احتفالات في إسرائيل... وتحذيرات من «سكرة فرح زائد»

احتفالات في إسرائيل... وتحذيرات من «سكرة فرح زائد»
TT

احتفالات في إسرائيل... وتحذيرات من «سكرة فرح زائد»

احتفالات في إسرائيل... وتحذيرات من «سكرة فرح زائد»

تشهد أوساط اليمين الإسرائيلي احتفالات عارمة بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي فهموا منها أن فكرة الدولة الفلسطينية سقطت. لكن خبراء حذروا من «سكرة الفرح» الزائد، لافتين إلى عدم امتلاك الإدارة الأميركية الجديدة رؤية واضحة للتسوية.
وأقام مستوطنون في الضفة الغربية والقدس الشرقية وسائر القوى في معسكر اليمين الإسرائيلي، حلقات رقص فرحًا بموقف ترمب، مساء أول من أمس. كما أقيمت فجر أمس صلاة خاصة لامتداح نتنياهو وترمب، والتضرع إلى الله أن يوفقهما «في خدمة أهداف الشعب اليهودي».
وكان وزراء ونواب في اليمين الإسرائيلي سارعوا إلى إعلان دفن خيار الدولتين، في أعقاب المؤتمر الصحافي المشترك لترمب ونتنياهو. وقال وزير التعليم نفتالي بينت، وهو زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» الذي ضغط على نتنياهو ليتنصل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية: «تم اليوم إنزال علم فلسطين عن الصارية واستبدال علم إسرائيل به. الفلسطينيون يملكون دولتين في غزة وفي الأردن. ولا حاجة إلى دولة ثالثة. أنا أحيي رئيس الحكومة الذي اتخذ هذا القرار الصحيح، وأظهر القيادة والجرأة وحصّن أمن إسرائيل وسيادتها».
أما وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان (من حزب «الليكود»)، فقال إن «تصريحات ترمب تثبت أننا في عهد جديد. المواقف التي عبر عنها الرئيس تدل على الفهم بأن حل الدولتين هو ليس الحل الوحيد لتحقيق السلام، وأنه حان الوقت لقلب المعادلة وتفعيل الضغط على الجانب الفلسطيني»، فيما ترجمت وزيرة الثقافة ميري ريغف («ليكود») التصريح إلى رسالة عملية، معتبرة أن «عهد التجميد انتهى. انتهى التجميد في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). انتهى تجميد العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. اليوم بدأ في واشنطن عهد جديد». وقال زميلها الوزير أوفير أوكونيس، إنه «تم أخيرًا الانتهاء من الفكرة الخاطئة والخطيرة: إقامة دولة إرهاب فلسطينية في قلب أرض إسرائيل. الرئيس ترمب أيضًا يفهم أن صيغة حل الدولتين لن تحقق السلام في الشرق الأوسط، وأنه يجب العثور على حلول أخرى لتحقيق السلام».
في المقابل، قال رئيس «المعسكر الصهيوني» المعارض يتسحاق هرتسوغ، إنه «كان من المخجل رؤية نتنياهو يتلوى، ويتلوى فقط من أجل التهرب من فكرة الانفصال عن الفلسطينيين بصورة حل الدولتين. على كل إسرائيلي هذا المساء إبداء القلق إزاء حقيقة المفهوم بأن إمكانية قيام دولة واحدة بين البحر والأردن تعني عدم وجود دولة يهودية. هذه كارثة خطيرة جدًا، وسنحاربها بكل الطرق الممكنة».
وادعت النائب عن حزبه شيلي يحيموفيتش أنه «لم يطرأ أي تغيير ملموس على السياسة الأميركية إزاء إسرائيل». وحسب رأيها، فإن «ما سمعه نتنياهو من ترمب لا يختلف بتاتًا عن تصريحات سابقة. لقد طالب إسرائيل بوقف الاستيطان، وصرح بأنه سيقوم بعمل صعب من أجل صفقة جيدة، سيضطر الطرفان إلى تقديم تنازلات في إطارها. وطلب من إسرائيل إظهار الليونة والتسوية والتنازلات». وأضافت: «أدعو نتنياهو إلى استغلال منظومة العلاقات الممتازة مع الرئيس ترمب، وفهم أنه الآن بالذات انتهت كل الذرائع، وعلى إسرائيل عرض خطة سياسية واضحة وشجاعة. هذه فرصة لرئيس الحكومة كي يتوقف عن التصرف كمسؤول حزبي وبدء العمل كسياسي».
وقال النائب المعارض وزير الدفاع الأسبق عمير بيريتس، إن «فرحة اليمين سابقة لأوانها. فالرئيس ترمب قال عمليًا إنه يعيد الكرة إلى الملعب الإسرائيلي والعربي، وإنه ينتظر أن يتخذ نتنياهو قرارات حاسمة، وهو الأمر الذي تهرب منه نتنياهو طيلة سنوات حكمه». وأضاف أن «اليمين يفهم خطأ رسالة ترمب. وقريبًا سيطالبهم بالحسم».
واعتبر غالبية المعلقين السياسيين الإسرائيليين رد فعل اليمين الإسرائيلي أنه «سكرة فرح زائد». وقال ناحوم بارنياع إن على الحكومة أن تكون حذرة في قراراتها. فالرئيس الأميركي طلب وقف البناء الاستيطاني. وطالب إسرائيل بأن تقدم شيئا لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين والعرب. وذكّر شمعون شيفر بأن «ترمب رجل عملي، ولن يحتمل في المستقبل رؤية الأمور مجمدة».
ولفت بن كسبيت إلى أن «ما حدث لم يكن لقاء تاريخيا ولا مصيريا ولا حاسما. ضحكات الانتصار التي يطلقها اليمينيون سخيفة، كما أن قيام اليساريين بفرك الأكفّ فائض عن الحاجة. ترمب لا يزال لا يدرك ما يريده من نفسه أو من الشرق الأوسط. إنه رئيس لا يملك رؤية راسخة، ولديه إدارة غير متبلورة بعد، ولم ينجح بعد في ملء المناصب المهمة والرئيسة حوله. أما من شغلوا بالفعل مناصب مهمة، فإنهم يستقيلون إثر فضائح مدوية».
وأوضح أن «شخصية ترمب معروفة وشفافة، فهو غير ملزم بأي أمر لأي شخص، وهو لا يملك مشكلة في الانقلاب على الأصدقاء أو في التنكر للاتفاقيات أو خرقها. التاريخ التجاري لهذا الرجل مليء بالأحداث التي على هذه الشاكلة، وكل من تابعه خلال العقدين السابقين يعلم أن الرجل يرتجل خطواته المقبلة في الوقت الذي يتحرك فيه».
وأضاف: «حتى لو نجح نتنياهو أمس في تبصيم ترمب على قرض سكني من دون أن يدرك ذلك، فلا يمكن لأحد ضمان أن الأوراق التي بصم عليها سيتم احترامها. ترمب يملك قوانينه الخاصة، وهو الذي يرسمها، ولن تكون لديه مشكلة في إلقاء من يرغب تحت عجلات حافلة ليصل إلى أهدافه الحقيقية، وهذه الأهداف تتلخص في كلمتين: دونالد ترمب». ورأى أنه «بناء على ذلك، فإن ما رأيناه أمس مراسم مخططة، واستعراض صداقة أحيط بموسيقى احتفالية واحتوى تصريحات غير واضحة، لا يمكنها أن تؤشر على ما يحدث في المحور الواصل بين واشنطن والقدس ورام الله خلال الأعوام المقبلة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.