كثفت الولايات المتحدة دعمها المباشر وغير المباشر لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في الحرب على تنظيم داعش في ريف الرقة، حيث دفعت بجنود من قواتها الخاصة إلى خطوط الجبهة الأمامية ضد التنظيم بريف الرقة، بموازاة زيارات مسؤوليها إلى شمال سوريا للوقوف عند حاجات المعركة وفرص دعمها للقضاء على التنظيم.
وكشف مصدر مسؤول في «قوات سوريا الديمقراطية» أن وحدات من القوات الخاصة الأميركية: «يشاركون في المعارك ضد تنظيم داعش في جميع محاور القتال»، مشددًا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن القوات الأميركية «تقاتل على خطوط الجبهات الأولى والمباشرة ضد التنظيم».
وقال المصدر: «في السابق وفي بداية وجودهم في سوريا ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، كان الأميركيون يتولون التنسيق في غرف العمليات العسكرية، ويدفعون بمستشارين إلى الميدان، أما الآن فإن القوات الأميركية توجد في الخطوط الأمامية في كامل الجبهات المحيطة بالرقة»، موضحًا أنهم يتوزعون مع قوات سوريا الديمقراطية في جبهات الأرياف الشرقية والشمالية والغربية لمدينة الرقة.
وفي ظل معلومات عن وجود أكثر من 500 مقاتل وضابط ومستشار أميركي في شمال سوريا لقتال التنظيم وتنسيق المعركة ضده، لفت المصدر إلى «معلومات عن أن العدد سيزداد»، مشيرًا إلى أن الزيارات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين «ستنتج زيادة في عدد القوات الخاصة الأميركية الموجودة في الميدان». وقال: «عادة، تتم مناقشة هذه الأمور بين الضباط الأميركيين الموجودين في شمال سوريا، مع المسؤولين الأميركيين الذين يقومون بالزيارات، لكننا أبلغنا بمطالب من الضباط الأميركيين في سوريا بزيادة هذا العدد»، لافتًا إلى «توقعات بالاستجابة لتلك المطالب». وأضاف: «نلحظ هذه الزيادات عادة في الميدان من خلال توسيع رقعة الانتشار الميداني للقوات الأميركية».
وكان فوتيل أعلن الأربعاء لصحافيين رافقوه خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط، أنه قد يكون من الضروري زيادة عدد القوات الأميركية في سوريا. ومما قاله يومها: «أنا قلق جدا إزاء تمكننا من الحفاظ على اندفاعاتنا»، مضيفا: «قد نكون مجبرين على تحمل عبء أكبر».
وعن الدعم الجوي المستمر، أكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن تقدم الدعم الجوي لقوات سوريا الديمقراطية عبر مقاتلات وقاذفات تنطلق من قواعد جوية في العراق وتركيا، نافيًا أن تكون هناك طائرات مؤهلة لانطلاق الطائرات الأميركية في سوريا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن المروحيات الهجومية الأميركية لم تشارك بعد في العمليات ضد «داعش».
وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أعلن أن الجنرال جوزيف فوتيل قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، زار الجمعة شمال سوريا سرا، حيث التقى مسؤولين في هذه القوات التي تقاتل تنظيم داعش. وهي المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول عسكري أميركي هذه المنطقة السورية منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وجاءت الزيارة بعد أسبوع على زيارة غير معلنة قام بها النائب الأميركي الجمهوري جون ماكين من أجل زيارة القوات الأميركية ومناقشة الحملة الأميركية - الدولية للقضاء على تنظيم داعش، حيث التقى هناك مقاتلين أكراد بارزين إلى جانب القادة الأميركيين، كما زار مدينة كوباني القريبة من الحدود التركية والتي تسيطر عليها قوات كردية.
وفيما نقلت «الشرق الأوسط» عن مسؤول كردي يوم الجمعة الماضي تأكيده أن ماكين طرح فرضية أن يسمح الأكراد لقوات سورية مدعومة من تركيا الدخول إلى الرقة عبر مناطق سيطرتها في تل أبيض، نفى مصدر قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» أن يكون فوتيل بحث أمرا حول فتح ممر لدخول القوات المدعومة من تركيا ضمن مناطق سيطرة قواتنا». وقال: «لم يُطرح الموضوع أبدًا».
وكان الجنرال فوتيل قام بزيارة مماثلة لسوريا في مايو (أيار) 2016 والتقى مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية إضافة إلى مستشارين عسكريين أميركيين يعملون مع هذه القوات.
في غضون ذلك، أعلنت قيادة «غرفة عمليات غضب الفرات» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي تخوض معارك الرقة، أن قواتها بفصائلها المختلفة: «تستمر في عملية تحرير ريف الرقة ودير الزور»، لافتة إلى أن قواتها سيطرت خلال أقل من أسبوع على منطقة واسعة من ريف الرقة ودير الزور بسرعة كبيرة، حيث سيطرت على 1762كلم مربع من ريف الرقة ودير الزور، والسيطرة على 60 قرية و147 مزرعة من ريف الرقة، و46 قرية و19 مزرعة من ريف دير الزور. وأشارت إلى أن «حملاتنا ستستمر وأن قطع الطرق المؤدية إلى الرقة وعزل المدينة عن دير الزور باتت قاب قوسين أو أدنى».
قوات خاصة أميركية على الخطوط الأمامية ضد «داعش» بريف الرقة
مصدر في «سوريا الديمقراطية»: دورها تطور عن مجرد التنسيق والدفع بمستشارين إلى الميدان
قوات خاصة أميركية على الخطوط الأمامية ضد «داعش» بريف الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة