السيرك فن قديم يواجه الانقراض في تركيا

مدرسة تلقن فنونه للأطفال السوريين والعراقيين

أوزدمير توران طبيب أسنان يحترف المشي على الحبل في السيرك
أوزدمير توران طبيب أسنان يحترف المشي على الحبل في السيرك
TT

السيرك فن قديم يواجه الانقراض في تركيا

أوزدمير توران طبيب أسنان يحترف المشي على الحبل في السيرك
أوزدمير توران طبيب أسنان يحترف المشي على الحبل في السيرك

للسيرك تاريخ قديم في تركيا ولا يزال موجودا ويلقى إقبالا، وهناك الكثير من الجمعيات التي تعمل على إحيائه والحفاظ عليه ضمن الفنون التقليدية التي يخشى عليها من الانقراض.
ومع ذلك فهناك الكثير من المحترفين الذين يمارسون هذا الفن لعقود طويلة يرون أنه لم يعد يحظى بالاهتمام الكافي من جانب وزارة الثقافة والسياحة في تركيا.
ومن هؤلاء أوزدمير توران، البالغ من العمر 67 عاما، والذي يعمل في سيرك «أوراسيا» الذي يتنقل من مركزه في إسطنبول إلى مختلف المدن التركية في عروض تنقل الأجيال الجديدة إلى عالم الفن التقليدي الذي يسعد به الجميع كبارا وصغارا.
توران، وهو في الأصل طبيب أسنان، يمارس إحدى الألعاب الخطيرة، وهي المشي على الحبل منذ أكثر من 51 عاما، ويقول إنه لم يشاهد في تركيا شخصا آخر غيره يسير على الحبل بشكل احترافي وإن هؤلاء أصبحوا كالعملة النادرة الآن، لافتا إلى أن غالبية أساتذته الذين تدرب على أيديهم رحلوا عن الدنيا.
وقال إن أول أساتذته في هذا المجال كان البهلوان سليم أوكتولموش الملقب بـ«الفارابي»، وإنه انتقل لاحقا إلى مدينة موغلا غرب تركيا للعمل مع يعقوب الموغلاوي، الملقب بـ«بهلوان السلك اليعقوبي»، مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا أساتذة كبارا تأثر بهم كثيرا.
ولفت توران إلى أنه يشعر بسعادة كبيرة في هذه المهنة التي مارسها حتى الآن لأكثر من 51 عاما، وأنه يريد أن يستمر فيها حتى آخر لحظة في حياته، وأشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أدرجت هذا الفن على قائمة التراث الثقافي العالمي، وأن الوثب على الحبل هو أحد تقاليد الأتراك منذ القدم.
التقى توران ستة وزراء ثقافة وسياحة في الحكومات التركية حتى اليوم، وأخبرهم بأنه آخر من يمارس هذا الفن في البلاد وأنه لا يزال ينتظر الدعم حتى الآن للحفاظ على هذه المهنة.
بدوره، قال مدير سيرك أوراسيا ومؤسسه ثروت يالجين إن هدفهم هو الترويج لهذا الموروث الثقافي الذي يعود للأتراك ويمتد لـ4 آلاف عام، من أجل ترغيب الأجيال الجديدة فيه لافتا إلى الحاجة إلى مدارس سيرك في تركيا لنقل هذا الفن إلى الأجيال القادمة، علما بأن أول سيرك أقيم بالعاصمة العثمانية إسطنبول كان في القرن السابع عشر، ومنها انتقل إلى العالم. ووسط المخاوف على انقراضه في تركيا تقدم جمعية «الفن في كل مكان» في محافظة ماردين جنوب شرقي تركيا والواقعة على الحدود السورية دورات تعليمية للأطفال الأتراك والسوريين والعراقيين المتضررين من الحرب في بلادهم في مجال الفنون المختلفة، بما فيها فنون السيرك.
ويشارك الأطفال السوريون والعراقيون إلى جانب الأتراك، في دروس عن السيرك والرسم والموسيقى واللغتين الإنجليزية والتركية والحرف اليدوية بمدرسة «ميزوبوتاميا الاجتماعية للسيرك» في ماردين. وتقول بينار دميريل نائب رئيس جمعية «الفن في كل مكان» إن مدرسة السيرك التي افتتحتها الجمعية قبل 5 سنوات والتي تعد الوحيدة في تركيا، تقدم دروسا حول تطوير التكامل الاجتماعي وسلوك الأطفال، كما تساعد في أن يتخلص القادمون منهم من مناطق تشهد اشتباكات من الحالة النفسية السيئة التي خلّفتها الحرب.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.