البرلمان المصري يصوت اليوم على تعديل وزاري

استطلاع رأي أظهر رضا 22 % فقط من المصريين عن أداء رئيس الوزراء

البرلمان المصري يصوت اليوم على تعديل وزاري
TT

البرلمان المصري يصوت اليوم على تعديل وزاري

البرلمان المصري يصوت اليوم على تعديل وزاري

قال شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء المصري، إنه سيتم عرض قائمة المرشحين للتعديل الوزاري، اليوم (الثلاثاء)، بالجلسة العامة لمجلس النواب للتصويت، وإبداء رأيه، سواء بالموافقة أو بالرفض، إلا أنه رفض الإفصاح عن أي ملامح للتعديل، قائلا: «هانت خلاص، وكلها بكرة».
وتولى إسماعيل رئاسة الوزراء في سبتمبر (أيلول) 2015. ويلزم الدستور بموافقة البرلمان على أي تعديل في الحكومة قبيل أداء الوزراء الجدد اليمين الدستوري أمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن «اختيار الشخصيات التي سيتضمنها التعديل المرتقب يعتمد على تحقيق أهداف المرحلة التي نمر بها حاليًا، وأن المعايير التي تم التركيز عليها في اختيار الوزراء في المرحلة المقبلة تتضمن القدرة على الإدارة، والكفاءة المهنية، وتكثيف الجهود، والقدرة على اتخاذ القرار بالشكل المناسب لطبيعة المرحلة التي تمر بها الدولة، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي يجري تنفيذها حاليًا».
وأشار إلى تعرضه، خلال اختيار المرشحين، إلى كثير من الاعتذارات لشغل المناصب الوزارية، نتيجة لطبيعة الظروف التي تمر بها مصر حاليًا، وأن هناك تفهمًا لهذه الاعتذارات، لكن هذه الاعتذارات جعلت الاختيارات محدودة.
وسبق أن ذكر رئيس الوزراء إمكانية دمج عدد من الوزارات، في ظل العدد الكبير للوزارات حاليًا، مستبعدًا استحداث وزارات جديدة. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن التعديلات ستشمل نحو ثلث وزراء الحكومة، معظمها في الوزارات الخدمية والاقتصادية، في محاولة لتحسين أداء الحكومة التي يوجه لها انتقادات واسعة خلال الفترة الماضية. وأظهر استطلاع للرأي أجري أخيرًا رضا 22 في المائة فقط من المصريين على أداء رئيس الوزراء.
وكشف الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن قائمة التعديل الوزاري وصلت مكتب رئيس مجلس النواب أمس، على أن يتم طرحه على الأعضاء في الجلسة العامة للبرلمان، موضحًا في تصريحات للمحررين البرلمانين أن التأخير في إعداد التعديل الوزاري مبرر، خصوصًا أن الضغوط كانت كثيرة خلال الفترة الأخيرة، وكان لا بد من إتاحة التوقيت المناسب لاختيار الأشخاص التي تعمل معه.
ومن المنتظر أن تشمل قائمة الوزراء الجدد الدكتور علي المصيلحي، رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، بعدما أكد في تصريح له أمس اختياره مرشحًا لإحدى الحقائب الوزارية الاقتصادية، معلنًا تنحيه عن رئاسة اللجنة البرلمانية.
في السياق ذاته، كشف استطلاع للرأي، أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، حول تقييم أداء رئيس الوزراء شريف إسماعيل، بعد مرور 17 شهرًا على توليه مهامه، أن 22 في المائة من المصريين فقط يرون أن أداءه جيد، في حين يرى 25 في المائة أن أداءه يرقى إلى المستوى المتوسط، و18 في المائة يرونه سيئًا، بينما ما يقرب من ثلث المصريين لا يستطيعون تقييم أدائه.
وأوضح الدكتور ماجد عثمان، مدير المركز، أن الاستطلاع الذي تم باستخدام الهاتف المنزلي والمحمول على عينة احتمالية حجمها 1428 مواطنًا، في الفئة العمرية 18 سنة فأكثر، غطت كل محافظات الجمهورية، وقد تمت كل المقابلات يومي 23 و24 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال إن نسبة من يرون أداء رئيس الوزراء جيدًا ترتفع من 19 في المائة في المحافظات الحضرية إلى 22 في المائة في كل من الوجه البحري والوجه القبلي. وفي المقابل، تنخفض نسبة من يرون أداءه سيئًا من 27 في المائة في المحافظات الحضرية إلى 19 في المائة في الوجه القبلي، و15 في المائة في الوجه البحري.
وأشار إلى أن 27 في المائة من الذكور لم يستطيعوا الحكم على أدائه، مقابل 43 في المائة من الإناث، لافتًا إلى أنه لا توجد اختلافات واضحة في نسبة من يرون أداء رئيس الوزراء جيدًا حسب المستوى التعليمي، بينما ترتفع نسبة من يرون أداءه متوسطًا من 20 في المائة بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 29 في المائة بين الحاصلين على تعليم جامعي، كما ترتفع نسبة من يرون أداءه سيئًا من 12 في المائة بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 33 في المائة بين الحاصلين على تعليم جامعي. وفي المقابل، تنخفض نسبة من لا يستطيعون الحكم على أدائه من 45 في المائة بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 16 في المائة بين الحاصلين على تعليم جامعي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».