خدعة حسمت حرب الـ67 قبل بدايتها واستعارها السادات في أكتوبر ورد بمثلها

وثائق سرية تكشف كيف دمر الجيش الإسرائيلي 70 % من القوتين الجويتين المصرية والسورية

خدعة حسمت حرب الـ67 قبل بدايتها واستعارها السادات في أكتوبر ورد بمثلها
TT

خدعة حسمت حرب الـ67 قبل بدايتها واستعارها السادات في أكتوبر ورد بمثلها

خدعة حسمت حرب الـ67 قبل بدايتها واستعارها السادات في أكتوبر ورد بمثلها

يتضح من وثائق سرية، جرى الكشف عنها في تل أبيب أمس، أن السبب الذي مكّن إسرائيل من تدمير غالبية طائرة سلاح الجو المصري والسوري، في بداية حرب 1967. يكمن في خديعة بسيطة قام بها سلاح الجو الإسرائيلي؛ إذ أعلن عن تدريبات لطائراته، فسادت حالة ارتخاء في الطرف العربي، استغلته إسرائيل لتدمر ما لا يقل عن 70 في المائة من طائراته الحربية. وقد سميت هذه الخديعة في أرشيفات الإسرائيليين: «موكيد»، وتعني بالعبرية «نقطة تركيز».
ويتضح من الوثائق، أن قيادة الجيش عاشت مرحلة ضغط نتيجة للقلق الذي أبداه رئيس الوزراء في ذلك الوقت، ليفي أشكول، من خطر تمكن الطائرات العربية من قصف تل أبيب، فكان يسأل دائما عن ذلك وبإلحاح شديد، ولم يكن يعجبه جواب قائد سلاح الجو، بأنه لا يستطيع أن يضمن أن لا تقصف بالمرة. فقد كانوا يصارحونه بأنهم قادرون على منع العرب من تدمير تل أبيب، لكنهم غير قادرين على منع القصف، إلا إذا جرى تدمير الطائرات العربية وهي جاثمة على أرض المطار. ومن هنا بدأ التخطيط لعملية كهذه، وتقرر التنفيذ بعد نشر خبر عن تدريبات لسلاح الجو. وصدق المصريون الخبر ولم يتخذوا احتياطيات.
وقد انتقم المصريون بالطريقة نفسها من إسرائيل، في حرب أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1973، فهم أيضا أعلنوا عن تدريبات عسكرية على قناة السويس واستغلوا ذلك للعبور.
وتنشر وزارة الدفاع الإسرائيلية الوثائق، هذه الأيام، بمناسبة الاقتراب من الذكرى السنوية الخمسين لتلك الحرب 4 يونيو (حزيران)، وهي تتضمن الأوامر العملية التي أطلقت شرارة حرب الأيام الستة، التي قام سلاح الجو الإسرائيلي خلالها، بقصف غالبية طائرات أسلحة الجو في الدول المجاورة. كما نشرت الوزارة التسجيلات الصوتية للأمر العسكري بإسقاط طائرة تسللت إلى أجواء مفاعل ديمونة النووي، وتبين لاحقا، أنها طائرة إسرائيلية. وكان الهدف الذي تم تحديده في أوامر عملية «موكيد»، هو «شل سلاح الجو المعادي من خلال قصف المطارات وغالبية الطائرات الجاثمة على الأرض».
ويتضح من الوثائق أيضا، أن قسم التاريخ في الجيش الإسرائيلي سجل في مقدمة الملف، أن «حجم القوات الإسرائيلية كان متدنيا مقارنة بأسلحة الجو المعادية في مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان». فقد «كانت لدينا 412 طائرة، نحو نصفها حربي، و465 طيارا، بينما بلغ مجموع طائرات العدو 826 طائرة و980 طيارا. وعلى الرغم من التدني الرقمي، فإن سلاح الجو الإسرائيلي كان متفائلا بشأن قدراته على شل أسلحة الجو المعادية». ويحتوي الملف على شهادة قدمها قائد سلاح الجو الإسرائيلي، في حينه، موطي هود، وتم الاحتفاظ بها في قسم التاريخ: «لم أتعامل بجدية زائدة مع سلاح الجو السوري. كنت أعرف أنه يمكن للأمر أن لا يكون لطيفا، لكنه لا يمكن أن يكون جديا. كنت أعرف، وكان من الواضح، بأننا سنوجه مثل هذه الضربة لسلاح الجو المصري، وأنها ستشله. ما لم يكن واضحا لي، هو أننا سنستطيع تدميره خلال ثلاث ساعات».
وأضاف أن «سلاح الجو السوري لم يكن قويا مقارنة بما انتظرناه من سلاح الجو المصري، وبما أن الأمر تم بسهولة في مصر، فقد أصبح أكثر سهولة في سوريا، إلى حد أننا لم نتوقف للحظة، وإنما واصلنا مباشرة بعد مصر إلى سوريا». وحسب قسم التاريخ، فقد تم تكريس الطائرات الهجومية الإسرائيلية كافة لمهاجمة مطارات سلاح الجو العربية، باستثناء 12 طائرة ميراج تم الاحتفاظ بها لحماية سماء البلاد. ووصف هود تنفيذ أوامر عملية «موكيد»، بأنه كان «قريبا من الكمال» ويقول: «لقد رسخ في ذاكرتي أنه ابتداء من الثامن من الشهر جلسنا في مقر القيادة، ولم تظهر على شاشات الرادار في الشرق الأوسط أي طائرة في الجو سوى طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. وخلال سبعة أيام كانت الطائرات الوحيدة التي حلقت في أجواء الشرق الأوسط هي طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. لقد حققنا التفوق الجوي المطلق».
وتصف الوثيقة بأن الجهاز الأمني، تخوّف قبل العملية، من إمكانية قصف مدينة تل أبيب. ويصف هود ذلك قائلا: «لقد كان هذا الأمر هو الذي تكرر ابتداء من 15 مايو (أيار) وحتى الخامس من يونيو . تم طرحه كل يوم على الطاولة، بما في ذلك سؤال شخصي عرضه ليفي أشكول (رئيس الحكومة) مرتين على الأقل، في الرواق... هل يمكننا ضمان عدم قصف تل أبيب؟ لقد قلت في كل المرات، إنه يمكنني الالتزام بأن تل أبيب لن تدمر جراء قصف جوي. ستسقط عليها عدة قذائف، لكن هذا أقصى ما يمكن حدوثه. إذا وجد الناس في الملاجئ، لن يحدث أي شيء، ستنهار بيوت فقط. الوعد بعدم سقوط أي قذيفة عليها كان مسألة غير ممكنة، ولكن إذا قمنا بتدمير القاصفات، فإن تل أبيب لن تتعرض لأي هجوم جوي».
في تلخيص العملية، أشاروا في قسم التاريخ، إلى تدمير 469 طائرة معادية - نحو 70 في المائة من طائرات أسلحة الجو العربية التي حاربت بشكل عملي ضد إسرائيل. «لقد تم ضرب أسلحة الجو العربية وهي جاثمة، وتم تدمير غالبيتها»، جاء في الوثيقة. يشار إلى أن عدد الطائرات الإسرائيلية التي سقطت خلال الحرب وصل إلى 46 طائرة، وقتل 24 طيارا، وأصيب سبعة وسقط 11 في الأسر. وأن أحد الطيارين الذين قتلوا كان الرائد يورام هرباز، ربان طائرة هرباز، الذي قتل بنيران صديقة. فقد سقطت طائرة هرباز خلال العودة من مهاجمة قاعدة لسلاح الجو الأردني، إذ انحرف عن مساره ودخلت طائرته إلى أجواء المفاعل النووي في ديمونة، وتم إسقاطها من قبل بطارية صواريخ «هوك» الإسرائيلية، للاعتقاد بأنها طائرة معادية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.