تدهور أستون فيلا... أين الخطأ؟

لم يعد الفريق يفكر في الصعود للدوري الممتاز بقدر ما يركز على تجنب الهبوط إلى «الدرجة الثانية»

توتنهام أطاح بأستون فيلا من كأس إنجلترا الشهر الماضي (أ.ب)  -  ستيف بروس يبدأ مشوار المعاناة مع أستون فيلا (رويترز)
توتنهام أطاح بأستون فيلا من كأس إنجلترا الشهر الماضي (أ.ب) - ستيف بروس يبدأ مشوار المعاناة مع أستون فيلا (رويترز)
TT

تدهور أستون فيلا... أين الخطأ؟

توتنهام أطاح بأستون فيلا من كأس إنجلترا الشهر الماضي (أ.ب)  -  ستيف بروس يبدأ مشوار المعاناة مع أستون فيلا (رويترز)
توتنهام أطاح بأستون فيلا من كأس إنجلترا الشهر الماضي (أ.ب) - ستيف بروس يبدأ مشوار المعاناة مع أستون فيلا (رويترز)

قررت ثلاثة أندية في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيون شيب) تغيير مدربيها في الأسبوع ذاته، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان كارديف سيتي يحتل المركز قبل الأخير في المسابقة بثماني نقاط فقط من 11 مباراة، لذا تعاقد مع نيل وارنوك ليكون بديلاً لبول ترالوب. وأقال ديربي كاونتي، الذي وجد نفسه في المركز العشرين بعشر نقاط من 11 مباراة، مديره الفني نيغيل بيرسون وتعاقد مع ستيف ماكلارين وأعاده للنادي مرة أخرى. وقرر أستون فيلا، الذي كان متساويًا في النقاط مع ديربي كاونتي لكن كان لا يزال لديه الطموح لإنهاء المسابقة في المركزين الأول أو الثاني المؤهلين مباشرة للدوري الإنجليزي الممتاز، التخلي عن خدمات المدير الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو والتعاقد مع ستيف بروس.
وشهدت الأندية الثلاثة تحسنًا فوريًا في النتائج عقب تلك التغييرات، إذ أثبت ماكلارين تفوقه مع ديربي كاونتي وقاده للفوز في ثماني مباريات من أول عشر مباريات له مع الفريق، كما أعاد وارنوك الاستقرار لكارديف الذي حقق الفوز في ستة لقاءات من التسع مباريات التي خاضها الفريق عام 2017، بما في ذلك الفوز على أستون فيلا وديربي كاونتي، لينتقل الفريق من مؤخرة الجدول إلى منتصف الترتيب.
وسرعان ما ظهرت بصمة بروس على أداء ونتائج أستون فيلا إذ لم يتذوق الفريق الهزيمة في سبع مباريات متتالية، حقق خلالها الفوز في أربع مباريات، وبدا وكأنه في طريقه لاحتلال أحد المراكز المؤهلة للدوري الإنجليزي الممتاز. لكن منذ مطلع العام الجديد ظهر الخوف مرة أخرى من اللعنة التي أصابت الفريق في المواسم الأخيرة. وبغض النظر عن عدد اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي أو هوية المدير الفني الذي يقود الفريق، بدا أستون فيلا فاقدا للثقة بشكل كبير.
في الحقيقة، لم يكن الفريق يقدم أداء سيئًا في ظل الإدارة الفنية لدي ماتيو، لكن اللاعبين لم يكن لديهم القوة الذهنية المطلوبة أو الحنكة في إدارة المباريات لكي يحققوا نتائج إيجابية، ففي بداية الموسم كان الفريق دائما ما يتلقى أهدافا في اللحظات الأخيرة، فقد خسر الفريق نقطة ثمينة عندما اهتزت شباكه بهدف في الدقيقة 85 من عمر اللقاء في المباراة الافتتاحية في الموسم أمام شيفيلد وينزداي، قبل أن يخسر نقطتين في كل مباراة أمام كل من هوديرسفيلد ونوتينغهام فورست وبرينتفورد وبرانسلي نتيجة تلقي أهداف في الدقائق 86 و87 و88 و90 على التوالي. وكان أستون فيلا هو الأفضل في معظم هذه المباريات، لكن عدم التركيز والأخطاء القاتلة في الأوقات الصعبة كلفت النادي الكثير تحت قيادة دي ماتيو.
وعندما نجح أستون فيلا في تحقيق الفوز في اللحظات الأخيرة أمام ريدينغ ثم على ملعبه أمام فولهام خلال أول ثلاث مباريات للفريق تحت قيادة بروس، بدت الأمور وكأن المدير الفني الجديد قد أعاد للاعبي الفريق الثقة في أنفسهم وفي قدرتهم على الخروج بالمباريات إلى بر الأمان، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى حالتها الأولى. ففي عام 2017 لم يحصل الفريق إلا على نقطة واحدة فقط من سبع مباريات، ليكون بذلك أقل فرق المسابقة حصدا للنقاط في العام الجديد، كما حصل الفريق على ثماني نقاط فقط خلال آخر 11 مباراة تحت قيادة بروس مقارنة بعشر نقاط خلال آخر 11 مباراة تحت قيادة دي ماتيو. وبات البعض يطالب برحيل بروس هو الآخر عن النادي، وهو الأمر الذي يمكن تفهمه في ضوء تلك النتائج السلبية.
وتلقى أستون فيلا هزيمة أخرى امام نيوكاسل، الاثنين الماضي، ويواجه ديربي كاونتي في مباراته المقبلة، ولو فشل في تحقيق الفوز في هذه المواجهة فإن عدد المباريات المتتالية التي لم يحقق فيها الفريق الفوز سيرتفع إلى 11 مباراة كاملة، وهو ما يعني دخوله منطقة الهبوط. في الحقيقة، لم يكن من المفترض أن يحدث ذلك لهذا النادي بالنظر إلى الأموال التي أنفقت والمواهب الموجودة داخل الفريق، ولذا فإن السؤال هو: ما الخطأ الكبير الذي أدى إلى ذلك؟
وألقى بروس باللوم على سوء الحظ والأخطاء الفردية. صحيح أن آستون فيلا قد بدأ بصورة قوية في آخر خمس مباريات، حتى في المباراة التي خسرها الفريق بثلاثية نظيفة أمام برينتفورد، لكن اللاعبين لم يتمكنوا من الاستفادة من تفوقهم المبكر واستثمار أنصاف الفرص التي تتاح لهم. ويكفي أن نعرف أن أكثر من 23.5 في المائة من الأهداف التي تلقاها أستون فيلا هذا الموسم جاءت من أخطاء فردية، وهي النسبة الأعلى بين جميع فرق المسابقة وبفارق كبير عن نيوكاسل يونايتد الذي، يحتل الصدارة، من حيث استقبال الأهداف الناتجة عن أخطاء فردية بنسبة 16 في المائة.
لقد خسر أستون فيلا آخر خمس مباريات على التوالي، لكن المباراة التي أثرت بقوة على ثقة الفريق بنفسه كانت المباراة التي انتهت بالتعادل أمام بريستون بهدفين لكل فريق، قبل أن تبدأ سلسلة الهزائم. كان أستون فيلا متقدمًا بهدفين دون رد خلال الشوط الأول، قبل أن يسمحوا لبريستون بالعودة إلى المباراة وإدراك التعادل. لقد سدد أستون فيلا 32 تسديدة خلال أول 30 دقيقة للمباريات الخمس الأخيرة، في حين تعرض مرمى الفريق لـ12 تسديدة فقط خلال الفترة ذاتها، وهو ما يعني أن الفريق يبدأ المباريات بقوة كبيرة ثم سرعان ما يتراجع المستوى. ومع ذلك، سدد الفريق 44 تسديدة وتعرض مرماه لـ47 تسديدة خلال الوقت المتبقي من هذه المباريات.
وبصفة أساسية، لقد نفدت أفكار الفريق وضعفت قوته وأصبح يشعر بالخوف من الفرق المنافسة ويعتمد بصورة أكبر على الكرات الطولية للأمام في شوط المباراة الثاني، منذ تولي بروس قيادة الفريق، ويكفي أن نعرف أن الفريق مرر 972 تمريرة في الشوط الأول للمباريات الخمس الأخيرة مقابل 837 تمريرة في الشوط الثاني لتلك المباريات. لقد تراجعت ثقة اللاعبين بأنفسهم ولم يعد الفريق يقدم حلولاً مبتكرة، رغم أن الفريق يضم عددًا من أفضل المهاجمين في المسابقة بأكملها.
وعلاوة على ذلك، بات يُنظر إلى أستون فيلا على أنه يستغل قوته المالية لإضعاف الفرق المنافسة في المسابقة من خلال التعاقد مع اللاعبين الأبرز بها. ومع ذلك، جاءت ثلاث هزائم من آخر خمس هزائم أمام أندية حصل أستون فيلا على أفضل لاعبيها في يناير (كانون الثاني) الماضي، وهي أندية برينتفورد ونوتينغهام فورست وبرانسلي، ولذا كان لفوز هذه الأندية على أستون فيلا مذاق مختلف تمامًا. ويطالب معظم جمهور أستون فيلا الآن برحيل بروس والتعاقد مع مدير فني لديه خبرة كبيرة في دوري الدرجة الأولى لكي يساعد الفريق على تقديم كرة قدم جميلة وممتعة ويحقق نتائج إيجابية في الوقت ذاته. والآن وبعدما أصبح أستون فيلا على بعد ست نقاط فقط من منطقة الهبوط، لم يعد النادي يفكر في الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز بقدر ما يفكر في تجنب الهبوط لدوري الدرجة الثانية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».