تشهد مدينة الحديدة الساحلية، حالة غليان كبيرة جراء استمرار انتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ضد أهالي المدينة والمحافظة ككل، خشية أن تبدأ العمليات العسكرية لتحرير المحافظة في إطار عملية «الرمح الذهبي»، التي يشرف عليها الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة التحاف العربي التي تقودها السعودية.
وجراء تضييق الميليشيات الانقلابية على المواطنين، بدأت حركة احتجاجات في مدينة الحديدة، حيث توسعت رقعة الإضراب في صفوف المعلمين والمعلمات، وتوقف الكثير من المدارس «بنين وبنات» احتجاجًا على انقطاع الرواتب للشهر السادس على التوالي.
على صعيد آخر، تواصلت المواجهات العنيفة في مديرية عتمة، التابعة لمحافظة ذمار، بين المقاومة الشعبية في المديرية وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التي تستميت للسيطرة على المديرية لأهمية موقعها الاستراتيجي، الأمر الذي جعلها تخرق الاتفاق المبرم مع المقاومة الشعبية، من أبناء المديرية، بعدم التعدي أو الانتهاكات أو دخول المديرية.
وتجددت المواجهات العنيفة، أمس، في جبهة حلفان بعتمة بعد وصول تعزيزات عسكرية للميليشيات الانقلابية قادمة من مدينة ذمار ومدينتي الشقر والقفر في إب، بغرض الهجوم واجتياح المديرية.
وأعلنت المقاومة الشعبية في مديرية عتمة، أن مواقع تمركز الميليشيات الانقلابية على مداخل المديرية أو المناطق المجاورة لها، ستكون «هدفًا للجيش والمقاومة وطيران التحالف»، وعن «تشكيل فرق خاصة بالرصد والمتابعة في جميع قرى وعزل المديرية، وكل المديريات المجاورة لها».
وحذرت الأهالي من إيواء الميليشيات الانقلابية في منازلهم، وأن من يأويهم «سيكون هدفًا عسكريًا للمقاومة الشعبية والتحالف».
وقالت في بيان لها: «المعتدون الحوثيون يشنون في هذه اللحظات أعنف هجوم على القرى والأبرياء، فإن قيادة المقاومة الشعبية تحذر جميع الحوثيين في مديرية عتمة في أي موقع حلوا فيه أو من يأويهم بأنهم سيكونون هدفًا مشروعة من قبل المقاومة الشعبية وقوات التحالف».
ودعت قيادة المقاومة «المواطنين - الأطفال والنساء والأبرياء - إلى الابتعاد من أي مكان أو موقع يتجمع أو يتمركز أو يسكن أو يختبئ فيه الحوثيون حفاظا على سلامتهم».
كما دعت «المغرر بهم من الميليشيات الانقلابية، والذين يحملون السلاح، أو النفاق مع تلك الميليشيات، إلى سرعة التوجه إلى صفوف المقاومة وإعلان البراء من تلك الأعمال التي تقوم بها الميليشيات».
وقال سليمان عبد الوهاب راشد، المنسق الإعلامي للمقاومة الشعبية في مديرية عتمة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الميليشيات الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مديرية عتمة بعد حصولهم على صفعة قوية بعد فشلهم الهجوم على سوق الثلوث وقتل منهم أكثر من 13 عنصرًا من الميليشيات الانقلابية أغلبهم قيادات كبيرة وأبرزهم عبد الله محمد البنوس، ويطلق عليه أبو عابد البنوس من جهران، الداعم الرئيسي للميليشيات في منطقة جهران معبر، حيث تم أسر 15 شخصًا من الميليشيات أغلبهم فريق الاقتحامات، وكان على رأسهم باسل محمد العزب، من جهران وعاقل قرية عيشان».
وأضاف أن «المقاومة الشعبية حصلت على غنائم كبيرة بعد مواجهاتها مع الميليشيات الانقلابية بينهما طقم عسكري وأكثر من 30 كلاشنيكوف وأسلحة وذخائر ومعدل شيكي و2 بوازيك، حيث سقط في مواجهات، أمس، أكثر من 11 عنصرًا من ميليشيات الحوثي وصالح، وتم أسر أكثر 3 أشخاص».
وأشار إلى أن الميليشيات الانقلابية «شنت هجومًا عنيفًا بعدما دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة، على منطقة حلفان، في محاولة منهم للدخول إلى قرية القُدم، لكن عناصر المقاومة الشعبية كانت لهم بالمرصاد وتصدت لهم».
وأكد سليمان راشد أن الميليشيات الانقلابية تسعى جاهدة لإطلاق سراح أسراها من فريق الاقتحامات، وقد بعثت بوساطات لذلك، وقال: «كان هناك اجتماع لجنة الوساطة لأكثر من 30 شيخا قبليا للاجتماع من أجل الإفراج عن الأسرى لأنهم من فريق الاقتحامات في محافظة ذمار الذين تدربوا في محافظة صعدة، حسب اعترافاتهم الأولية أثناء التحقيق معهم من قبل أفراد المقاومة الشعبية في مديرية عتمة، لكنهم رجعوا منكسرين».
كما شدد تأكيده بأن «المقاومة الشعبية لم تقبل بأي صلح حتى خروج الميليشيات الانقلابية من عتمة، وأنه لو كان هناك اتفاق على تبادل أسرى سيكون تبادل أسرى في المحافظة بشكل كامل وليس فقط من مديرية عتمة؛ لأن عتمة هي جزء من المحافظة ولا يوجد لدى مديرية عتمة أي أسير حرب، وإنما مختطفون من الطرقات والمدن اليمنية ومركز المديرية».
وفي جبهة تعز المشتعلة، تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير مواقع جديدة في جبهة الربيعي، غرب المدينة، بعد مواجهات عنيفة شهدتها الجبهة وسقط فيها قتلى وجرحى من صوف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، حيث أعلنت القوات تحريرها جبل الحرم وتبة صوره وقوفه عبل.
ومع تصعيد ميليشيات الحوثي وصالح من قصفها على قرى وأحياء تعز بمختلف أنواع الأسلحة من مواقع تمركزها في أطراف المدينة، ردت قوات الجيش اليمني بالقصف على مواقع الميليشيات الانقلابية في العبدلة والحلو والعشمية وحمير والبرح، وكبدهم الخسائر البشرية والمادية. وقال ضياء الحق الأهدل، مقرر مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يجري في تعز في الوقت الراهن هو تثبيت السيطرة على المواقع التي تمت استعادتها من الميليشيات الانقلابية والتقدم إلى مواقع ومناطق أخرى، مع التصدي لهجمات ميليشيات الحوثي وصالح في جميع جبهات القتال».
وأضاف أن «عناصر المقاومة الشعبية في الجبهة الغربية تمكنت من استعادة مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية في جنوب غربي جبل المنعم، بينما تشهد جبهات المدينة نوعًا من الهدوء الحذر».
وأكد الأهدل أن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تواجه صعوبة في التقدم إلى مواقع المقاومة الشعبية واختراقها؛ ما جعلها تكثف من قصفها العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة على أحياء مدينة تعز والجبهة الغربية للمدينة، والأمر نفسه في الجبهات الريفية».
وبحسب مصادر محلية أكدت لـ«الشرق الأوسط» فقد «فرضت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية حصارًا على قرية بلاد الوافي شمال جبل حبشي، غرب مدينة تعز، ومنعت دخول المواد الغذائية ومياه الشرب إلى المنطقة بعد تقدم قوات الجيش إلى مواقع الميليشيات، واستعادة مواقع كانت خاضعة لها».
على السياق ذاته، حث العميد الركن، عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، «قوات الجيش اليمني، من اللواء 35 مدرع، على المزيد من اليقظة ورفع الجاهزية القتالية في مواجهة ميليشيا التمرد حتى تحرير ما تبقى من محافظة تعز».
وأكد، خلال زيارته التفقدية لجبهات القتال في جبهة قدس جنوب غربي المحافظة، التابع لمديرية المواسط، للاطلاع على حجم الاستعداد والجهوزية لدى وحدات اللواء 35 مدرع المرابطة في المنطقة، أن «الميليشيات الانقلابية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأن الخلاص منها بات قريبا إن شاء الله».
وبدوره، أكد العقيد طه عون القدسي قائد الجبهة في قدس، بحسب ما نقل عنه إعلام اللواء 35 مدرع، أن «أفراد اللواء 35 مدرع المرابطين في مواقع القتال بمختلف مواقع الجبهة في يقظة عاليًا والمعنويات مرتفعة، وترقب مستمر لعناصر الميليشيات الانقلابية التي تحاول التسلل إلى بعض المواقع، وأنهم بانتظار الأوامر من قيادة اللواء لتنفيذ أي مهمات».
وقال إن «العملية العسكرية تتم وفقًا للخطة العسكرية المعدة من قبل قيادة اللواء 35، ونحن على تواصل مستمر مع غرفة العمليات وقيادة اللواء، وأن جبهة قدس جبهة دفاعية وتأمن جبهات أخرى تابعة للواء في مديريات المواسط والشمايتين والصلو».
غليان في الحديدة مع استمرار انتهاك الحوثيين... ومقاومة «عتمة» بـ«ذمار» تحذر من إيوائهم
غليان في الحديدة مع استمرار انتهاك الحوثيين... ومقاومة «عتمة» بـ«ذمار» تحذر من إيوائهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة