قُتِل أكثر من 40 مدنياً في غارات جوية نفذتها خلال الساعات الـ48 الأخيرة طائرات يُرجَّح أنها تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، واستهدفت مركزاً لإيواء النازحين وحياً سكنياً في شمال سوريا، في الوقت الذي اتهم فيه تقرير حقوقي القواتِ الروسية بشنِّ مئات الهجمات غير المشروعة، مستخدمةً أنواعاً مختلفة من الأسلحة، من أخطرها الذخائر العنقودية، منذ دخلت هذه القوات كطرف في النزاع في سوريا إلى جانب النظام السوري نهاية سبتمبر (أيلول) 2015. وأكد التقرير أنه كان أسوأ وأوسع استخدام للذخائر العنقودية في العصر الحديث.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أول من أمس (الأربعاء)، بمقتل 33 مدنياً على الأقل، فجر الثلاثاء، في قصف للتحالف الدولي استهدف مدرسة تُستخدَم لإيواء النازحين في بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي. وأشار عبد الرحمن إلى أنه خلال خمس ساعات من عمليات الإنقاذ لم يتم انتشال سوى ناجيين اثنين من تحت الأنقاض.
وأفادت حملة «الرقة تُذبح بصمت»، التي توثق انتهاكات وممارسات تنظيم داعش، بأن المدرسة المستهدفة «كانت تؤوي ما يقارب 50 عائلة من النازحين».
وقال المتحدث العسكري الكولونيل جوزف إي سكروكا إن التحالف الدولي شن غارات «في هذه المنطقة»، في إشارة إلى المنصورة، وإن تحقيقاً يجري لكشف صحة المعلومات عن سقوط قتلى مدنيين. وأعلن التحالف الدولي، الأربعاء، عن شنه 18 غارة قرب الرقة الثلاثاء.
ومساء الأربعاء أعلن المرصد على أنه «علم من مصادر موثوقة أن ضربات التحالف الدولي التي استهدفت مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، عصر ذلك اليوم، أسفرت عن أكثر من 40 شهيداً وجريحاً ومفقوداً»، بينهم ثمانية قتلى و15 جريحاً على الأقل. وأضاف أن «ضربات التحالف استهدفت فرناً وعدة محال مجاورة له في الحي الثاني من مدينة الطبقة».
قال تقرير حقوقي إن القوات الروسية شنَّت مئات الهجمات غير المشروعة، في سوريا، مرتكبة جرائم ترقى لأن تكون جرائم حرب، مستخدمة أنواعاً مختلفة من الأسلحة، من أخطرها الذخائر العنقودية، وذلك منذ دخلت هذه القوات كطرف في النزاع في سوريا إلى جانب النظام السوري نهاية سبتمبر 2015. وأكد التقرير أنه كان أسوأ وأوسع استخدام للذخائر العنقودية في العصر الحديث.
وأشار التقرير الثاني لـ«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في هذا المجال، إلى أنه في المدة الواقعة بين 5 و7 سبتمبر 2016، وأثناء الاجتماع الدولي للمعاهدة الدولية لحظر الذخائر العنقودية في جنيف الذي أدان استخدام الذخائر العنقودية في سوريا، وثقت الشبكة 3 هجمات روسية بذخائر عنقودية، كما وَرَدَت للشبكة السورية لحقوق الإنسان أنباء عن تنفيذ قوات سوريا - روسية ما لا يقل عن 6 هجمات بالذخائر العنقودية ما زالت هذه الهجمات، بحسب التقرير قيد التحقيق والمتابعة.
وقال فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: «إنَّ مما يحزُّ في نفوسنا العجزُ الصارخ للأمم المتحدة عن ردع النظام السوري عن استخدام الذخائر العنقودية على الرغم من إدانة معظم دول العالم له وبشكل متكرر عبر الجمعية العامة، فكيف بإمكانها ردع دولة عظمى مثل روسيا؟!».
واعتمد التقرير على روايات شهود شاهدوا طائرات روسية وعلى معلومات من مراصد تتبع للمعارضة المسلحة وتستطيع إلى حدٍّ جيِّد تمييز الطيران الذي يقلع من قاعدة حميميم الجوية التي تُعتبر مركزاً عسكرياً روسياً، وقد استعرض التقرير 11 شهادة.
وتم توثيق ما لا يقل عن 121 هجمة بالذخائر العنقودية منذ 27 فبراير (شباط) 2016 حتى 27 فبراير 2017. وبإضافة هذه الهجمات إلى ما وثقته الشبكة في تقريرها السابق «القوات الروسية تفرش الأراضي السورية بالذخائر العنقودية»، يصبح عدد الهجمات الكلي ما لا يقل عن 175 هجمة بالذخائر العنقودية منذ بداية تدخل القوات الروسية في 30 سبتمبر 2015.
ووفقَ التقرير فقد تسببت تلك الهجمات في مقتل 93 مدنياً، بينهم 24 طفلاً، و13 امرأة، وإصابة ما لا يقل عن 417 شخصاً آخرين. ونالت محافظة حلب النصيب الأكبر من الهجمات العنقودية بـ89 هجمة، ثم محافظة إدلب بـ68، ثم محافظة حمص بـ9 هجمات، و3 لكلٍّ من محافظتي حماة ودرعا.
مقتل أكثر من 40 مدنياً في غارات لطائرات التحالف شمال سوريا
القوات الروسية تتفوق على النظام السوري في استخدام الذخائر العنقودية
مقتل أكثر من 40 مدنياً في غارات لطائرات التحالف شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة