ألقت السلطات المصرية أمس القبض على اثنين من قيادات الجماعة الإسلامية الموالين للرئيس السابق محمد مرسي، بالتزامن مع دعوة أطلقها تحالف تقوده جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، للتصعيد ضد أجهزة الدولة. وفي هذه الأثناء كشف حزب للمنشقين عن الإخوان، تحت التأسيس، تعرضه لعراقيل قد تمنعه من العمل، وذلك بعد أيام من إطلاقه في البلاد.وقالت مصادر أمنية أمس إن السلطات تمكنت من توقيف محسن بكري، المعروف أنه من أمراء الجماعة الإسلامية في البلاد، أثناء توجهه إلى مطار القاهرة الدولي، للسفر إلى دولة ماليزيا. وأضافت أن اسم بكري موجود على قوائم الممنوعين من السفر من جانب السلطات لأنه مطلوب للتحقيق معه في عدة وقائع تتصل بأعمال عنف شهدتها البلاد خلال الأشهر التي أعقبت الإطاحة بحكم مرسي الصيف الماضي.
كما قامت السلطات بتوقيف الشيخ رفعت حسن الملقب بـ«أبو عاصم»، الذي يشغل موقع أمير الجماعة الإسلامية في الإسكندرية (غرب)، وذلك أثناء محاولته مغادرة البلاد إلى الأردن. وأضافت أن «أبو عاصم» مطلوب أيضا للتحقيق معه في وقائع تتصل بعمليات عنف، إلا أن محامين عن الموقوفين نفوا أي صلة لهما بأعمال مخالفة للقانون.وتحالفت الجماعة الإسلامية والحزب الناطق باسمها (البناء والتنمية) مع جماعة الإخوان في مواجهة الثورة الشعبية التي شارك فيها ملايين المصريين للمطالبة بإقالة مرسي والإطاحة بالجماعة من الحكم. وتعد قيادات الجماعة الإسلامية الموالية للإخوان، من بين ما يسمى «تحالف دعم الشرعية» الذي ما زال ينظم المظاهرات المطالبة بعودة مرسي للحكم، في وقت تشهد فيه الجماعة انشقاقات وخلافات بسبب استمرارها في اتباع الخط الصدامي مع الدولة، ما تسبب في موجة من العنف في البلاد، والقبض على المئات من القيادات الإخوانية وأتباعها.
ودعا التحالف الداعم للإخوان عناصره إلى التظاهر اليوم (الأحد) ضد «النيابة العامة»، وهي جهة الادعاء في المحاكمات التي تشهدها المحاكم المتهم فيها مرسي ومرشد الإخوان وغيرهما بالكثير من التهم، من بينها التخابر والقتل والإرهاب. ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق خرج ألوف الإخوان من الشباب من عباءة الجماعة، وأعلنوا الانشقاق عنها. وقاد الإخواني السابق عمرو عمارة تحالفا للإخوان المنشقين منذ اعتصام رابعة العدوية، إلا أن إعلانه عن تأسيس حزب تحت اسم «العدالة الحرة»، لم يحظ، على ما يبدو، بالاهتمام الرسمي الذي كان متوقعا، وفقا لعمارة نفسه الذي أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب الوليد «يواجه عراقيل.. كل يوم نجد هجوما علينا من كل ناحية، ولا أعرف لماذا».
ويشير عمارة هنا إلى انتقادات من جانب شخصيات معروف عنها أنها من «الإخوان الذين انشقوا مبكرا عن الجماعة، أي قبل عدة سنوات، وأخرى من المحسوبين على تيارات ليبرالية ويسارية متشددة»، خاصة بعد أن أشاع بعض من تلك الشخصيات أن «الشباب المنشقين عن الإخوان ليسوا بمنشقين عنهم، في الحقيقة».
وقال عمارة، الذي يبلغ عدد مؤسسي حزبه نحو سبعة آلاف شاب غالبيتهم من المنشقين عن الإخوان، إن مثل هذه الأقاويل في وسائل الإعلام أصابت الكثير من القطاعات المصرية التي «تكره الإخوان» بالريبة من الحزب الذي نسعى لإعلانه رسميا، مشيرا إلى أن حملة المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي ما زالت منقسمة حول قبول الإخوان المنشقين أم لا.
وأضاف: «نحن ندعم ترشح السيسي دون أي مقابل. نحن نساعد ونريد أن نبني بلدنا فليقبلوا بنا»، لافتا إلى أن شباب الإخوان المنشقين بدأوا في طرق أبواب عدد من الأحزاب أيضا، من بينها حزب التجمع اليساري، من أجل إقناعها بـ«رغبتهم الصادقة في العمل السياسي بعيدا عن العنف، والالتزام ببنود خارطة الطريق التي أدت لإبعاد مرسي والإخوان عن الحكم».وفوجئ عمارة بأن حكما قضائيا صدر أخيرا بحظر نشاط الإخوان أو ممارستهم السياسة، يشمل أيضا المنشقين عنهم، وقال إن هذا الأمر زاد من تعقيد الموقف في مواجهة الحزب الجديد (العدالة الحرة).
عراقيل تواجه حزب {الإخوان المنشقين} بعد أيام من إطلاقه في مصر
توقيف قياديين في الجماعة الإسلامية قبل سفرهما للخارج
عراقيل تواجه حزب {الإخوان المنشقين} بعد أيام من إطلاقه في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة