تجدد الاشتباكات بين طلاب جامعات مصرية وقوات الأمن وإصابة أربعة جنود

الحكم بالسجن على ثلاثة طلبة في المنصورة وإحالة 800 بالأزهر للتأديب

مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع يرفع إشارة {رابعة} أثناء محاكمته في العاصمة المصرية القاهرة أمس (أ.ب)
مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع يرفع إشارة {رابعة} أثناء محاكمته في العاصمة المصرية القاهرة أمس (أ.ب)
TT

تجدد الاشتباكات بين طلاب جامعات مصرية وقوات الأمن وإصابة أربعة جنود

مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع يرفع إشارة {رابعة} أثناء محاكمته في العاصمة المصرية القاهرة أمس (أ.ب)
مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع يرفع إشارة {رابعة} أثناء محاكمته في العاصمة المصرية القاهرة أمس (أ.ب)

تجددت أمس أعمال العنف في عدة جامعات مصرية ما أسفر عن إصابة أربعة مجندين، وضبط العشرات من طلاب جماعة الإخوان المسلمين، بينما تواصلت جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، و131 متهما من قيادات الإخوان وتنظيمها الدولي، في قضية الهروب من سجن وادي النطرون عام 2011، بالاتفاق مع كل من حركة حماس وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وفقا للتهم الموجهة إليهم في القضية.
وفي غضون ذلك أصدرت محكمة مصرية أمس حكما بالسجن على ثلاثة بجامعة المنصورة بينما أحالت جامعة الأزهر 800 طالب للتأديب. وهاجم طلاب، قالت الشرطة إنهم من «الإخوان» المصنفة في البلاد كـ«منظمة إرهابية»، قوات الأمن بالمولوتوف والألعاب النارية والحجارة أمام جامعات الأزهر والقاهرة والفيوم والمنصورة وغيرها.
وأفاد شهود عيان، أن «الشرطة استخدمت قنابل الغاز بشكل مكثف لتفريق المشاركين في تلك المظاهرات التي تأتي احتجاجا على حكم بإعدام 37 من مؤيدي الإخوان، وإحالة أوراق المرشد العام للجماعة محمد بديع و682 آخرين إلى مفتي البلاد تمهيدا للحكم بإعدامهم، في أحداث عنف وقتل وخطف وتخريب في محافظة المنيا بصعيد مصر، عقب الإطاحة بحكم الرئيس السابق».
ومن جانبه قال المستشار نير عثمان، وزير العدل المصري، «لا نقبل من أي دولة الاعتراض على أي حكم يصدر في مصر».
كما أكد الوزير أنه حريص على الرد على الجدل الذي أثير حول حكم إعدام المتهمين بالمنيا للتأكيد على استقلال القضاة، وليس الدفاع عن القضاة، مشيرا إلى أن القضاء المصري يضمن للمتقاضين الحصول على حقوقهم كاملة.
وأحرق طلاب الإخوان بجامعة المنصورة سيارة شرطة مما أدى إلى إصابة أربعة مجندين، كما حطموا غرفتين للأمن الإداري بالجامعة، عقب خروجهم في مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين وعودة الرئيس المعزول، حيث ألقى الطلاب الحجارة وزجاجات المولوتوف على القوات التي ردت بقنابل الغاز المسيلة للدموع.
وتشهد معظم الجامعات اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والطلاب المناصرين لجماعة الإخوان، خلفت عشرات القتلى والجرحى، وجرى فصل ومحاكمة مئات من الطلاب.
في سياق آخر، استأنفت محكمة الجنايات جلسات محاكمة مرسي، في قضية الهروب من سجن وادي النطرون، وظهر الرئيس السابق خلال سابع جلسات محاكمته مع المتهمين من قيادات الجماعة، داخل قفص حديدي مغلف بالزجاج العازل للصوت، قبل أن يسمح له رئيس الجلسة القاضي شعبان الشامي بالحديث عبر ميكرفون داخلي، قائلا «أنا مش سامع ولا كلمة واحدة من القاضي.. وطالبت من ساعة إطفاء جهاز التكيف لأن الدنيا هنا تلج، وأنت بتزعل (موجها كلامه للقاضي) عندما نتكلم وتغضب».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.