«قوات سوريا الديمقراطية» تطلق مرحلة عزل الرقة عن دير الزور

قصف روسي لمواقع «داعش» بقاذفات «تو ـ 95 إم إس» الاستراتيجية

«قوات سوريا الديمقراطية» تطلق مرحلة عزل الرقة عن دير الزور
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تطلق مرحلة عزل الرقة عن دير الزور

«قوات سوريا الديمقراطية» تطلق مرحلة عزل الرقة عن دير الزور

أعلنت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، ذات الغالبية الكردية، أمس (الجمعة)، انطلاق مرحلة عزل محافظة الرقة عن محافظة دير الزور، وهما معقلان أساسيان لتنظيم داعش الإرهابي المتطرف في شمال سوريا وشرقها، يستهدفهما طيران التحالف الدولي حاليًا كما الطيران الروسي. وبدا لافتًا في غضون الساعات الماضية تزامن إطلاق الميليشيا ذات الغالبية الكردية، التي تدعمها واشنطن، معركة فصل المحافظتين، مع إعلان موسكو عن توجيه مجموعة من قاذفات توبوليف «تو - 95 إم إس» الاستراتيجية الروسية المزوّدة بصواريخ مجنحة مطورة، في سلسلة غارات على مواقع «داعش» في ريف الرقة. إلا أن مصادر قيادية كردية نفت لـ«الشرق الأوسط» أن تكون الميليشيا - التي تشكل ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري - تنسق مع موسكو للسيطرة على الرقة، ولفتت إلى أن طائرات التحالف، وبالتحديد الطائرات الأميركية، تشارك بفاعلية كبيرة بالعملية، كما أن لها دورًا أساسيًا في المرحلة الجديدة التي تقضي بفصل الرقة عن دير الزور. أيضًا، أوضحت المصادر الكردية أن «الطائرات الروسية تستهدف داعش في الجبهات، حيث توجد قوات النظام التي تتقدم من ريف محافظة حمص الشرقي إلى طريق اثريا - الطبقة - الرقة»، مؤكدة أن الميليشيات الكردية تتقدم بتنسيق كامل مع طائرات التحالف.
من ناحية ثانية، أفادت وزارة الدفاع الروسية يوم أمس في بيان بأن الغارات التي شنتها قاذفات «تو - 95 إم إس» الاستراتيجية استهدفت قواعد ومعسكرات تدريب ومركز قيادة لأحد الفصائل الكبيرة في التنظيم المتطرف، مشيرة إلى أن «هذه الطائرات أقلعت من الأراضي الروسية وحلقت فوق الأراضي الإيرانية والعراقية، وصولاً إلى الأجواء السورية، حيث وجهت ضربات باستخدام صواريخ (خ – 101) المجنحة إلى مواقع تابعة لإرهابيي (داعش) في ريف الرقة». وأكد البيان تدمير جميع الأهداف بنجاح، مضيفًا أن مقاتلات السوخوي «سو - 30 إس إم» و«سو - 35 إس» من مجموعة الطائرات الروسية المرابطة في قاعدة حميميم الجوية في ريف محافظة اللاذقية، قدمت التغطية الجوية للقاذفات أثناء تنفيذ المهمة.
ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» أعلنت عن بدء الخطوة الثانية من المرحلة الثالثة لحملة «غضب الفرات» لتحرير ريف محافظة الرقة الشرقي بمشاركة ما يسمى بـ«مجلس دير الزور العسكري»، وذلك «بعد تحقيق أهداف الخطوة الأولى من المرحلة الثالثة». وقالت المتحدثة باسم غرفة عمليات «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد، إن «الخطوة الثانية تهدف إلى تحرير الريف الشرقي وعزل محافظة الرقة عن محافظة دير الزور». وأوضحت المتحدثة أن «مجلس دير الزور العسكري يشارك وبشكل فعال في قوات سوريا الديمقراطية من الجناح الشرقي، بدعم ومؤازرة بقية القوات المتحالفة في حملة غضب الفرات». وكان «مجلس دير الزور العسكري» برئاسة أحمد أبو خولة وقوات النخبة التابعة لـ«تيار الغد» السوري برئاسة أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري الأسبق، انضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي. ولقد نجحت هذه القوات بالسيطرة على مساحات واسعة من محافظة الرقة من المحاور الشمالية والشرقية والغربية، وهي تتمركز حاليًا على بعد 15 كيلومترًا شرق مركز مدينة الرقة، كما أنها باتت على مشارف مدينة الطبقة من المحور الغربي.
من ناحية أخرى، أوضحت نوروز كوباني، المسؤولة في المكتب الإعلامي لـ«وحدات حماية المرأة» الكردية أن جزءًا من الاشتباكات التي تهدف لعزل دير الزور عن الرقة حاصلة حاليًا داخل أراضٍ بريف محافظة دير الزور، وأردفت لـ«الشرق الأوسط» أن الأهداف الأساسية للخطوة الثانية من المرحلة الثالثة هي قطع الطرق بين المحافظتين وتحرير كامل ريف الرقة، وتابعت: «نُدرك أنّه ستبقى هناك طرق برية مخفية يستخدمها التنظيم، لكنّها ستكون هدفًا سهلاً لطائرات التحالف».
في هذه الأثناء، ميدانيًا، أفادت وكالة «آرا نيوز» بتدمير قوات «غضب الفرات» مدرعة مفخخة لـ«داعش»، وبقتل عدد من مسلحي التنظيم في قرية جويس الواقعة على طريق مكمن - الرقة. وبدوره أعلن قائد «مجلس دير الزور العسكري» السيطرة على أولى القرى التابعة لمحافظة دير الزور، إذ قال أحمد أبو خولة خلال مؤتمر صحافي عقدته غرفة عمليات «غضب الفرات» عن تقدم قواته «لمسافة 15 كم للأمام ودخلت بعض القرى التابعة إداريًا لمدينة دير الزور، وهي القرى الأولى التي تحررت في دير الزور».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.