جزائريون في الخارج يطلقون «تحالف التغيير» ويعلنون رفض «ثقافة الانقلاب العسكري»

نتائج انتخابات الرئاسة دفعت بالمعارضة في الداخل إلى إنشاء تكتلات

جزائريون في الخارج يطلقون «تحالف التغيير» ويعلنون رفض «ثقافة الانقلاب العسكري»
TT

جزائريون في الخارج يطلقون «تحالف التغيير» ويعلنون رفض «ثقافة الانقلاب العسكري»

جزائريون في الخارج يطلقون «تحالف التغيير» ويعلنون رفض «ثقافة الانقلاب العسكري»

أطلق 13 ناشطا سياسيا جزائريا أغلبهم يقيمون في الخارج، مبادرة سموها «التحالف الوطني من أجل التغيير»، ودعوا الجزائريين إلى تبنيها.
جاء ذلك في سياق مبادرات عديدة يجري إعدادها من طرف المعارضة في الداخل على خلفية انتخابات الرئاسة التي جرت في 17 أبريل (نيسان) الحالي، التي جاءت نتائجها عكس ما يشتهي دعاة تغيير النظام.
وقال النشطاء في لائحة وزعت أمس على الصحافة المحلية إن «التحالف الوطني من أجل التغيير مفتوح للجميع دون إقصاء، ويشمل كل التيارات الآيديولوجية أو الحزبية التي تلتزم بالمبادئ المعلنة في هذا النداء. إن (التحالف الوطني من أجل التغيير) هو فضاء للتشاور والتعاون والتنسيق للعمل المشترك، الذي يفضي إلى بناء دولة الحق والقانون».
وبرز من بين الموقعين على اللائحة غازي حيدوسي، وزير الاقتصاد الأسبق المقيم بفرنسا، وأنور نصر الدين هدام، القيادي في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، اللاجئ في الولايات المتحدة منذ 21 سنة الذي أسس قبل سنوات تنظيما سماه «حركة الحرية والعدالة الاجتماعية»، ومراد دهينة، القيادي السابق في «الإنقاذ»، اللاجئ في سويسرا، وهو عضو فاعل في «حركة رشاد» المعارضة، التي تضم ضباط مخابرات ودبلوماسيين انشقوا عن السلطة.
ويوجد من بين الأسماء أيضا، كريم طابو، رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي»، قيد التأسيس، وعبد القادر زرو، مسؤول سابق في جبهة القوى الاشتراكية، وهي أقدم حزب معارض في الجزائر.
وجاء في اللائحة أن «الأزمات المتتالية في قمة أجهزة الدولة، أدخلت الجزائر في تقهقر عجيب وخطير، وزادت من فساد أشخاص يريدون الاحتفاظ بالحكم مهما كان الثمن». وأضافت: «هؤلاء الأشخاص نظموا انتخابات في 17 أبريل الحالي لإيهام الناس بوجود مؤسسات حقيقية في الجزائر. وأثبتوا بذلك أن همهم هو ضمان ديمومة سلطة تحتضر، تُسيرها أقلية مستحكمة وبوليس سياسي يريد قهر الشعب».
وقال أصحاب المبادرة السياسية أيضا: «لقد ازدادت خطورة الوضع، في الأشهر الأخيرة، بسبب ما حدث في هرم السلطة من انشقاقات تهدد الوحدة الوطنية. فقد حان الوقت للتحرك لنقول لا لدولة بوليسية، لا للفساد، لا لخنق الحريات»، في إشارة إلى صراع طفا على السطح مطلع العام الحالي، يتعلق برفض جهاز المخابرات ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة. وتمكن بوتفليقة في النهاية من تمديد حكمه.
وأضاف دعاة التغيير في لائحتهم: «في هذه اللحظة التاريخية نؤكد، دون تحفظ، أن المجتمع أعلن عن رغبته في أن يكون ديمقراطيا وسلميا. وبعد تأكيده على تشبثه بهويته وقيمه الأساسية وكذلك استقلاله الذي دفع ثمنا غاليا لاسترجاعه، عبر مجتمعنا الناضج الواعي تماما عن انفتاحه على كل الأفكار والآراء، وذلك بحماية الحريات الفردية والجماعية وتثمين التعددية السياسية».
وعبر النشطاء رفض «ثقافة الانقلاب العسكري والزج بجيشنا الشعبي في صراعات الأجنحة أو استعماله لتكميم المواطنين»، ورفض «أي تدخل أجنبي في شؤون بلدنا، ونؤكد أنه لا يحق سوى للمواطنين، فقط ودون غيرهم، اتخاذ قرار بشأن مستقبلهم». وتابعت اللائحة: «يتجاوز (التحالف الوطني من أجل التغيير) الانقسامات السياسية الحقيقية أو تلك التي أججتها السلطة، بين الإسلاميين والعلمانيين أو القوميين، كما أنه يتجاوز التنوع اللغوي أو الجهوي الذي يوظفه البعض من أجل تقويض الوحدة الوطنية. وسيتبنى التحالف ميثاقا يحدد أهدافه ويضمن الوحدة في صفوفه، ويحترم في الوقت نفسه خصوصيات أعضائه وتوجهاتهم السياسية. وسيؤدي عمله على أرض الواقع مع المواطنين ومن أجل المواطنين».
وقال النشطاء الموقعون على اللائحة إن مبادرتهم مفتوحة لكل الجزائريين الراغبين في الانضمام إليها.
وكانت أحزاب علمانية وإسلامية معارضة أعلنت عن تنظيم «مؤتمر وطني للانتقال الديمقراطي» في 18 مايو (أيار) المقبل. أما رئيس الحكومة سابقا علي بن فليس، الذي كان أبرز خصوم بوتفليقة في انتخابات الرئاسة الأخيرة، فقد أنشأ مطلع الأسبوع الحالي «قطب قوى التغيير»، الذي يضم عشرة أحزاب معارضة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.