أبو الغيط يأمل أن تشهد قمة عمّان حضوراً غير مسبوق

في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأردني

الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأردني خلال مؤتمر صحافي في عمان (إ.ب.أ)
الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأردني خلال مؤتمر صحافي في عمان (إ.ب.أ)
TT

أبو الغيط يأمل أن تشهد قمة عمّان حضوراً غير مسبوق

الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأردني خلال مؤتمر صحافي في عمان (إ.ب.أ)
الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأردني خلال مؤتمر صحافي في عمان (إ.ب.أ)

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن أمله في أن تشهد القمة العربية المقبلة حضوراً غير مسبوق، لافتاً إلى أن الجامعة وجدت تعاوناً كاملاً من الجانب الأردني في تنظيم القمة.
وقال أبو الغيط - خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، عقب مباحثاتهما اليوم بعمان - إن القمة العربية المقبلة تعقد في خضم مأساة يتعرض لها كثير من الدول العربية، وبالتالي سيكون هناك حاجة إلى كثير من الجهد المبذول، لافتاً إلى أن القمة المقبلة ستكون فرصة جيدة للغاية للقاءات الثنائية والثلاثية للم الشمل وتسوية أي مفاهيم خاطئة هنا أو هناك... متمنياً أن تكون قمة ناجحة وهناك إحساس بالرضا عما سوف يتحقق.
وأضاف أن الهدف من زيارته اليوم هو تقديم تقرير كامل للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء هاني الملقي ووزير الخارجية أيمن الصفدي، والاتفاق على كثير من المحاور والمنهجية التي سيتم بها تناول عمل القمة المقبلة، موضحاً أنه سيقدم للملك عبد الله الثاني مجموعة وثائق وتقارير تم إعدادها، سواء تقارير الأمين العام للجامعة أو تلك المتعلقة بتنفيذ قرارات القمم السابقة، وجدول أعمال القمة المقبلة، وكل ما يتعلق بترتيباتها.
ولفت أبو الغيط إلى أنه وجد التعاون الكامل من الجانب الأردني، والذي عرض كل التسهيلات لوفد الأمانة والأفكار الرئيسية، معرباً عن أمله في أن يكون هناك حضور غير مسبوق، والسبب معروف لأن هناك اعتراف بدور الأردن، متوقعاً أن يصدر عن القمة إعلان هام له تأثيره ونظرة مستقبلية حول كيف تكون الأحوال العربية.
وبشأن التدخلات الإيرانية في الدول العربية، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط - خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي عقب مباحثاتهما اليوم بعمان - «إن هذا الموضوع يحظى باهتمام كبير في اجتماعات الجامعة العربية سواء على مستوى المندوبين أو الوزراء أو القمة ذاتها، وعلى مدى السنوات الأخيرة كان هناك موقف واضح من القمم العربية والاجتماعات الوزارية وآخرها التي عقدت بالقاهرة يوم 7 مارس (آذار) الحالي، فكانت هناك مطالبة لإيران بأن تتوقف عن تصرفاتها فيما يتعلق بالافتئات على السيادة العربية، فضلاً عن أن هناك قرار فيما يتعلق بالجزر الإماراتية وهو قرار دائم وموجود.
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، قال أبو الغيط: «إن هناك أكثر من قرار يتناول الرؤية العربية لمكافحة الإرهاب، وهي تمثل منهجاً شاملاً في التعامل مع خطر الإرهاب».
من جهته، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، إنه ناقش خلال لقائه اليوم مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الاستعدادات حول القمة التي تتشرف المملكة الأردنية الهاشمية باستضافتها في منطقة البحر الميت نهاية الشهر الحالي.
وأوضح أنه تم خلال اللقاء استعراض الاستعدادات والخطوات التي يتم اتخاذها لضمان نجاح القمة العربية، ولأن تكون منبراً لحوار عربي صريح معمق مكثف حول كيفية التعامل مع القضايا والأزمات التي تعصف بالمنطقة، وأيضاً حول كيفية تعزيز العمل العربي المشترك بما يضمن قدرتنا على خدمة مصالح الأمة العربية وتحقيق طموحات شعوبنا العربية.
وأكد أن هناك توافق وجهد مشترك ما بين الأردن والجامعة العربية في هذا الصدد، فيعمل الجانبان بروح شراكة وأخوية وتنسيق متكامل حول كل الخطوات المطلوبة... منوهاً بأن هذا التعاون والتنسيق ستظهر نتائجه بشكل واضح على النجاح الذي سيتحقق للقمة.
وقدم وزير الخارجية الأردني الشكر لأبو الغيط على كل الجهود التي يبذلها كأمين عام لجامعة الدول العربية من أجل الإعداد للقمة، وعلى كل ما لمسه الأردن من تعاون وروح إيجابية.
ورداً على سؤال حول دعوة سوريا للقمة المقبلة، جدد الصفدي التأكيد على التزام الأردن بقرارات الجامعة العربية بهذا الشأن.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».