الصومال يحتفل اليوم بتنصيب فرماجو رسميًا رئيسًا للبلاد

الصومال يحتفل اليوم  بتنصيب فرماجو رسميًا رئيسًا للبلاد
TT

الصومال يحتفل اليوم بتنصيب فرماجو رسميًا رئيسًا للبلاد

الصومال يحتفل اليوم  بتنصيب فرماجو رسميًا رئيسًا للبلاد

وسط إجراءات أمنية مشددة وتحت وقع المخاوف من تكرار هجمات حركة الشباب المتطرفة، تشهد الصومال اليوم مراسم تنصيب رئيسها محمد عبد الله فرماجو في العاصمة مقديشو، وذلك بحضور عربي ودولي مهم.
وقالت مصادر رسمية إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء مقديشو، وبخاصة في محيط مقر الرئاسة المعروف باسم «فيلا الصومال»، حيث انتشرت قوات الأمن والجيش المعززة بوحدات من قوات حفظ السلام الأفريقية في شوارع المدينة.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إنه من المتوقع أن يعلن فرماجو، عقب الانتهاء من مراسم تنصيبه، عن اسم رئيس الحكومة الجديدة، الذي سيشكل بدوره الحكومة التي ينتظر منها القيام بتغطية جميع احتياجات الشعب الصومالي.
وأعلن فرماجو عن رصد مكافأة مالية قدرها مائة ألف دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى إفشال الهجمات التي تنفذ بالسيارات المفخخة في البلاد.
وخلال زيارته لجرحى التفجير الأخير، الذي أدى إلى مقتل 39 شخصا وإصابة 50 على الأقل قبل يومين في تفجير بسيارة مفخخة جنوب غربي مقديشو، تعهد فرماجو بأن تضمن الحكومة الصومالية توفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين في حادث التفجير، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة ستقدم مساعدات لأسر المواطنين الذين قتلوا جراء الهجوم.
ويأتي هذا العرض عقب تصاعد الأعمال الإرهابية التي استهدفت البلاد، وبخاصة في العاصمة مقديشو خلال الحملات الانتخابية النيابية ثم الرئاسية وما تلاها، في محاولة وصفتها السلطات بـ«اليائسة من حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم القاعدة، بهدف عرقلة التحول الديمقراطي في البلاد.
وبسبب الوضع الأمني سيغيب رؤساء دول وحكومات حليفة للصومال، فيما أعلنت مصر أن نائب وزير خارجيتها للشؤون الأفريقية السفير حمدي لوزا سيحضر حفل تنصيب فرماجو مبعوثا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى أن لوزا الذي وصل إلى مقديشو، يحمل رسالة من السيسي إلى فرماجو.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها، إن هذه المُشاركة في حفل تنصيب الرئيس الصومالي الجديد تأتي تأكيدًا لخصوصية العلاقات التاريخية المتأصلة بين البلدين، والتطلع لأن تشهد المرحلة المقبلة تحقيقًا للأمن والاستقرار والتنمية للشعب الصومالي الشقيق.
وكان فرماجو، الذي شغل في السابق منصب رئيس الوزراء وتعلم بالولايات المتحدة ويحمل جنسيتها، قد أدى في الثامن من هذا الشهر اليمين القانونية بعدما حقق تقدما مريحا في الجولة الثانية من تصويت المشرعين في الانتخابات التي جرت في مجمع مطار مقديشو، الذي يخضع لإجراءات أمن مشددة.
وتسلم فرماجو قبعة تحمل عبارة «اجعل الصومال عظيمة مرة أخرى»، على غرار الشعار الانتخابي الشهير للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وظهر فرماجو وهو يتلقى قبعة ملونة بالأزرق والأبيض (ألوان العلم الصومالي)، هدية من السفير الأميركي في مقديشو، ستيفن شفارتس، الذي التقاه في مقديشو مؤخرا.
يشار إلى أن فرماجو تسلم الأسبوع الماضي السلطة بشكل رسمي من الرئيس السابق حسن شيخ محمود في حفل مقتضب، أقيم بالمقر في العاصمة مقديشو، حضره وزراء وأعضاء في البرلمان وقادة الأمن وممثلون عن المجتمع الدولي.
ويشكل فوز فرماجو خاتمة عملية انتخابية استغرقت عدة أشهر، وأجلت مرارا وتخللتها اتهامات بالفساد والتضليل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.