تيلرسون في أنقرة الخميس في ظل قضايا معلقة مع واشنطن

على جدول أعماله الإرهاب وتحرير الرقة و«المناطق الآمنة» وغولن

تيلرسون في أنقرة الخميس  في ظل قضايا معلقة مع واشنطن
TT

تيلرسون في أنقرة الخميس في ظل قضايا معلقة مع واشنطن

تيلرسون في أنقرة الخميس  في ظل قضايا معلقة مع واشنطن

ذكرت مصادر دبلوماسية تركية، أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيزور أنقرة الخميس المقبل، حيث يجري مباحثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، كما يلتقي الرئيس رجب طيب إردوغان. وذكرت المصادر أن المباحثات ستركز بشكل أساسي على العلاقات التركية الأميركية، وبالذات على ملفات مكافحة الإرهاب، ومسألة تسليم الداعية فتح الله غولن - المقيم في أميركا الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) الماضي - إلى جانب بحث التطورات في سوريا والعراق، وفي المقدمة بحث إقامة «مناطق آمنة» في شمال سوريا، وعملية تحرير الرقة معقل «داعش» في سوريا. وفي المسألة الأخيرة، تطالب تركيا بمنع الميليشيات الكردية من المشاركة فيها، في حين تتمسك واشنطن بالأكراد حليفا رئيسيا في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
مصادر أميركية كانت قد أعلنت أول من أمس (الجمعة)، أن مباحثات تيلرسون في أنقرة ربما تكون حاسمة بشأن الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة. والمعروف أن السلطات التركية تطالب منذ مدة الولايات المتحدة بالتخلي عن تحالفها العسكري مع ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية الساعية لسوريا فيدرالية، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا انفصاليا مسلحا في تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكن واشنطن ترى أن المقاتلين الأكراد سيلعبون دورا رئيسيا في حملة استعادة الرقة، وتريد أن يعمل هؤلاء المقاتلون مع مقاتلين عرب في ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قوامها الرئيسي الميليشيا الكردية) التي دعمت واشنطن تأسيسها.
تركيا، من جانبها، تريد أن تعتمد الولايات المتحدة على فصائل عربية من المعارضة السورية لاستعادة الرقة التي يشكل العرب السواد الأعظم من سكانها، لكن الاقتراح لم يقنع المسؤولين الأميركيين، بحجة أنهم «غير واثقين بحجم وتدريب المقاتلين العرب المدعومين من تركيا»، ويخشون أن يؤدي ذلك إلى طول أمد العملية حال عدم الاعتماد على الميليشيات الكردية.
هذا، وكانت «وحدات حماية الشعب» الكردية قد أعلنت من قبل أن عملية تحرير الرقة ستبدأ في أبريل (نيسان) بمشاركتها رغم اعتراضات أنقرة، إلا أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن موعد أبريل مبكر جدا، لا سيما أن هناك معركة مهمة جارية الآن لاستعادة السيطرة على سد الطبقة على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من الرقة قد تستغرق أسابيع.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضا أن واشنطن لم تتخذ قرارا بشأن تشكيل قوة الهجوم الذي تدعمه في الرقة. وكان مسؤولون أكراد أعلنوا أول من أمس (الجمعة) أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش يساعد في تدريب قوة للشرطة، من أجل مدينة الرقة السورية، تأهبا لاستعادتها من قبضة التنظيم. ورفض الجيش الأميركي، من جهته، التعليق على أي أنشطة تدريب محددة لقوات شرطة، مع أن مسؤولا أميركيا قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن أيا كان من يوفر الأمن الداخلي يجب أن يعكس المكوّنات العرقية للسكان.
جدير بالذكر أن زيارة تيلرسون لأنقرة تأتي بعد اجتماع لشركاء التحالف الدولي للحرب على «داعش»، البالغ عددهم 68 في واشنطن الأربعاء الماضي، حيث اتفقوا على تكثيف العمليات ضد «داعش»، بما في ذلك في سوريا. وخلال الاجتماع قال تيلرسون إن واشنطن ستعمل على إقامة «مناطق استقرار مؤقتة» من خلال وقف إطلاق النار لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم في المرحلة المقبلة من قتال «داعش» والقاعدة في سوريا والعراق.
إلا أن الوزير الأميركي لم يكشف عن التفاصيل على الرغم من أن مسؤولا أميركيا قال إنه لم يتم الاتفاق إلى الآن بين جميع الوكالات الأميركية بشأن مكان هذه المناطق وكيفية إقامتها. والمعروف أن تركيا تسعى لإنشاء «منطقة آمنة» على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع على محور جرابلس - أعزاز بامتداد نحو 98 كيلومترا على الحدود التركية السورية تولت تطهيرها من «داعش» في إطار عملية «درع الفرات» التي تدعم فيها فصائل من الجيش السوري الحر.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.