تركيا والأردن تؤكدان العمل لتسوية قضايا المنطقة ومواجهة الإرهاب

رئيسا الوزراء بحثا الوضع في العراق وسوريا والقضية الفلسطينية

تركيا والأردن تؤكدان العمل لتسوية قضايا المنطقة ومواجهة الإرهاب
TT

تركيا والأردن تؤكدان العمل لتسوية قضايا المنطقة ومواجهة الإرهاب

تركيا والأردن تؤكدان العمل لتسوية قضايا المنطقة ومواجهة الإرهاب

أكدت تركيا والأردن اتفاق وجهات النظر فيما بينهما فيما يتعلق بالقضاء على الإرهاب من أجل إيجاد حل دائم للأزمة في سوريا. ودعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني هاني الملقي عقب مباحثاتهما في أنقرة أمس إلى عدم التمييز بين التنظيمات الإرهابية الناشطة في المنطقة وإبداء العزم على دحرها جميعاً بلا استثناء، لافتاً في هذا الصدد إلى وجود توافق في وجهات النظر بين أنقرة وعمّان.
وعبر يلدريم عن شكر بلاده للحكومة الأردنية لوقفتها التضامنية مع تركيا ضدّ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في منتصف يوليو (تموز) الماضي، لافتا إلى أنها أغلقت مدرسة تابعة لحركة الخدمة التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن في عمان ورحّلت العاملين فيها عقب المحاولة الانقلابية، التي تتهم السلطات التركية غولن بالوقوف وراءها، قائلا: «لن ننسى إطلاقا هذا التضامن الذي أبداه الشعب الأردني تجاه شعبنا».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي إن هناك تعاونا أمنيا واستخباريا بين الأردن وتركيا لمكافحة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف البلدين.
وأضاف خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره التركي بن علي يلدريم في أنقرة، أن المملكة الأردنية تقف إلى جانب تركيا ضد أي محاولة لزعزعة استقرارها.
وأشار إلى أنه بحث مع نظيره التركي القضايا المشتركة بين الجانبين وبحث الموضوعات المتعلقة بالسياسة والاقتصاد والسياحة بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب.
وقال الملقي إن «المباحثات مع الجانب التركي تناولت الموضوعين السوري والعراقي والقضية الفلسطينية، وشددنا على ضرورة دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية».
وأكد أن بلاده في حالة تضامن مع تركيا ضدّ جميع التنظيمات التي تحاول زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وستتابع التعاون معها لإزالة جميع العقبات التي تعترض أمن المنطقة وسلامتها.
وأشار الملقي إلى وجود صعوبات تعترض العلاقات الاقتصادية بين البلدين، منها الأوضاع الراهنة في سوريا، مشيراً إلى أنه تباحث مع نظيره التركي في سبل تطوير التعاون بين الجانبين في مجالات السياحة والصناعة وتم الاتفاق على أن يقوم وفد تركي يضم وزيري الاقتصاد والنقل بزيارة إلى الأردن لوضع برنامج عمل مشترك بين البلدين.
كان الملقي وصل إلى أنقرة أمس في زيارة لتركيا لبحث تعزيز علاقات التعاون في المجالات كافة لا سيما الاقتصادية والتجارية وتطورات الأوضاع في المنطقة. ورافق الملقي خلال الزيارة، التي استغرقت يوما واحدا تلبية لدعوة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بمناسبة مرور 70 عاماً على فتح سفارة أردنية في تركيا، وزراء: التخطيط والتعاون الدولي عماد فاخوري، والدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني، والدولة للشؤون القانونية الدكتور بشر الخصاونة، والصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب القضاة، والنقل المهندس حسين الصعوب، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين وممثلي القطاع الخاص.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء الأردني في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة عقب مباحثاته مع رئيس الوزراء التركي. وفي تصريحات حول الزيارة، قال السفير الأردني في أنقرة أمجد العضايلة إن «تركيا أكثر دولة تحملت أعباء الأزمة السورية ونحن نقدر هذا الدور المهم لها». وعبر العضايلة عن شكر بلاده لتركيا لدعمها وقف إطلاق النار في سوريا قائلا: «نأمل أن يُبنى على وقف إطلاق النار من أجل الوصول إلى تسوية سياسية في سوريا تحافظ على وحدة أراضيها ووحدة شعبها وسيادتها، كدولة مستقرة آمنة».
وشكر العضايلة الدول التي أسهمت في وضع حل لوقف إطلاق النار في سوريا، لا سيما تركيا وروسيا قائلا: «إننا ندعم وقف إطلاق النار ولذلك شارك وفد أردني في مفاوضات آستانة». وقال إن «الشعب السوري هو الذي سيقرر من سيحكم سوريا المستقبل»، لافتا إلى أن الأردن وتركيا أكثر بلدين استقبلا لاجئين سوريين وأن بلاده تستقبل نحو مليون و300 ألف لاجئ، وتركيا تستقبل أكثر من 3 ملايين أيضاً، وهما يواجهان التحدي نفسه، وأشار إلى أن «الوعود الكثيرة من المجتمع الدولي لم تكن بالحجم الكبير الذي نطمح إليه».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.