في حين أسهم عدم حدوث تغييرات رئيسية في المعروض بأبوظبي في استقرار إجمالي المساحة التي يمكن استئجارها عند 2.6 مليون متر مربع.
ويتوقع من سوق التجزئة في دبي إضافة نحو 717 ألف متر مربع من المساحات الجديدة بحلول عام 2018، أما أبوظبي فيتوقع أن تشهد زيادة 467 ألف متر مربع خلال الفترة نفسها. وعلى الرغم من التوقعات بأن يشهد الطلب نموا متوسطا على المدى القريب والمتوسط، فإن مثل هذه المستويات المرتفعة من المعروض قد تؤدي إلى تشبع السوق، مما قد ينتج عنه زيادة الضغوط على هامش الأرباح.
وقال التقرير إنه من المرجح أن يؤدي تحسن الثقة بالاقتصاد في خضم التعافي النسبي لأسعار النفط من أدنى مستوياتها خلال عقود، إضافة إلى التوقعات بتعافي الطلب على السياحة، خصوصاً من روسيا ورابطة الدول المستقلة وأوروبا، إلى تشجيع الإنفاق على تجارة التجزئة من قبل المقيمين والسياح على حد سواء.
ويُتوَقّع مستقبلاً أن يتلقى القطاع دعماً رئيسياً، حيث تستثمر دبي نحو 18 مليار دولار استعدادا لاستضافة «إكسبو 2020»، الذي بدأ في الفعل بزيادة فرص التوظيف في الإمارة، حيث ينعكس ذلك في المقابل على زيادة الدخل الذي بطبيعة الحال يتم إنفاقه جزئياً في سوق التجزئة المحلية.
إلى ذلك، ذهب مسؤولون ورؤساء لشركات تجزئة عالمية وإقليمية في منطقة الشرق الأوسط إلى أن توسع التجارة الإلكترونية بات واقعاً أمام القطاع، مما يغير ملامح تجارة التجزئة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يشكل ضرورة أمام العاملين في هذه الأسواق في التعاطي مع هذه المتغيرات الجديدة.
وقال إيان ماكارجيل، رئيس المنتدى العالمي لتجارة التجزئة: «يؤثر ما يعادل 0.64 سنت من كل دولار، يتم إنفاقه في متاجر البيع بالتجزئة، رقمياً في نظام التجزئة الحالي، الذي يتطور بسرعة، ويتوجب على تجار التجزئة التركيز في تفاصيل التجربة التي يقدمونها لضمان نجاحها ولبناء علاقات مثمرة طويلة الأمد مع العملاء، ويأتي هذا تحت شعار المؤتمر لهذا العام وهو (إثراء تجربة العملاء)».
وبيَّن ماكارجيل أن «المستهلكين لديهم الآن كثير من الخيارات، وبالتالي فإنه من المهم تميز العلامات التجارية في كل مستويات التجزئة». ووفقاً لدراسة حديثة أُجرِيَت للرؤساء التنفيذيين في قطاع التجزئة من قبل، فإن 69 في المائة من تجار التجزئة يخططون لزيادة الاستثمار في التحول الرقمي، و52 في المائة من تجار التجزئة لم يطوروا استراتيجية رقمية بعد. ويكمن دور المنتدى بالمساعدة في تشكيل مستقبل تجارة التجزئة العالمية من خلال الجمع بين أعظم العقول في عالم التجزئة لتبادل الخبرات وتطوير القطاع».
إلى ذلك، قال ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، إن مستقبل قطاع تجارة التجزئة في الإمارات يبدو مشرقاً، حيث تسهم عوامل رئيسية، مثل الازدهار الاقتصادي والنمو السكاني المطرد والزيادة في أعداد السياح وارتفاع الدخل واستضافة معرض «إكسبو 2020»، في تعزيز خطط التوسع في هذا القطاع في المستقبل. ونحن ندعو إلى التركيز على سعادة المستهلك وإثراء تجربته، بالإضافة إلى اعتماد الابتكار في صناعة التجزئة.
ولفت الغرير إلى أن التجارة الإلكترونية قد غيَّرَت كثيراً الطريقة التقليدية لممارسة الأعمال في قطاع التجزئة، حيث تشكل التجارة الإلكترونية حالياً نحو 5 في المائة من إجمالي تجارة التجزئة في دبي، وهناك توقعات بنمو هذه النسبة إلى نحو 10 في المائة، خلال السنوات الخمس المقبلة.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.