متهم بإخفاء أسلحة هجمات بروكسل خسر إحدى قدميه في سوريا

متهم بإخفاء أسلحة هجمات بروكسل خسر إحدى قدميه في سوريا
TT

متهم بإخفاء أسلحة هجمات بروكسل خسر إحدى قدميه في سوريا

متهم بإخفاء أسلحة هجمات بروكسل خسر إحدى قدميه في سوريا

تشتبه سلطات التحقيق القضائي البلجيكي، في أن بلال المخوخي (28 عاماً) قام بإخفاء الأسلحة التي تركها منفذو تفجيرات بروكسل في العام الماضي، وقال الإعلام البلجيكي، إن بلال المعروف أيضاً باسم أبو عمران، رهن الاعتقال منذ أبريل (نيسان) الماضي؛ وذلك للاشتباه في قيامه بدور مساعد في هجمات مارس (آذار) 2016 في بروكسل. وجرى اعتقال المخوخي (من أصول مغاربية) بالتزامن مع اعتقال كل من أصدقائه: البلجيكي هرفييه.بي، ومحمد عبريني أحد المشاركين في تنفيذ الهجمات في مطار بروكسل، وأسامة كريم الشخص الذي تعتقد السلطات أنه كان برفقة منفذ حادث مترو مالبيك في بروكسل يوم 22 مارس من العام الماضي. وحسب المصادر الإعلامية كان يبدو الأمر بالنسبة للمحققين أن المخوخي ربما أسهم بدور مساعد في التخطيط. ولكن بدأ التفكير في احتمالية قيامه بدور أكبر، وبالتحديد في إخفائه الأسلحة التي كانت بحوزة المشاركين في تنفيذ الهجمات، وقام المخوخي بعد ذلك بإعطائها لآخرين عادوا من سوريا.
وجاء ذلك بعد أن تضاربت أقواله في التحقيقات، فقد ذكر المخوخي في اعترافاته عقب اعتقاله أنه لم يذهب من قبل إلى السكن الذي كان يقيم فيه الأشخاص الثلاثة الذين شاركوا في تفجير مطار بروكسل، ولكن عقب تحليل عينات «دي إن إيه» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اعترف المخوخي بأنه زار السكن بالفعل ولكن لفترة قصيرة استغرقت 15 دقيقة، وأنه لم يلحظ شيئاً لافتاً للنظر، وتساءلت صحيفة «ستاندرد» اليومية البلجيكية: «هل وجود علم (داعش) داخل السكن لم يلفت نظر المخوخي؟!».
والأخير صدر ضده حكم بالسجن في قضية تتعلق بملف جماعة «الشريعة» في بلجيكا، وكان بلال قد سافر إلى سوريا وعاد منها بعد إصابته، وكان على صلة بجماعة «الشريعة» في بلجيكا التي جمّدت السلطات نشاطها على خلفية الاشتباه في نشاطها في عملية تسفير وتجنيد الشباب للسفر إلى الخارج للمشاركة في العمليات القتالية. وصدر حكم بالسجن على بلال من محكمة أنتويرب شمال البلاد لمدة 5 سنوات، منها عامان واجبة التنفيذ، وصدر حكم مشدد على مسؤول الجماعة، فؤاد بلقاسمي، الذي رفض كل الاتهامات التي أوردتها النيابة العامة في القضية التي حوكم فيها 32 شخصاً معظمهم محكوم عليهم غيابياً.
وعقب اعتقاله العام الماضي، قال المحامي أوليفييرا ديبونت إن موكله بلال المخوخي سيقاتل من أجل إثبات براءته أمام المحققين. وتابع المحامي البلجيكي، أنه «التقى بموكله ولمس لديه إصراراً على إظهار البراءة»، وأضاف المحامي: «هو إنسان هادئ ولديه ثقة كبيرة في القضاء البلجيكي». ولمح المحامي إلى أن بلال سبق أن أدين في قضية تتعلق بعلاقته بجماعة الشريعة في بلجيكا، ورغم أن الأمور صارت مع بلال بشكل طبيعي عقب تنفيذ العقوبة فإنه يبدو أن السلطات لا تزال تتعامل معه بناء على هذه القضية.
وعاد بلال من سوريا بعد أن تعرّض لإصابة أدت إلى فقدان قدمه اليمنى ويتحرك الآن على عكازين وقد أمضى العقوبة، وكان يقيم في منزل والديه في منطقة لاكين ببروكسل، وكان يوجد في قدمه اليسرى طوق إلكتروني للمراقبة، ولتحديد مكانه في أي وقت من جانب الشرطة.
وبالمصادفة تسلم بلال رسالة يوم الخامس عشر من مارس 2016، تفيد بضرورة الحضور إلى قسم الشرطة لتسليم الطوق الإلكتروني حول قدمه، وانتهاء فترة المراقبة الأمنية، وهو اليوم نفسه الذي جرى اقتحام المخبأ الذي كان يقيم فيه صلاح عبد السلام وشخص آخر في حي فوريه جنوب بروكسل، وبعدها جرى اعتقال صلاح ثم بعدها بأيام قليلة جرى تنفيذ تفجيرات مطار بروكسل ومحطة القطارات الداخلية في مالبيك. وتشتبه السلطات في وجود دور مساعد للشاب بلال في بعض التحركات المرتبطة بأنشطة مجموعة إرهابية.
وعلق عمدة أنتويرب، بارت دي ويفر، على هذا بالقول، بأنه لا يستطيع فهم ما يحدث، وتساءل قائلاً: «كيف لشاب عاد مصاباً من القتال في سوريا، وبعد أن أمضى عقوبة السجن، يشارك من جديد في مثل هذه الأنشطة؟!». وأعرب «دي ويفر» عن أمنياته بأن يقتل كل الذين سافروا للقتال في سوريا هناك، وإذا عاد أحد منهم لا بد من حبسه مدى الحياة.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.