العراقيون في الخارج يبدأون التصويت في 19 دولة

خلط حول الوثائق الثبوتية يحرم البعض من الاقتراع في الإمارات - مدير مكتب مفوضية الانتخابات في بريطانيا: الانتخاب يجري بسلاسة

عراقيون يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع بدبي أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع بدبي أمس (أ.ف.ب)
TT

العراقيون في الخارج يبدأون التصويت في 19 دولة

عراقيون يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع بدبي أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع بدبي أمس (أ.ف.ب)

توجه آلاف العراقيين إلى مراكز اقتراع في 19 دولة، أمس، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية العراقية التي يجري التصويت العام فيها غدا، في الداخل. وفي حين أفاد مسؤولون في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بسير عملية التصويت في مكاتب الخارج بسلاسة، شكا ناخبون عراقيون في الإمارات من حرمانهم من التصويت لأسباب عدوها «مجهولة».
وأعلن رئيس الإدارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات، مقداد الشريفي، انطلاق اقتراع عراقيي الخارج منذ ساعات الفجر الأولى بتوقيت العراق، في عدد من الدول المشمولة. وأضاف أن أولى الدول التي جرى فيها انتخاب عراقيي الخارج هي نيوزيلندا حيث بدأت عملية التصويت بعد الساعة الـ12 من ليل أول من أمس بتوقيت بغداد، ثم تلتها أستراليا. وأضاف الشريفي أن مكاتب المفوضية في الخارج فتحت 103 مراكز انتخابية، بواقع 656 محطة اقتراع، علما بأن تصويت عراقيي الخارج يستمر اليوم لينضم إليهم منتسبو الجيش والشرطة فيما يسمى بـ«التصويت» الخاص الذي يتواصل غدا.
وفي بريطانيا، بدأ التصويت في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي في مركزي اقتراع في لندن وثلاثة في غلاسكو (اسكوتلندا) ومانشستر وبرمنغهام. وقال مدير مكتب مفوضية الانتخابات في بريطانيا، أمجد محمد رضا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية الاقتراع «تجري بانسيابية ولم نصادف أي مشكلات». وتابع: «لدينا إجراءات بشأن الوثائق الثبوتية المطلوبة، ووجدنا تفهما من الناخبين بهذا الشأن».
وحول عدد الناخبين المسجلين في بريطانيا، أوضح رضا أنه لا إحصائية لدى المفوضية بشأن العد «بل يجري تسجيل الناخبين والتصويت في اليوم نفسه». وردا على سؤال حول نسبة المشاركة، قال رضا «في الساعات الثلاث الأولى أدلى ثلاثة آلاف ناخب بأصواتهم في جميع مكاتب بريطانيا، ونتوقع أن يشتد الإقبال على التصويت في الساعات المقبلة».
وبشأن الوثائق المطلوبة، أوضح رضا أن المطلوب وثيقتان من الوثائق العراقية الأساسية؛ جواز السفر، وهوية الأحوال المدنية، وشهادة الجنسية، ودفتر النفوس لسنة 1957. وبسؤاله عما إذا كان لدى الراغب في التصويت واحدة فقط من هذه الوثائق، أجاب رضا: «يمكن قبول جواز السفر الأجنبي أو إجازة السياقة أو صورة قيد النفوس».
من ناحية ثانية، قال رئيس مكتب الإمارات الانتخابي عمر الحديث لوكالة الصحافة الفرنسية إن عمليات الاقتراع تجري في مركزين في أبوظبي ودبي، مشيرا إلى أنه «ليس هناك أي مركز انتخابي في الخليج سوى في الإمارات»، وهو يفترض أن «يجمع كل العراقيين في الخليج».
وأشار الحديث إلى أن الأرقام الرسمية المعتمدة لدى الخدمات القنصلية والسلطات الإماراتية تشير إلى وجود أكثر من 52 ألف عراقي في الإمارات، و«ما بين 20 و25 ألف ناخب».
إلا أن بعض الناخبين المقبلين من دول خليجية أخرى أكدوا أنهم لم يتمكنوا من التصويت لأسباب غير واضحة. وقال سلام أنور، الذي قدم إلى دبي من قطر: «جئنا هذا الصباح ووقفنا تحت أشعة الشمس نحن والنساء والأطفال، ولم يقبلوا أن نصوت». وأكد أنور أن بعض المسؤولين في المكتب الانتخابي قالوا له إن المنع سببه السلطات الإماراتية، بينما قال آخرون إن السبب هو قرار مفوضية الانتخابات العراقية.
وتوافد المئات إلى المركز الانتخابي في دبي، بينما كان يفترض أن يزداد الإقبال في فترة بعد الظهر والمساء.
وقالت المقيمة في الإمارات لينا مشتاق بعيد إدلائها بصوتها: «أريد أن أرى وطني ينهض مرة ثانية، ويبرز مرة ثانية، ويكون في القيادة مجددا».
كما توجه مئات العراقيين إلى مراكز الاقتراع في الأردن حيث يعيش نحو مائتي ألف منهم في الأردن ويشكلون ما بين أربعة إلى خمسة في المائة من السكان، حسب وكالة «رويترز». وأعرب الناخب محمد السامرائي عن أمله في أن تحدث الانتخابات تغييرا في البلاد. وقال السامرائي إن الإقبال على المشاركة في الانتخابات كبير وكذلك الآمال في أن تغير الوجود الموجودة على الساحة السياسية. وقالت ناخبة أخرى تدعى شهلاء إنها تتطلع لرؤية تغير إيجابي. وأضافت أن الناخبين لا يطلبون الكثير وإنما الأمن والأمان، وطالبت النواب بأن يعملوا على منع الفساد. وهناك 14 مركز اقتراع في أنحاء الأردن، 11 منها في عمان وواحد في إربد واثنان في الزرقاء.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.