في آخر تطور للأزمات المتكررة التي تعيشها فنزويلا، قامت السلطات الفنزويلية بفرض مراقبتها على مخابز الدولة التي تصل إلى نحو 8 آلاف مخبز في أنحاء كاراكاس، وذلك للسيطرة على أسعار الخبز بعد أزمة جديدة اندلعت في البلاد.
أصحاب المخابز يزعمون أن ما توزعه الحكومة عليهم من الطحين لا يكفي الاستهلاك المحلي، وهو ما يدفع إلى حالات تكدس أمام الأفران، إلا أن الحكومة الفنزويلية ترى أن طمع أصحاب المخابز المحرك الرئيسي لهذه الأزمة، وذلك لأن الطحين يتم استخدامه لتصنيع الحلوى بدلا من الخبز.
وقامت السلطات الفنزويلية بتعيين جهاز خاص لحماية المستهلكين يهدف إلى مراقبة الأفران ومصادرة المخابز التي يتكشف أن أصحابها يستغلون الأزمة السياسية في البلاد ويقومون بانتقاص حق المواطن. ويبدو أن الأزمات التي تضرب فنزويلا تتزايد كل يوم، فكاراكاس أصبحت تتوالى عليها الأزمات سواء كانت سياسية أو اجتماعية اليوم تلو الآخر.
على الجانب الآخر وتحديدا السياسي، هناك أزمة دبلوماسية بين كاراكاس وبيرو، واندلعت هذه الأزمة في أعقاب لقاء رئيس بيرو بابلو كوكزينسكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. تصريحات الرئيس البيروفي بأن فنزويلا تشكل خطرا على أميركا اللاتينية كانت الشرارة التي أشعلت الأزمة بين البلدين.
وتتزامن الأزمة الدبلوماسية مع أزمة يعيشها الفنزويليون، ورغم ذلك فلا تزال حكومة الرئيس نيكولاس مادورو تنفي وجود أي مشكلات من الأساس، وتعمد إلى محاولة إخفاء هذا الواقع.
التصريحات البيروفية أثارت حفيظة النظام الفنزويلي الذي قام بالرد، ولكن بشكل وصف بغير الدبلوماسي وفقا للمصادر البيروفية، فقد وصفت الخارجية الفنزويلية وعلى لسان وزيرة خارجيتها الرئيس البيروفي بـ«الجبان»، وذلك للتجرؤ بالحديث عن فنزويلا وقادتها، كما وصف الرئيس الفنزويلي نظيره البيروفي بـ«الجرو».
الخارجية البيروفية استنكرت التصريحات الفنزويلية ووصفتها بغير الدبلوماسية، ودعت سفيرها في كاراكاس للتشاور، نظرا لتصاعد حدة الأزمة بين البلدين. وقالت الخارجية البيروفية إن مثل هذه التصرفات لا تصدر من دول لديها روابط وتمثيل دبلوماسي فيما بينها.
في الواقع، لا يعد هذا التوجه من جانب الرئيس مادورو مثيرا للدهشة، ذلك أن نظامه اعتاد افتعال أزمات دولية لتشتيت انتباه الرأي العام الداخلي عندما تتفاقم أزمة داخلية، حسبما يشير المحللون السياسيون.
وليست حكومة بيرو الوحيدة التي أصبحت تعامل فنزويلا على نحو مختلف، فعلى سبيل المثال قررت الأرجنتين، الرئيس الحالي لمنظمة السوق المشتركة في الجنوب، حرمان فنزويلا من حق التصويت، حتى تلتزم بالمتطلبات القانونية اللازمة لاندماجها الكامل في الاتفاق التجاري. وخلال زيارته الأخيرة إلى إسبانيا، أعرب ماكري خلال لقائه رئيس الوزراء الإسباني عن قلقه من تردي الأوضاع الاجتماعية والسياسية داخل فنزويلا، وقال: «إننا نتشارك في شعورنا بقلق عميق حيال معاناة الشعب الفنزويلي».
وأزمة الخبز آخر الأزمات التي تضرب فنزويلا مؤخرا بعد الأزمة السياسية مع جيرانها، إضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم في البلاد وانخفاض أسعار النفط الممول الرئيسي لمشروعات الدولة، إضافة إلى نقص السلع الأساسية والغذاء الذي لا يوجد في المحال، بسبب أزمات الاستيراد وانخفاض العملة المحلية.
الخبز آخر الأزمات الفنزويلية
السلطات تعين مراقبين لضبط الأسعار
الخبز آخر الأزمات الفنزويلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة