{حماس} تصدر أحكاماً بالسجن على متشددين أطلقوا صواريخ

أول قرارات من نوعها لقضائها العسكري منذ سيطرتها على غزة

{حماس} تصدر أحكاماً بالسجن على متشددين أطلقوا صواريخ
TT

{حماس} تصدر أحكاماً بالسجن على متشددين أطلقوا صواريخ

{حماس} تصدر أحكاماً بالسجن على متشددين أطلقوا صواريخ

قضت محاكم عسكرية تابعة لسلطة حركة حماس في قطاع غزة، بالسجن الفعلي ضد ناشطين يستلهمون فكر «داعش»، بعد إدانتهم بتصنيع صواريخ وإطلاقها باتجاه مناطق إسرائيلية في غلاف القطاع خلال الأشهر الأخيرة.
وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها القضاء العسكري أحكاما من هذا النوع.
وذكرت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، أن محاكم تابعة للقضاء العسكري في غزة، قضت بالسجن لفترات تتراوح بين 5 إلى 7 أشهر، على ثلاثة معتقلين مناصرين لتنظيم داعش، كان جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس في القطاع، قد اعتقلهم قبل 4 أشهر.
وهذه الأحكام هي الأولى من نوعها التي تصدر بحق فلسطينيين في غزة، بتهمة إطلاق قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل. وتضمنت لوائح الاتهام التي وجهتها النيابة العسكرية، ما وصفته بمعارضة «سياسات الثورة»، وفق «القانون الثوري المعمول به».
وتمهد الأحكام الجديدة، لمحاكمة عشرات آخرين بالسجن لفترات زمنية أكبر. ويعتقل جهاز الأمن الداخلي لحماس نحو 550 من مناصري «داعش»، جرى تحويل معظمهم إلى محاكم عسكرية، على الرغم من أنهم مدنيون، لا يسمح القانون الفلسطيني بعرضهم على أي قضاء عسكري.
وكانت صحيفة «الشرق الأوسط»، كشفت في الثاني من مارس (آذار) الجاري، عن تقديم حماس عشرات من أنصار «داعش» إلى محاكم عسكرية في محاولة لردع تمدد التنظيمات المتشددة.
والعلاقة بين التنظيمات التي تطلق على نفسها اسم «السلفية الجهادية» وحركة حماس، متوترة إلى حد كبير ويشوبها الكثير من الخلافات. وحاول مناصرو «داعش»، الأسبوع الماضي، وضع المزيد من الضغط على حماس، من خلال إطلاق صواريخ على إسرائيل، في رسالة للحركة الإسلامية التي تحكم غزة، بأنهم قادرون على إشعال حرب في القطاع.
ويريد التنظيم إطلاق سراح عناصره من سجون حماس.
وبلغ عدد الصواريخ التي أطلقت من قبل مسلحين يعتقد أنهم من الجماعات المتشددة التي تناصر تنظيم داعش، منذ بداية العام الحالي، 6 صواريخ، أطلقت تجاه بلدات ومستوطنات غلاف قطاع غزة، ردا على «عمليات الاعتقال التي تشنها حركة حماس في صفوف الجهاديين وتعريضهم للتعذيب دون أي أسباب»، كما قالت جماعة «أحفاد الصحابة» التابعة لتلك الجماعات، في بيان لها.
وقال مركز ابن تيمية الإعلامي التابع لتلك الجماعات، في بيانات متتابعة: «سيواصل السلفيون جهادهم دفاعا عن المستضعفين في شطري فلسطين، الممزّقين على أيدي تنظيمات الخيانة، وسيعملون بقوة لكسر معادلة الردع اليهودية لغزة... لن يخنع السلفيون لمعادلة اليهود (حرب مقابل أي عمل جهادي انطلاقاً من غزة)، ليستفرد بالضفة ويحافظ على أمنه فترات طويلة، بمعادلة ردع يُسميها البعض هدنة».
وفيما تواصل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس ملاحقة المتشددين، تنشر المزيد من عناصرها وقواتها لمنع إطلاق الصواريخ في المناطق الحدودية، وتقوم بتفتيش السيارات التي تقترب من تلك المناطق، أو التي تمر عبر الشوارع الرئيسية التي تربط المحافظات ببعضها.
يذكر أن حماس، حكمت الأسبوع الحالي، على اثنين من تجار المخدرات بالإعدام. كما قضت المحكمة بالسجن لفترات متفاوتة ما بين 7 إلى 9 سنوات على عدد من التجار، مع الأشغال الشاقة، ودفع غرامات مالية بلغت ما يزيد عن 10 آلاف دينار أردني للشخص الواحد.
وقال رئيس هيئة القضاء العسكري في قطاع غزة، ناصر سليمان، إن هذه المجموعة من الأحكام هي باكورة الأحكام الصادرة عن القضاء العسكري، مشيرا إلى وجود نحو 30 قضية أخرى أنهت النيابة العسكرية التحقيقات بشأنها، وأحالتها للمحكمة العسكرية الدائمة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.