«عجائب العالم السبع».. الشبيهة بأرض المريخ

«عجائب العالم السبع».. الشبيهة بأرض المريخ
TT

«عجائب العالم السبع».. الشبيهة بأرض المريخ

«عجائب العالم السبع».. الشبيهة بأرض المريخ

هل خطر ببالك كيف يبدو المريخ؟ هنالك طبعا الصور الرائعة التي التقطتها المركبة التي جالت على أرضه، وأظهرت ترابه الأحمر وصخوره غريبة الشكل.. لكن هذا هو كل شيء. غير أن كريس ماكاي، العالم الفلكي والبيولوجي، قام أخيرا بزيارة بعض المناطق على الأرض الشبيهة بالكوكب الأحمر، محاولا التعرف عليها. وهو بذلك قد غامر في الوصول إلى أكثر البيئات قسوة لدراسة الشبه الكبير بينها، ومعرفة ما إذا كانت توجد حياة في الكواكب الأخرى. وفيما يلي ما يدعوه ماكاي «العجائب السبع للعالم الشبيه بالمريخ» كما عرضها في «واشنطن بوست»:
* صحراء «ناميب» Namib في أفريقيا الجنوبية، الجافة جدا ومصدرها الوحيد من الرطوبة هو الضباب. فأرض المريخ جافة جدا، لكنه ينعم بالضباب، حسب ماكاي. والصحراء هناك مليئة بالكثبان الرملية الكبيرة التي تشبه ما هو موجود على «تيتان»، أحد أقمار زحل، ولكن على نطاق أوسع في الأخير.
* بركان «أُول ديونو ليغاي» Ol Doinyo Legai في تنزانيا الذي ينفث حممًا كربونية سائلة جدا، مثل زيت السيارات، خلافا للحمم البازلتية التي نجدها في البراكين الأخرى. ومثل هذا التدفق المنتظم، قد يساعد في تفسير القنوات الطويلة من الحمم الموجودة على كوكب الزهرة.
* صحراء «أتاكاما» Atacama في تشيلي، التي تبدو مثل المريخ. وهي جافة لا تنعم سوى بيوم رطب أو اثنين خلال السنة. وهي قاحلة لا ينبت بها أي نبات.
* بحيرتا «أنترسي» Untersee و«فوستوك» Vostok في القارة القطبية الجنوبية، ذواتا الأرض القاسية الظروف جدا، المغطتان بالجليد، وما تحملان من إمكانات بوجود بكتيريا، أو حياة ميكروبية هناك.
* مرجل «غرايت غيزر» Great Geysir في آيسلندا الذي يطلق رشاشا من المياه الساخنة في الهواء إلى ارتفاع 200 قدم من ينابيع ساخنة جوفية. وكان قد عثر على مثل هذه المراجل الساخنة في قمر يدور حول كوكب نبتون، من قبل المسبار الفضائي «فويجر2»، وفي قمر يدور حول كوكب زحل عن طريق مركبة الفضاء «كاسيني».
* جبل «بيكو دي أوريزابا» Pico de Orizaba البركاني في المكسيك، الذي هو أعلى منطقة مشجرة في العالم، حيث تنمو أشجار الصنوبر في مناطق تعلو على سطح البحر بأكثر من 13 ألف قدم. ويقول ماكاي: «كل منطقة مسكونة في العالم ينبغي أن تكون مشجرة، لكن أشجار (بيكو دي أوريزابا) تبلغنا بمدى ما يتوجب علينا لتسخين المريخ بغية جعله ينمي الأشجار قرب خطه الاستوائي».



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً