السعودية تجدد إدانتها لاستهداف النظام السوري قوافل المساعدات الإنسانية

مجلس الوزراء يثمن للقوات الأمنية إحباطها محاولات زرع ألغام وتهريب أسلحة ومخدرات

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
TT

السعودية تجدد إدانتها لاستهداف النظام السوري قوافل المساعدات الإنسانية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)

أبدت المملكة العربية السعودية بالغ القلق إزاء النتائج التي توصل إليها تقرير اللجنة الدولية الخاص بسوريا الذي عرضته أمام مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، وما تضمنه من جرائم إنسانية، وجرائم حرب ما زال يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه والميليشيات المرتزقة بحق الشعب السوري، خصوصاً في مدينة حلب، «ما تسبب في تدمير المدارس والمستشفيات ومصادر المياه والطعام وراح ضحيتها كثير من الأبرياء»، فيما جدد مجلس الوزراء، إدانة بلاده لاستهداف قوات النظام السوري الجوية قوافل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، الأمر الذي أدى إلى تعليق قوافل المساعدات في سوريا.
جاء ذلك، ضمن الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في قصر اليمامة بالرياض، يوم أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أطلع المجلس على نتائج جولته التي شملت كلا من: ماليزيا، وإندونيسيا، وسلطنة بروناي دار السلام، واليابان، والصين الشعبية، وما جرى خلالها من مباحثات رسمية ولقاءات مع قادة تلك الدول وكبار المسؤولين ورجال العلم والمعرفة والاقتصاد فيها.
وعبر المجلس عن امتنانه وتقديره لما تميزت به المباحثات التي أجراها الملك سلمان ولقاءاته مع قادة تلك الدول وكبار المسؤولين فيها وما أبداه من حرص على تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى آفاق أوسع لخدمة المصالح المشتركة، وما اتسمت به من تطابق في وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية، بما يخدم الأمن والسلم الدوليين.
وأطلع الملك سلمان، المجلس على فحوى الاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وعقب الجلسة، أوضح الدكتور عادل الطريفي، وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية، أن مجلس الوزراء أعرب عن الفخر والاعتزاز، لما صاحب الملك سلمان من تقدير وارتياح للتقدم الكبير الذي وصلت إليه العلاقات بين المملكة وتلك الدول، وتطرق في هذا السياق إلى الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لليابان ولقائه الإمبراطور أكيهيتو، وتسلمه الوسام السامي «زهرة الأقحوان»، تقديراً له من إمبراطور اليابان، ومباحثاته مع رئيس الوزراء شينزو آبي وكبار المسؤولين في اليابان، وزيارته لجمهورية الصين الشعبية ومباحثاته مع الرئيس شي جينبينغ، ولقائه رئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب تشانغ ديجيانغ، ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين، مؤكداً أن ما تم خلال الزيارتين من مباحثات ثنائية وتبادل لوجهات النظر بشكل معمق وما جرى خلالهما من توقيع كثير من الاتفاقيات وبرامج ومذكرات التعاون، يجسد في جانب المملكة واليابان «ما يربطهما من علاقات تاريخية واقتصادية وشراكة في إطلاق الرؤية السعودية اليابانية 2030 التي سوف تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين»، وفي جانب المملكة والصين «تأكيد على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتعزيز الإطار المؤسسي القائم للعلاقات، بما يضمن استمرارها والدفع بها نحو آفاق أرحب لمصلحة البلدين».
بينما ثمن مجلس الوزراء، في هذا السياق، لخادم الحرمين الشريفين أمره الخاص بإلحاق الطلبة والطالبات الدارسين حالياً على حسابهم الخاص في اليابان وجمهورية الصين الشعبية بالبعثة التعليمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حرصاً منه على تلمس احتياجات المواطنين والمواطنات والاهتمام بقضاياهم.
من جانب آخر، شدد مجلس الوزراء على المضامين القيمة التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، ممثلة في مجمعها الفقهي، تحت عنوان «الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحْكَمات الشريعة»، وتأكيده حرص السعودية على أن تقدم أنموذجاً يحتذى لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق الرفاه والتنمية الشاملة للمجتمع بما يتوافق مع القيم الإسلامية ويحافظ على الأمن المجتمعي والتآلف بين أفراده، ويعزز التمسك بدينه والثقة بين المواطن والمسؤول.
وبين الوزير الطريفي، أن المجلس ثمن أيضاً تدشين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حملة «وطن بلا مخالف» التي وافق على القيام بها خادم الحرمين الشريفين، في إطار رغبته في تسوية أوضاع مخالفي نظام الإقامة والعمل وأمن الحدود، ومساعدة من يرغب في إنهاء مخالفته وإعفائه مما يترتب عليه من عقوبات. كما نوه المجلس بتمكن رجال حرس الحدود بالحد الجنوبي من إحباط عدة محاولات لزرع ألغام أرضية وتهريب أسلحة وذخيرة ومخدرات، والقبض على المتورطين فيها، وضبط كثير من المتسللين، وعدم التهاون مع محاولات العناصر الإرهابية للاعتداء على المراكز الحدودية والتسلل لزرع الألغام الأرضية وتهريب المتفجرات والأسلحة والمخدرات.
وتطرق المجلس بعد ذلك، إلى نتائج زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة واجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبار المسؤولين في إدارته، مشيداً بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، ومؤكداً أن المباحثات «ستسهم في تعميق العلاقات وتمتينها، وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين».
وأعرب مجلس الوزراء، عن اعتزاز السعودية بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار ورعايتهم، مجدداً تأكيد بلاده، قيادة وشعباً، ترحيبها بجميع الحجاج والمعتمرين والزوار بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم، ومن مختلف أقطار العالم الإسلامي، وتسخيرها كل إمكاناتها المادية والبشرية لخدمتهم وضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم.
وأفاد الدكتور عادل الطريفي، بأن المجلس اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، حيث قرر، وبعد الاطلاع على ما رفعه وزير الخارجية، والنظر في قرار مجلس الشورى رقم: 6/7 وتاريخ 11 - 7 - 1437هـ، الموافقة على اتفاقية عامة للتعاون بين الحكومة السعودية وحكومة بوركينا فاسو، الموقعة في مدينة الرياض بتاريخ 16 - 5 -1437هـ، فيما أعد مرسوم ملكي بذلك.
ووافق، على تفويض وزير الصحة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأميركي، في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الصحة في السعودية، والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة في مجال البحوث الطبية المتعلقة بالأمراض المعدية، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية، ووافق كذلك على تفويض وزير الصحة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأردني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة في السعودية، ووزارة الصحة الأردنية للتعاون في المجالات الصحية، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
ووافق المجلس، على تفويض وزير الثقافة والإعلام - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانبين الأردني والكوبي، في شأن مشروعي مذكرتي تفاهم للتعاون، وتبادل الأخبار، بين وكالة الأنباء السعودية، وكل من: وكالة الأنباء الأردنية، ووكالة أنباء «برنسا لاتينا أميركان» الكوبية، والتوقيع عليهما، ورفع النسختين النهائيتين الموقعتين لاستكمال الإجراءات النظامية.
وفوّض المجلس، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة مؤسسة البريد السعودي - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأردني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين مؤسسة البريد السعودي، والبريد الأردني في مجال الخدمات البريدية للحجاج والمعتمرين، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة.
ووافق، على تفويض وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني - أو من ينيبه - بالتوقيع على مشروعي اتفاقيتين بين الحكومة السعودية، وحكومتي دولة قطر، وتشاد، في مجال خدمات النقل الجوي، ورفع النسختين النهائيتين الموقعتين لاستكمال الإجراءات النظامية.
كما أقر المجلس عدداً من الترتيبات، وذلك بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والاطلاع على التوصية المعدة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم: 11 - 38/24/د وتاريخ 21 - 4 - 1438هـ، ومن بينها: «استبعاد موقع جبال (الدغم) من مناطق رمل (السيليكا) المحجوزة للأنشطة التعدينية، الصادر في شأنه قرار مجلس الوزراء رقم (49) وتاريخ 5 - 3 - 1427هـ، وتسليم موقع جبال (الدغم) إلى أمانة منطقة الرياض، مع مراعاة أن يكون التسليم تدريجياً حتى انتهاء مدد الرخص داخل الموقع، وتشكيل لجنة في أمانة منطقة الرياض بعضوية ممثلين من الأمانة، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، تتولى الإشراف على إعادة تأهيل موقع جبال (الدغم)، وفقاً للشروط والضوابط المنظِمة لذلك».
ووافق مجلس الوزراء على استمرار مصلحة الجمارك العامة في العمل بقرار مجلس الخدمة المدنية رقم: 1391/1 وتاريخ 12 - 2 - 1430هـ، المتضمن صرف بدلات إلى منسوبيها في المنافذ الحدودية، وذلك لمدة ثلاث سنوات من تاريخ 26 - 3 - 1436هـ.
ووافق مجلس الوزراء على ترقية كل من: سعد بن عبد الله بن محمد العجلان على وظيفة «مدير عام الإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية» بالمرتبة الخامسة عشرة بقوات الدفاع الجوي بوزارة الدفاع، وحمد بن محمد بن صالح النافع على وظيفة «مستشار إداري» بذات المرتبة بوزارة الصحة، والدكتور سعود بن محمد بن عنيت الله الساطي على وظيفة «سفير» بوزارة الخارجية، وطارق بن عبد العزيز بن سليمان الحميدي على وظيفة «سكرتير خاص» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الداخلية، ومحمد بن شبيب بن محمد الدوسري على وظيفة «مستشار للشؤون الأمنية» بذات المرتبة بوزارة الداخلية، وأحمد بن عبد الرحمن بن عثمان اليحياء على وظيفة «مستشار أمني» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الداخلية، وسعد بن عبد الرحمن بن علي المديميغ على وظيفة «مستشار أمني» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الداخلية، ومحمد بن إبراهيم بن محمد النحاس على وظيفة «وكيل الوزارة المساعد للمراجعة» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الخدمة المدنية، وعبد الإله بن عبد الله بن عبد الرحمن السالم على وظيفة «مستشار إداري» بالمرتبة الرابعة عشرة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء.
كما وافق المجلس على ترقية الآتية أسماؤهم على وظيفة «وزير مفوض» في وزارة الخارجية وهم: سامي بن جميل بن عبد السلام عبد الله، ومسعود بن علي بن سراج الحارثي، ومحمد بن حسن بن أسعد جاد الله، وخالد بن يوسف بن محمد السلمي.
واطلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها نتائج الاجتماع «الثالث» لوزراء المياه في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في إسطنبول خلال المدة من 10 إلى 12 - 8 - 1437هـ، وقد أحاط المجلس علماً بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.



فريق سعودي ــ إماراتي في عدن لفرض الاستقرار شرق اليمن

منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)
منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)
TT

فريق سعودي ــ إماراتي في عدن لفرض الاستقرار شرق اليمن

منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)
منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)

وصل فريق عسكري سعودي - إماراتي إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في مهمة عاجلة تهدف إلى وضع الآليات التنفيذية لخروج القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، وذلك تحت إشراف مباشر من قيادة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.

ويبحث الفريق أيضاً الترتيبات المرتبطة بتسليم المواقع لقوات «درع الوطن»، وفق إجراءات منسّقة لضمان عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد. وتأتي هذه الخطوة استمراراً للجهود السعودية المكثفة لإنهاء التوتر في شرق اليمن، ورفض أي إجراءات أحادية اتخذها «الانتقالي» في حضرموت، والتي عدّتها قيادة التحالف محاولة لفرض واقع جديد بالقوة، أو جر المحافظة إلى صراعات داخلية تهدد السلم والاستقرار.

وبحسب مصادر خاصة تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن وصول الفريق العسكري يكرّس موقف الرياض الرافض لتحركات من شأنها خلق مناخ من عدم الثقة، أو تعميق الانقسام داخل مؤسسات الشرعية اليمنية.


فريق «سعودي - إماراتي» عسكري في عدن... وعودة قوات «الانتقالي» بإشراف «التحالف»

منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)
منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)
TT

فريق «سعودي - إماراتي» عسكري في عدن... وعودة قوات «الانتقالي» بإشراف «التحالف»

منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)
منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)

وصل فريق عسكري «سعودي - إماراتي» إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في مهمة عاجلة تهدف إلى وضع الآليات التنفيذية لخروج القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتيْ حضرموت والمهرة، وإعادتها إلى مواقعها السابقة، وذلك تحت إشراف مباشر من قيادة «تحالف دعم الشرعية» بقيادة السعودية.

ويبحث الفريق أيضاً الترتيبات المرتبطة بتسليم المواقع لقوات «درع الوطن»، وفق إجراءات منسّقة لضمان عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التصعيد.

تأتي هذه الخطوة استمراراً للجهود السعودية المكثفة لإنهاء التوتر في شرق اليمن، ورفض أي إجراءات أحادية اتخذها «الانتقالي» في حضرموت، والتي عَدّتها قيادة «التحالف» محاولة لفرض واقع جديد بالقوة أو جرّ المحافظة إلى صراعات داخلية تُهدد السلم والاستقرار.

ووفق مصادر خاصة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن وصول الفريق العسكري يكرّس موقف الرياض الرافض لتحركاتٍ من شأنها خلق مناخ من عدم الثقة أو تعميق الانقسام داخل مؤسسات الشرعية اليمنية.

ويأتي التحرك «السعودي - الإماراتي» في إطار مساعٍ أوسع لاحتواء الأزمة عبر الحوار، إذ تؤكد المملكة أن القضية الجنوبية «عادلة» ولا يمكن تجاوزها في أي تسوية سياسية، وأن حلها يجب أن يجري عبر جلوس جميع الأطراف اليمنية إلى طاولة مفاوضات شاملة، بعيداً عن فرض الأمر الواقع بالتحركات العسكرية.

ومنذ بداية الأزمة في حضرموت، قادت السعودية اتصالات مكثفة للحيلولة دون التصعيد العسكري، ولضمان خروج قوات «الانتقالي» من حضرموت والمهرة، وعودة مؤسسات الدولة للعمل بشكل طبيعي.

وتُشدد الرياض على أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن لا تحتمل فتح جبهات استنزاف جديدة، داعيةً جميع المكونات اليمنية إلى تحمّل مسؤولياتها، وإنهاء الخلافات، والعمل تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي، وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

إلى ذلك، جدَّد مصدر مسؤول في مكتب الرئاسة اليمنية الإشادة بجهود السعودية لخفض التصعيد، وإعادة تطبيع الأوضاع بالمحافظات الشرقية، مؤكداً أنها تضطلع بدور محوري في قيادة مساعي التهدئة، انطلاقاً من حرصها المستمر على أمن واستقرار اليمن وشعبه، وتحسين أوضاعه المعيشية.

وقال المصدر، بعد وصول الفريق العسكري السعودي - الإماراتي إلى عدن، الجمعة، إن الزيارة تأتي ضمن جهود البلدين لتعزيز وحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وإعادة تطبيع الأوضاع في المحافظات الشرقية لسابق عهدها، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ».

وأضاف المسؤول أن المشاورات التي سيُجريها الفريق ستتناول سبل معالجة الإجراءات الأحادية الأخيرة، بما في ذلك مغادرة أي قوات مستقدَمة من خارج المحافظات الشرقية، وتمكين الحكومة والسلطات المحلية من أداء مهامّها وفقاً للدستور والقانون، وعدم منازعتها سُلطاتها الحصرية.

وتابع المصدر: «قيادة الدولة ترى أن أي تصعيد إضافي مِن شأنه تبديد المكاسب المحقَّقة، وحرف الانتباه بعيداً عن المعركة ضد الميليشيات الحوثية، وتقويض جهود الإصلاحات الاقتصادية، ومفاقمة الأزمة الإنسانية في البلاد»، مؤكداً الحرص على تغليب الحلول السياسية، ودعم جهود السعودية والإمارات، والعمل الوثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين للحفاظ على وحدة الصف في «مواجهة التهديد الإرهابي الحوثي المدعوم من النظام الإيراني».

ونوَّه المسؤول اليمني بأن «الجهود الجارية تركز على إعادة الأوضاع إلى مسارها الطبيعي في المحافظات الشرقية، واحترام المرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، وفي المقدمة إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض»، وفقاً للوكالة.


غوتيريش يشيد بتقدم السعودية النوعي في الحكومة الرقمية

المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)
المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)
TT

غوتيريش يشيد بتقدم السعودية النوعي في الحكومة الرقمية

المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)
المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)

أشاد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، الجمعة، بما حققته السعودية من تقدم نوعي في مجال الحكومة الرقمية، عادّاً ما وصلت إليه نموذجاً دولياً رائداً، ويعكس التزاماً واضحاً بتطوير خدمات حكومية مبتكرة وفعَّالة.

جاء ذلك خلال زيارته والوفد المرافق، مركز الابتكار في هيئة الحكومة الرقمية بمدينة الرياض، حيث التقى محافظ الهيئة المهندس أحمد الصويان، بحضور الدكتور عبد العزيز الواصل مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك.

وأكد أمين عام الأمم المتحدة أهمية تعزيز التعاون المشترك لدعم المبادرات التي تسهم في بناء مستقبل رقمي متقدم يخدم التنمية العالمية.

أمين عام الأمم المتحدة لدى زيارته مركز الابتكار بهيئة الحكومة الرقمية بالرياض (واس)

وبحث الجانبان، خلال اللقاء، الموضوعات المشتركة بمجالات تطوير الحكومات الرقمية، ودعم الابتكار، وتعزيز استدامة منظومات التحول الرقمي، كما استعرضا جهود السعودية في التمكين الرقمي لدعم أهداف التنمية المستدامة ورفع كفاءة القطاع الحكومي.

وناقش اللقاء سُبل التعاون بين الهيئة ومنظمات الأمم المتحدة، خصوصاً في مجالات تبادل المعرفة، وتطوير المعايير الرقمية، وتمكين التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي، وتعزيز القدرات، وبناء شراكات تسهم في تحسين جودة الخدمات على المستوى الدولي.

غوتيريش يطَّلع على عرض مرئي عن استراتيجية الحكومة الرقمية بالسعودية (واس)

واطّلع غوتيريش على مركز الابتكار في الهيئة، الذي يضم مجموعة معامل متخصصة تشمل: مختبرات «الشمولية الرقمية، وتصميم الخدمات، والتجارب التعليمية، والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة»، وغيرها من المرافق الداعمة للابتكار وتطوير الحلول الرقمية الحكومية.

وقدّم فريق الهيئة عرضاً عن استراتيجية الحكومة الرقمية في السعودية، وما حققته من تقدم في مؤشرات الأمم المتحدة ذات الصلة، ما يعكس نضج التجربة الوطنية وتطور البنية الرقمية بالمملكة.