التحالف يدمر مركز قيادة لـ«داعش» غرب الموصل

«الحشد» يصد هجومًا للتنظيم قرب تلعفر

مقاتلون في الحشد الشعبي يتمركزون قرب تلعفر غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون في الحشد الشعبي يتمركزون قرب تلعفر غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

التحالف يدمر مركز قيادة لـ«داعش» غرب الموصل

مقاتلون في الحشد الشعبي يتمركزون قرب تلعفر غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون في الحشد الشعبي يتمركزون قرب تلعفر غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)

أعلن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة أمس، أن قواته دمرت مبنى في المجمع الطبي الرئيسي في الجانب الغربي من مدينة الموصل العراقية، الذي يشتبه في أنه يضم مركز قيادة لتنظيم داعش.
واتهم التحالف تنظيم داعش باستخدام المبنى المكون من خمسة طوابق مركزا للقيادة والتحكم. وقال في بيان أوردته وكالة «رويترز»: «تمكن التحالف من خلال جهود الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع من معرفة أن (داعش) لم يستخدم المبنى لأي أغراض طبية وأن المدنيين لا يستخدمون الموقع».
وجاءت الضربة في أعقاب تقارير أفادت بأن المتشددين يندسون بين المدنيين على الجانب الغربي من الموصل وبأنهم يخزنون أسلحة في مستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس وسيلة لتجنب استهدافهم.
وأعلنت الجماعة المتشددة رواية مختلفة، قائلة في بيان على الإنترنت إن الضربة قتلت 18 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال وأصابت 47 شخصا.
ولا تتمكن وسائل الإعلام المستقلة من دخول الشطر الغربي من الموصل أو أي منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا. والمتشددون محاصرون في غرب الموصل مع ما يقدر بنحو 650 ألف مدني بعد أن تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة تطوق المدينة من طردهم من الشطر الشرقي في المرحلة الأولى من عملية الموصل، التي انتهت الشهر الماضي. وبدأ الهجوم الذي يهدف لطرد تنظيم داعش من الموصل، وهي آخر مدينة كبرى خاضعة لسيطرة التنظيم في العراق، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
من ناحية ثانية، قتل 15 وأصيب 12 آخرون من الحشد الشعبي، في صد هجوم شنه تنظيم داعش، غرب مدينة الموصل. وقال مهدي حسن الدراجي، أحد مقاتلي الحشد غرب الموصل، في تصريح، إن «العشرات من مسلحي تنظيم داعش شنوا في ساعة متأخرة من ليل الجمعة - السبت، هجومًا على عدة قرى جنوب غربي قضاء تلعفر (60 كلم عن الموصل)، مستخدمين السيارات المصفحة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون». ونقلت عنه شبكة «رووداو» الإعلامية أن «قوات الحشد تمكنت من إحباط الهجوم وقتل 44 مسلحًا وتدمير 5 سيارات مصفحة والاستيلاء على معدات قتالية متنوعة، وإرغام الآخرين على الفرار نحو المواقع التي ما يزال تنظيمهم يسيطر عليها مع جرحاهم الذين سقطوا خلال المواجهات». وتابع: «المواجهات أسفرت أيضًا عن مقتل 15 من قواتنا وإصابة 12 آخرين».
وفي سياق متصل، أكد الفريق الركن قاسم جاسم نزال، قائد الفرقة المدرعة التاسعة (بالجيش العراقي) البدء بعمليات الاستعداد النهائي لمعركة الجانب الغربي للموصل. وقال نزال إن «قادة الألوية والوحدات يشرفون بشكل ميداني على التحضير للمعركة، بمشاركة الفرقة المدرعة التاسعة التي تم تدعيمها بمئات المقاتلين الجدد وتجهيزهم بأسلحة متطورة». وأوضح أن «مفارز (ورشات) التصليح التابعة للواء المدرع 34 تواصل عمليات إصلاح العجلات (الآليات) القتالية والناقلات والدبابات التابعة للفرقة، بغرض تقليل الإصابات والخسائر في المعدات أثناء الهجوم على التنظيم الذي يعتمد على العجلات المفخخة والعبوات الناسفة والبراميل المتفجرة». وبيّن أن «الهجوم على مواقع (داعش) في الجانب الأيمن (الغربي) سوف يكون من محاور متعددة وبإسناد مباشر من قبل طائرات التحالف الدولي بغرض الإسراع في القضاء عليه وتقليل المعاناة بين صفوف المدنيين العزل».
وفي الجانب الشرقي من الموصل، أعلن مصدر في قيادة العمليات المشتركة بالموصل، أمس، مقتل خمسة أشخاص وإصابة 21 آخرين بقصف صاروخي لتنظيم داعش استهدف مدارس في الأحياء المحررة بالمحورين الشمالي والشرقي من المدينة. وقال الرائد حمزة عثمان لوكالة الأنباء الألمانية: «تنظيم داعش قصف بصواريخ الكاتيوشا ثانوية المتميزين، والوحدة، وقبس للبنات وابتدائية بغداد والخمائل، والزنبقة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة طلاب ومعلمين اثنين وإصابة 21 طالبا ومعلمة». وتابع عثمان أن «قوات الجيش أخلت المدارس التي تعرضت للقصف وأمرت بخروج الطلبة بعجلات عسكرية خشية استهدافهم بقصف آخر من قبل عناصر (داعش)».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.